الطائرة الاسرائيلية في طرابلس... لماذا سقطت وهل من فائدة للشكوى؟

طائرة من الطائرات الاسرائيلية التي "تسرح "في الاجواء اللبنانية سقطت اليوم قبالة مرفأ طرابلس لتكسر جمود المشهد السياسي مع عطلة نهاية الاسبوع وتخطف الانظار الى حدث يتكرر للمرة الثانية خلال ثلاثة اسابيع، الجيش سحب الطائرة الى ثكنة عسكرية ثم نقلها الى وزارة الدفاع وبدأ بالكشف عليها على أمل أن يستفيد من المعلومات والصورالتي تحتويها.

الطائرة وأسرارها
علامات استفهام طرحت بعد شيوع الخبر، هل سقطت الطائرة بسبب عطل تقني ام تم اسقاطها؟ بيان الجيش اوضح أن " طائرة استطلاع اسرائيلية سقطت صباح اليوم السبت في مرفأ طرابلس" وهذا ما قاله العميد المتقاعد هشام جابر في اتصال مع"النهار" حيث شرح" لم يتم اسقاطها بل سقطت بسبب عطل تقني، هذه الطائرة متطورة من نوع درون من دون طيار" . واضاف" اسرائيل تملك أنواعاً عدة من هذه الطائرة التي تعمل بحسب نظامي" هارمس 900 "و"هارمس 450 " وهي مجهزة بأجهزة متطورة للمراقبة والتصوير والتسجيل اي للتجسس، اسرائيل تملك اسرارا كثيرة بسببها".

هدف التجسس
الجيش اللبناني نشر على موقعه تسجيلا مصوراً ومجموعة من الصور للطائرة التي بحسب ما قال جابر انها" لم تكن تحلق فوق الاراضي اللبنانية بل فوق الشاطئء اللبناني، واستطرادا الحدود اللبنانية -السورية واستطرادا الشاطئ السوري. والصدفة انها وقعت قبالة مرفأ طرابلس والجيد أنها لم تقع في عمق البحر لم نكن عندها لنراها. و الجيد انها لم تقع على البر لكانت تحطمت".

لماذا لم يتم تفجيرها؟
صحيح أن هذه الطائرة متطورة تقنياً لكن كما قال جابر" الخطأ التقني وارد في اي مكان ،بل كلما تطورت التقنية يصبح احتمال حصول خطأ تقني واردا أكثر". لكن لماذا لم تفجرها اسرائيل كما فعلت عندما سقطت لها طائرة في جرود صغبين في البقاع الغربي ؟،أجاب جابر"دائما عندما يفقد الاتصال بين هذا النوع من الطائرات وبين القاعدة المراقبة والتوجيه لها تسقط الطائرة وقد حصل هذا الامر في 21 حزيران الفائت عندما سقطت طائرة استطلاع اسرائيلية في منطقة البقاع الغربي، لكن صغبين تختلف عن مرفأ طرابلس فهي ارض وعرة، ومن الطبيعي عندما تطلق اسرائيل هكذا نوع من الطائرات تفترض انه في حالة اسقطت او سقطت ستدمر ما تبقى منها لكن ليس من السهل أن تقوم بغارة جوية على مرفأ طرابلس".

صمت اسرائيلي
الطائرة لا تزال في حالة جيدة كونها سقطت على عمق في البحر لا يتعدى العشرة امتار، ويقوم الجيش بالكشف على نوعية الاجهزة التي تحتويها وما لديها من معلومات. ويبدو أن سقوطها احرج اسرائيل التي رفضت التصريح الى الوكالات العالمية، ولم يصدر عن اي جهة رسمية منها ما يؤكد أو ينفي ان تكون الطائرة تابعة لسلاحها الجوي.

لا يقف الأمر عليها
الطائرات الاسرائيلية التي تسقط من السماء على لبنان براً وبحراً ، اثبات دامغ على الشكاوى التي تم تقديمها الى الأمم المتحدة عن ان سيادته تحت مرتع الطائرات الاسرائيلية وخروقها. و يعلّق جابر"يستطيع لبنان ان يتقدم بشكوى الى الامم المتحدة لكن ماذا سيستفيد، وكم بلغ عدد الشكاوى". واضاف" كل يوم تخترق الطائرات الاسرائيلية الاجواء اللبنانية وما حصل ليس جديداً ، فالطائرات تسرح وتمرح ولا يقف الامر على نوع درون بل على طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع مع طيار فالاجواء اللبنانية مستباحة".