اشترِك في نشرتنا الإخبارية
لا يُسقِط البعض عن لسانه ألفاظَ التفخيم والتبجيل المُلقاة على الأشخاص، أكانوا فنانين أو ممثلين باختلاف الدرجة. تطفح جينيريك المسلسلات بألقاب من نوع: "النجم"، "النجم المتألق"، وسواهما من مفردات تُسكَب على الممثلين لضرورات المظهر، بصرف النظر عن أهلية صاحبها وإمكاناته. بعضهم لا يحتاج إلى لقب، وهو فنانٌ قبل أن يصنّفه المسلسل "نجماً"، وبعضهم تُلصَق به الألقاب مما يخوِّل استمرار المهزلة. لا بأس لو اقتصر الأمر على جنيريك مسلسل، ولم تُقدِم برامج الكلام الليلي على المغالاة في استيراد الألقاب وتصديرها. كلّ مَن يحلّ عليها "نجم"، حتى السياسي في سياسته والضيف الذي لا يملك سبباً ليطلّ على المُشاهد.
"النجوم" على الشاشات كزخّ المطر. عادة الأسماء العظيمة أن تُغْني صاحبها عن خديعة الألقاب، وإنما للتلفزيون حسابات. تسبق النجومية "النجم" الى كرسي الستوديو وموقع التصوير ومنزل المُشاهد. راقِب جينيريك المسلسلات وحاول أن تحصي كم مِن "نجم" يمثّل. لن يكترث أحدٌ إن أقنعكَ دوره أم لم يفعل. هو "نجم" وأنتَ اكتفِ بذلك. وإن أردتَ المزيد، وامتلكتَ أعصاباً تتحمّل، عرِّج على "هلّ القمر" ("أل بي سي آي") وكنْ سريعاً في العَدّ لتُسابِق رودولف هلال ورجا ناصر الدين في احتساب الألقاب وغزارة حضورها في البرنامج. الجميع في حساباتهما "نجوم"، وإن كانت ليلى عبد اللطيف التي "تُنجِّم" شهرياً على المُشاهد. لكنّ "النجومية" الطاغية اليوم ليست "التنجيم" الذي نوعَد به كلّ شهر، ولا بدّ أنّ ثمة فارقاً، فبعض الوجوه يستحق أن يُحتفَى به وبعضها لا يستحقّ حتى الهواء الفارغ.
Twitter: @abdallah_fatima
