الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

النجيفي لـ"النهار": الموصل معركة منسية وحكومة العبادي مقصّرة هناك عودة إلى السياسات القديمة ولا سيطرة على التحركات السياسية

بغداد – فاضل النشمي
النجيفي لـ"النهار": الموصل معركة منسية وحكومة العبادي مقصّرة هناك عودة إلى السياسات القديمة ولا سيطرة على التحركات السياسية
النجيفي لـ"النهار": الموصل معركة منسية وحكومة العبادي مقصّرة هناك عودة إلى السياسات القديمة ولا سيطرة على التحركات السياسية
A+ A-

صرح نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي في حديث الى "النهار" بأن الحكومة العراقية لا تجري التحضيرات اللازمة لتحرير الموصل من تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، معتبراً ذلك "معركة منسية". وقال إن رئيس الوزراء حيدر العبادي لم ينجح في استثمار الدعم الدولي والمحلي الذي حظيت به حكومته في بداية تأليفها، وأنه يواجه معارضة من داخل التحالف الوطني. وأكد ان تركيا مستعدة للتعاون مع العراق، لكنها غير قادرة على وقف تدفق المقاتلين عبر حدودها. وأبرز ضرورة تشكيل الاقاليم في العراق للحؤول دون تقسيمه.


¶ هناك كلام كثير على أن تركيا صارت معبراً وتسمح بدخول الشباب الجهاديين عبر حدودها وانخراطهم في القتال مع "داعش"، هل تكلمت معهم على هذا الموضوع؟
- تكلمنا في هذا الموضوع. الاتراك ضده ولا يقبلون بعبور أي شخص، لكنهم يقولون حدودنا طويلة جداً ومفتوحة للمهاجرين والنازحين سواء من سوريا أو العراق.
¶ الى أي حد يمكن تركيا ان تساهم في معركة تحرير الموصل المقبلة؟
- ليست لديهم نية لارسال قوات، الا اذا طلبت منهم الحكومة العراقية وضمن منظومة التحالف الدولي. لا اعتقد ان أية دولة أبدت استعدادها لارسال قوات الى العراق، لكن المؤكد انهم مستعدون لمساعدة العراق في التدريب والتسليح، وهم موجودون في اقليم كردستان لمساعدة قوات البيشمركة بالسلاح والتدريب، وموجودون أيضاً في أحد معسكرات المتطوعين في الموصل للمساعدة في التدريب.
¶ من وجهة نظر شخصية، ما هي حدود الدور التركي الذي ترغب فيه في معركة الموصل؟
- نتمنى أن يكون لهم دور ضمن التحالف الدولي، لجهة المساعدة في الضربات الجوية وتزويد المتطوعين التدريب والتجهيز والتعاون مع الحكومة العراقية في عملية التحرير. ولكن ليس لدينا أو لدى الاتراك فكرة ارسال جيش تركي الى الموصل.
¶ ما الذي يجري في الموصل اليوم؟
- الموصل يحتلها الارهاب. تطبق فيها أحكام متخلفة ضد الناس. هناك اعدامات جماعية. وفي الايام الأخيرة أعدم المئات، ويوم أمس اعتقل 70 شخصاً بتهمة تشكيل خلايا مقاومة. هناك مقاومة داخل الموصل. الجهة الفاعلة تسمى كتائب الموصل. نحن ندعمهم سياسياً لكنهم يعتمدون على اوضاعهم الداخلية وامكاناتهم الخاصة ونحن نشجعهم. ولكن ليس هناك دعم مباشر لانعدام الاتصال بيننا وبينهم. هذه هي الجهة التي تعمل ضد "داعش" في الموصل وتسبب له الكثير من المشاكل. ونأمل ان تتفاعل هذه الحركة مع الخطوات الاولى لتحرير الموصل.
¶ هل لديك فكرة عن توقيت بدء عملية تحرير الموصل؟
- هذا يعتمد على الدولة العراقية التي يفترض ان تبني قوات لمهمة صعبة كهذه، وهذا الموضوع متأخر حتى الآن. لا قوات الجيش استكملت بطريقة صحيحة ولا المتطوعون. نحن بذلنا جهوداً خاصة بالمتطوعين وانشأنا معسكرات ودربنا اشخاصاً، لكن الحكومة لا تتعاون معنا بطريقة صحيحة.


