الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

كوبا أميركا: تشيلي قوة لاتينية جديدة... وميسي في ظل مارادونا

المصدر: "النهار"
كوبا أميركا: تشيلي قوة لاتينية جديدة... وميسي في ظل مارادونا
كوبا أميركا: تشيلي قوة لاتينية جديدة... وميسي في ظل مارادونا
A+ A-

الملعب الوطني في عاصمة تشيلي سانتياغو كان شاهداً على الأحكام العرفية وتعذيب المناوئين لنظام الديكتاتور أوغوستو بينوشيه في السبعينيات وحتى التسعينيات. الملعب عينه شهد احتفال الشعب في تشيلي بجائزة نوبل للآداب التي حصل عليها الكاتب "الثائر" بابلو نيرودا، إلا أن بينوشيه حول الملعب الى أقبية يحتجز فيها المعارضين ورموز التحرر لا سيما بعد انقلاب 1973. وبالأمس غسلت دموع الفرح التي ذرفها التشيليون عارًا لطّخ الملعب بالاحتفال بتتويج المنتخب الوطني بلقب كوبا أميركا للمرة الأولى في تاريخه على حساب الأرجنتين، كما أنه اللقب العالمي الأول لمنتخب "لا روخا".


وعلى المستوى الرياضي وضع منتخب تشيلي قدمه بين كبار القارة، وأظهر قوة كروية جديدة تضاهي قوة الأرجنتين والبرازيل، إذ فرض أليكسيس سانشيز ورفاقه هيمنتهم على النسخة الـ44 للبطولة القارية منذ انطلاقها، ففي دور المجموعات حقّق التشيليون فوزين وتعادل، وجرّد بعدها الأوروغواي من اللقب في ربع النهائي بفوزه 1-0، ثم أطاح البيرو في نصف النهائي 2-1.


وقال الارجنتيني خورخي سامباولي مدرب تشيلي منذ كانون الاول 2012: "منذ المباراة الاولى في هذه البطولة، كان هدفنا احراز اللقب".


وأضاف: "في المباراة النهائية، نجحنا في فرض الرقابة على افضل لاعب في العالم ليونيل ميسي الذي كان مراقبًا بشكل محكم ودقيق طوال اللقاء من قبل مارسيلو دياز وغاري ميديل، نجحنا في كل مباراة بقبول التحدي المفروض علينا من قبل الخصم. انه نتيجة عملنا وانضباطنا الكبيرين".


ويمتلك المنتخب البطل فريقاً مميوناً يضم لاعبين من طراز رفيع يتقدمهم مهاجم أرسنال الانكليزي أليكسيس سانشيز صاحب ضربات الجزاء الحاسمة، إضافة الى ادورادو فارغاس، هداف البطولة بالمشاركة مع البيروفياني باولو غيريرو (4 إصابات لكل منهما).


ويبلغ المعدل الوسطي لأعمار لاعبي المنتخب التشيلي 27 سنة ما يدعو الى الامل بأشياء جميلة في كأس القارات 2017 ومونديال 2018 في روسيا.
واصبحت تشيلي في طور النضوج على صورة صانع الالعاب الرائع خورخي فالديفيا الذي قدم مستوى رائعا للغاية في هذه البطولة القارية وهو في سن الحادية والثلاثين.


من جانبه، ارتورو فيدال (28 سنة) الذي اثار جدلا كبيرا بتوقيفه اثر حادث سير ادى الى تحطّم سيارته من نوع فيراري وهو في حال سكر، خاض افضل موسم في مسيرته مع المنتخب ومع فريقه جوفنتوس الايطالي.


كما لا يمكن الاقتراب من المدافعين غاري ميديل وماوريسيو ايسلا (27 سنة لكل منهما) اللذين لا يؤمن جانبهما.


وسيبقى منتخب تشيلي بطلاً لاميركا الجنوبية لسنة واحدة إذ من المقرر تنظيم النسخة الـ45 في السنة المقبلة 2016 في الولايات المتحدة بمناسبة الذكرى المئوية لانطلاق المسابقة 1916.


ميسي فشل دولي متكرّر


اطلقت خسارة الارجنتين في النهائي مجدداً النقاش حول المقارنة بين النجم السابق دييغو مارادونا والنجم الحالي ليونيل ميسي، افضل لاعبين في تاريخ الارجنتين والاكثر شعبية لدى مواطنيهما.


ولم يستطع ميسي في سن الثامنة والعشرين قيادة الارجنتين الى اي لقب كبير رغم خوض 3 نهائيات في كوبا اميركا (2007 و2015) وفي كأس العالم (2014).


وبعد خيبة الامل في حفلة ضربات الترجيح امام تشيلي لا يمكن مقارنة "البرغوث" ميسي بـ "الولد الذهبي" مارادونا.


بلغة الارقام، يتفوّق ميسي على مارادونا فهو سجل في 103 مباريات دولية 46 هدفا، بينما سجل النجم السابق 31 هدفا في 91 مباراة.
وتعطي الارقام والاحصائيات مع الاندية تفوقا واضحا لميسي الذي سجل 412 هدفا في 482 واحرز لقب افضل لاعب في العالم 4 مرات وجمع 7 ألقاب في الدوري الاسباني و4 في دوري ابطال اوروبا.


في المقابل، سجل مارادونا 311 هدفا في 589 مباراة مع بوكا جونيور الارجنتيني (1981 ومن 1995 الى 1997) وبرشلونة (1982-1984) ونابولي الايطالي (1984-1991).


ويبقى سجله اكثر تواضعا ايضا بإحرازه الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم مرة واحدة وكأس اسبانيا مرة ايضا وبطولة الدوري الايطالي مرتين وكأس ايطاليا مرة واحدة وكأس الاتحاد الاوروبي (يوروبا ليغ حاليا) مرة واحدة.


لكن مارادونا سطّر صفحات مضيئة في تاريخ كرة القدم الارجنتينية، فهو بمفرده تقريبا منح بلاده اللقب الثاني في كأس العالم عام 1986 حيث سجل 5 اهداف منها ثنائية في مرمى انكلترا في ربع النهائي بمساعدة من "يد الله" وبذلك المرور الخارق من جميع المدافعين الانكليز، ونفذ 5 تمريرات حاسمة منها التمريرة الشهيرة الى خورخي بورتشاغا الذي جاء منها هدف الفوز على المانيا في المباراة النهائية (3-2).


وعلى الصعيد الشخصي، كان مارادونا اكثر اثارة للجدال، بينما يعتبر ميسي اكثر حكمة وتواضعا ويذهب به الامر الى حد الخجل وانعدام الشخصية ولا يمكن لمراوغاته الانيقة على ارض الملعب او حتى تتويج محتمل بلقب عالمي ان تزيل عنه هذه الصفات.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم