الموارنة يعودون من أصقاع العالم إلى لبنان

إلى لبنان عاد موارنة الإنتشار حاملين في قلبهم ذاك الشوق العارم إلى أرض الأجداد، وهو شوق تمتزج فيه الرغبة في التعرّف إلى أصالة الحياة المسيحية المارونيّة كما خبرها رهبان الوادي المقدّس، والأديار العابقة بنفحات قداسة شربل ورفقا والحرديني وغيرهم ليصل أريج قداستهم إلى أصقاع العالم.
وتنادى شبيبة موارنة الإنتشار إلى لبنان بدعوة من مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية في بكركي بالتنسيق مع مكتب شؤون الإنتشار ليعودوا إلى جذورهم في لبنان. وقد عرّف منسق مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية الخوري توفيق بو هدير منسق مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية في بكركي هذا الحدث وهو "تطبيق لتوصيات المجمع البطريركي الماروني الذي باشر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بتطبيقه منذ إعلانه بطريركاً، ومن بين توصيات المجمع البطريركي الماروني أن يقوم مكتب راعويّة الشبيبة بتنظيم الأيام العالمية للشبيبة مرّة كل خمس سنوات، تجمع شبيبة لبنان في النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار الماروني في لقاء واحد فيه عودة إلى الجذور والينابيع الروحية المشتركة، وتبادل للخبرات، وإنشاء لشبكة تواصل عالمية بين شبيبة الكنيسة الواحدة".
وانطلق التحضير للقاء العالمي المزمع عقده عام 2017 "فقد بدأنا بالتحضير لهذه الأيام، وراتأينا تنظيم هذا فوروم "كأرز لبنان" كخطوة تحضيرية تجمع ممثلين من كل بلدان الإنتشار كي ننشئ بيننا شبكة التواصل ونحضّر معاً للقاء. لدينا في لبنان 13 أبرشية، و15 أبرشية في بلدان الإنتشار ما يشكل 28 أبرشية، لأجل ذلك بدأنا التحضير مع أثاقفة هذه الأبرشيات منذ العام الماضي وتم تعيين 5 مندوبين عن كل أبرشيّة من قبلهم وتواصلنا معهم وحضر مندوبيهم للمشاركة معنا في هذا اللقاء".
وصل مندوبو أبرشيات الإنتشار إلى لبنان في 27 و28 حزيران الفائت، هذه الأبرشيات هي سوريا، والولايات المتحدة الأميركية، وأوستراليا، وفلسطين، والأرجنتين، والبرازيل، والمكسيك، وفرنسا، وقبرص، وكندا، ومصر. ويشارك في الفوروم 180 شخصاً من شباب الإنتشار وفريق العمل.
وترتكز ديناميكية الفوروم وفق بو هدير "على أن نفكّر سوياً بالواقع الحالي على ضوء ينابيع ودعوة ورسالة وهوية الكنيسة المارونية كي ننطلق معاً بمقاصد عمليّة للمستقبل، فما يجمعنا هو الإيمان المشترك والكنيسة المشتركة". وأضاف "نحن نقيم فوروم ماروني ليس للتقوقع على أنفسنا بل لأننا نريد مدّ أدينا إلى الآخر، وحتى نتمكن من مد أيدينا إلى الآخر، علينا التعمق بأصالتنا ونتعرف إلى تاريخنا وهويتنا وواقعنا".

من اللقاء
بعد استقبال شبيبة مكتب راعوية الشبيبة شباب الإنتشار على المطار بالتقاليد اللبنانية "استضاف شبابنا على مدار 4 أيام أحد الضيوف المشاركين ضمن عائلاتهم المارونية فعاشوا معهم تقاليد العائلة، والخبرات المشتركة وحياة العائلة اللبنانية الأصيلة. وفي كل يوم من هذه الأيام كنا نذهب في زيارة حج أو سياحة إلى كل المناطق اللبنانية والأماكن الأثرية والدينية وينابيع القداسة". وانطلق الفوروم في بيت عنيا في حاريصا يوم الخميس 2 تموز "وقد طرح مواضيع متعلقة بتاريخ الكنيسة، ودعوتها، وهويّتها ورسالتها، وبعد كل موضوع تُعقد حلقات حوار ينتج عنها بياناً ختامياً. في الوقت عينه ثمّة مشاغل ومحاور عمل وتفكير، تتناول المشاغل الفكرية مواضيع المجمع الماروني مثلا: العائلة المارونية، المرأة المارونية، المارونية والرسالة، الليتورجيا المارونية، المارونية والأرض المارونية والعولمة. أما المشاغل العملية فقد تعلمت الشبيبة خلالها الترنيم الليتورجي، واللغة السريانية وهي اللغة الأم، كما تعلم صنع الموازييك والأيقونة والمسبحة والرقص فولكلوري. في اليوم الأخير سيكون هناك حاور عمل وتفكير عن التحديات التي تعيشها شبيبة اليوم بين تحدي البيئة، وأخلاقيات علوم الحياة، والمجتمع المدني والإلتزام، والإدمان، والبطالة، والوضع الإقتصادي والعمل المسكوني والحوار مع الأديان". واختتم الفوروم أعماله اليوم في قداس ختامي في بطريركية الديمان احتفل به الراعي، ثم قامت الشبيبة بزيارة حج إلى الوادي المقدس والأرز.
وختم بو هدير "عنوان لقاؤنا كان "كأرز لبنان" ويحمل هذا العنوان الكثير من المعاني: كالأرز نرغب أن نتجذر ونتمسك بكنيستنا وهويّتنا المارونيّة، كالأرز نرغب أن ينمو إيماننا متماهياً مع إيمان أجدادنا وقديسينا، كالأرز نرغب أن نبسط الأغصان والأجنحة لحمل الرسالة إلى كل بقاع الإنتشار الماروني".
وتعرض جريدة "النهار" في صفحاتها خلال هذا الأيام المقبلة خبرات شبيبة الإنتشار الماروني من حلب، والأراضي المقدسة، ومصر والولايات المتحدة الأميركية وكندا... تابعونا.
[email protected]

Twitter: @azarpascale