السبب سياسي
¶ ما سبب عدم تعاون الحكومة في تقديرك؟
- السبب سياسي... وفيه الكثير من قصر في الرؤية. الحكومة لا تثق بالمتطوعين ولا يعتبرونهم ضمن القوات التي يجب أن تشارك في عملية التحرير ويرغبون في ابدالهم بقوات أخرى تأتي من مناطق أخرى. يظهر ان الحكومة لا تثق بجميع المكونات في الموصل وليس العرب السنّة فقط، فهناك الكثير من المتطوعين في معسكرات التدريب ومن مختلف المكونات. لاحظ ان الحكومة حرمت عناصر الشركة السابقين، وهم من مختلف المكونات، مرتباتهم وبالتالي أغلق معسكر تدريبهم الذي يضم نحو سبعة آلاف عنصر. بعض الاطراف داخل بغداد يعملون ضدنا سياسياً، واستهداف محافظ الموصل أثيل النجيفي (شقيقه) واقالته غير الشرعية من منصبة يأتيان ضمن هذا الاطار.
¶ هل نستطيع في ضوء ذلك القول إن معركة الموصل هي "معركة منسية"؟
- نعم، يبدو أن الأمر كذلك. لا اهتمام كاف. لا تحضير عسكري أو حلول سياسية مع ابناء الموصل ولا مع اقليم كردستان الذي يفترض أن يكون ممراً للقوات العراقية. الاقليم حتى الآن يرفض استقبال اي قوات لعدم وجود تنسيق أمني وعسكري وسياسي بينه وبين بغداد.
¶ ما طبيعة الحل السياسي الذي تحدثت عنه قبل قليل؟
- الحل السياسي يأتي باشراك ابناء الموصل في التحضيرات العسكرية وتطمينهم بان لهم دوراً اساسياً بعملية التحرير وما بعد التحرير من خلال ادارة مناطقهم ضمن سقف الدستور. غالبية أهل الموصل ترغب بإقامة اقليم نينوى ويجب ان يعطى وعد في هذا الاتجاه بانهم لن يقفوا حجر عثرة اذ طلب بصورة رسمية من ابناء الموصل.
¶ هناك من يعتقد ان القوى السنية المشتركة في الحكومة فقدت تأثيرها بعد صعود "داعش"، وان لا معنى لمصالحة وطنية والموصل والانبار وغيرها تحت سيطرة التنظيم الارهابي؟
- هذا منطق غير صحيح ولا يتطابق مع الدستور والقانون. هناك مجموعة منتخبة بطريقة شرعية ولهم دور في السلطتين التشريعية والتنفيذية وهم يمثلون مناطقهم تمثيلاً حقيقياً. احتلال مدينة لا يعني فقدان الشرعية؟
¶ هناك من يقول إن نور الدين المالكي تعمد سحب الجيش من الموصل نكاية بالبعض؟
- هذه قناعتنا وقد صدرت الاوامر الى الجيش بالانسحاب، فالجيش لم يقاتل وترك المدينة للإرهابيين.


أمام خطر حقيقي
¶ كيف تنظر الى أداء حكومة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي؟
- كنا متفائلين في بداية الامر، وكنا قد اتفقنا معهم على اصلاحات مهمة، لكني اعتقد ان هناك تلكؤاً في تنفيذ الاتفاقات ونوعاً من العودة للسياسة القديمة في شكل من الاشكال وعدم قدرة رئيس الوزراء على السيطرة على ما يجري من حركات عسكرية.
¶ ما هو الدور الذي تمارسه رئاسة الجمهورية وانت أحد نوابها في قضية الاتفاقات السياسية التي أفضت الى تأليف حكومة العبادي؟
- رئاسة الجمهورية احد أركان السلطة التنفيذية. رئيس الجمهورية حامي الدستور وعليه ان يكون له دور في حماية الدستور، لكن انتهاكه يجري في بلدنا باستمرار. رئيس الجمهورية يعقد اجتماعاً دورياً كل شهر وهناك جدول أعمال، لكني اعتقد بعدم وجود استجابة من السلطة التنفيذية للملاحظات والقرارات التي تتخذ داخل الكابينة الرئاسية. اعتقد ان سبب عدم الاستجابة هو الخلافات السياسية وعدم اقتناع الكتلة الكبرى في التحالف الوطني بتنفيذ الاتفاق والسعي الى التملص من تنفيذ الالتزامات وابقاء الامور على سابق عهدها. ملاحظات السيد رئيس الجمهورية لا تأخذ الاهتمام الكافي.
¶ هل تعتقد ان رئيس الوزراء العبادي لديه من القوة ما يكفي للوقوف في وجه ممانعات التحالف الوطني الذي ينتمي اليه؟
- لا اعتقد انه قادر بما يكفي.
¶ هناك كلام كثير عبر مراكز بحوث ومقالات امريكية عن ان العراق الذي نعرفه انتهى وهو مقسم عملياً بعد سيطرة "داعش" على اجزاء واسعة من العراق، ما هي مقاربتك لهذا الموضوع؟
- المخاوف قائمة بالتأكيد والسياسات السابقة مسؤولة بشكل اساسي عمّا جرى في العراق من جهة التقاطع وعدم الثقة بين المكونات العراقية اضافة الى الانهيارات الواسعة وسيطرة الارهاب. الحكومة الجديدة جاءت لمعالجة هذه الاخطاء بسياسة جديدة متفق عليها ومدعومة خارجياً وداخلياً، لكنها لم تستطع ان تصل الى مستوى معقول، بل بدأت تمارس جزءاً من السياسات السابقة. نحن أمام خطر حقيقي ان لم نعالج ضعف الثقة بين المكونات العراقية ونتراجع عن الطوق الطائفي. البلد في حاجة الى توازن ومشاركة واسعة من سنة العراق في القتال والامساك بالارض وادارة مناطقهم. وكذلك يجب ان نحترم الدستور في مسألة تشكيل الاقاليم وأنا أشدد على ذلك الآن. هذه احدى القضايا التي يمكن ان تبقي العراق موحداً. الحكومة الاتحادية فشلت في ادارة وبناء المحافظات اقتصادياً وكسب ثقة الجمهور.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم