السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مسرح تدمر في صورتين ليستا مفاضلة بين "داعش" والنظام

المصدر: "النهار"
مسرح تدمر في صورتين ليستا مفاضلة بين "داعش" والنظام
مسرح تدمر في صورتين ليستا مفاضلة بين "داعش" والنظام
A+ A-

يكاد لا يمرّ يوم الا وتخرج الى العلن مشاهد مروّعة عن ممارسات تنظيم "داعش". وإن اعتادت العين لقطات وحشية حفلت بها المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي، الا ان مشهد المسرح الروماني في تدمر محتضناً عملية اعدام جماعية نفذّها عناصر "داعش"، كانت فاصلاً في مشهديتها وسرياليتها بما هي تعبير عن زمن "داعش" الذي باتت فيه المسارح التي طالما احتضنت المهرجانات الفنية مسرحاً للموت، واستُبدل جمهور المهرجانات بجمهور استهواه رصد الموت وجزّ الرقاب، وفي الواقع لا نعلم ان كان الجمهور حضرَ بفعل إرادته ام ان "داعش" أجبرَه على الحضور، ولا نعلم كم عدد الأشخاص الحاضرين على "مدرجات الموت" والذين تسنى لهم الجلوس في المكان عينه قبل سنوات لحضور حفل هذا الفنان أو ذاك، أو متابعة عرض "باليه".


على مواقع التواصل، ثمة من جمع بين صورتي الاعدام ورقص "الباليه" على المسرح عينه، لتصبح الصورة كثيفة التداول من قبل معارضين وموالين، مقرونة بتعليقات ورؤى مختلفة.
ولا يعني استحضار المقارنة حنيناً للنظام بالضرورة، أم اقرار كل معارض شارك الصورة بأنه نادم على تأييد الثورة. فعلى سبيل المثال، علّق معارض سوري: "لن نرضخ للمفاضلة بين النظام و"داعش"، سنبقى نحارب الاثنين معاً". في المقابل، علّقت احدى المؤيدات للنظام "هذه صورة سوريا الحقيقية قبل ثورة الجاهلية، لقد تآمر الكون على حضارتنا وأعادونا قروناً الى الوراء، وحتى الساعة لم يصحُ كثيرون من أبناء وطني".
وبدوره، ردّ معارضٌ على مقاربة المؤيدة للنظام مطالباً اياها بالتنبه الى ان "ممارسات النظام واجرامه بحق شعبه وخنقه، هي ما استجلبَ واستولدَ داعش، وسجن تدمر الشاهد على عذابات الكثيرين من السوريين لم يكن بعيداً في الجغرافيا عن مكان المسرح التدمري".
وبعيداً عن الاصطفافات الموالية والمعارضة والردود المتبادلة، بدت الصورة المتداولة الأكثر تعبيراً عن الواقع الذي بات كثيرون يفضلون الصمت إزاءه محاكاة للعجز عن التحكم في تفاصيله، فالحقيقة الوحيدة ان "سوريا التي في خاطرنا" باتت بعيدة جداً...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم