الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

فراش الميسر... وكل هذا "الرهان" على الجنس

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
فراش الميسر... وكل هذا "الرهان" على الجنس
فراش الميسر... وكل هذا "الرهان" على الجنس
A+ A-

يستمر مسلسل "صرخة روح" في موسم ثالث (يُعرض على "الجديد") مفاخراً بتحدي مجتمع يتستّر على لياليه الحمراء من لسعات الشمس. لم تعد المحرّمات تُحسب جرأة على الأعمال إن لم يضاهيها الطرح أهمّية. اختيار التوقيت الرمضاني للسنة الثالثة توالياً هو الجرأة بعينها. تصرخ أرواح هذه السلسلة (إنتاج "غولدن لاين") من قلب جحيم الخيانة، فيما الكاميرا تلاحظ التقلبّات عبر ستّ خماسيّات يتناول كلّ منها قصة لها مُخرجها ومؤلفها وأبطالها.


في إحدى خماسيات السلسلة (انتهى عرضها أول من أمس)، نرى هبة نوفل قد اقتبست من مختارات عالميّة، قصة عنونتها "الرهان" تولّى مروان بركات إخراجها. رهانٌ يحمل الشاب "يَزن" على بيع زوجته "ريم" إلى المتموّل "مراد بيك" لليلة واحدة يعود مردودها لتسديد ثمن منزل أحلامهما. الفكرة مستهلكة إذ ثمة نسخة منها في مسلسل "تشيللو" (يُعرض على "المستقبل" و"إم بي سي") ونسخة أصليّة للمسلسلين في فيلم  "Indecent Proposal" لأدريان لين (1993). لكن الإيجابي في سيناريو نوفل أنه جاء مقتضباً يعرض القصة في خمس حلقات على عكس ما كتبه نجيب نصير في "تشيللو" على امتداد ثلاثين حلقة.


صُوّرت السلسلة في دمشق، وكان على الشابة ريم (لمى بدور) أن تكافح مع زوجها يَزن (معتصم النهار)، بعدما تركت عائلتها لأجله، لكي يحصلا على منزل وسط العاصمة. الفشل ليس ممكناً حين تتربص عيون الأهل والأصدقاء بحبيبين ويراهن الجميع على خطأ هذا الحبّ. لكن المفاجأة أن تسريح الزوج من عمله سيصعّب مهمة شراء المنزل الموعود. وسط هذا الضياع يلوح لعب الميسر في أحد الملاهي الليلية حلاً أمامهما فيدخل رجل الأعمال مراد (بسام كوسا) على الخطّ مراهناً على ريم. يريدها لليلة واحدة كي يدفع لزوجها ثمن المنزل... على مضضٍ يوافق. لكن ليلة تقضيها الحبيبة بين أحضان رجل آخر لا تُنسى. من وافق على طرح زوجته على فراش الرهانات عليه تحمّل العواقب. هل يدوم الحبّ؟ سنكتشف مع الشابين أن المنزل قد بيع أصلاً لأنهما تخلفا عن سداد قسطه. لا من يشتريه ويفكّ رهنه في المزاد العلني سوى مراد المتجبّر. بشخصية مراد يظهر بسام كوسا رجلاً يشتري بأمواله ويبيع ما يريد. الناس في حساباته أرقام، خاضعون للامتلاك مثل العقارات تماماً. يبتاع بيوت الفقراء وفي حال وقفوا في وجهه، يجد في شراء الزوجة مخرجاً جديداً يحقق لذته في الفوز بالرهانات. اهتزّ الحبّ ووقع عند أول منعطف. ترك يزن حبيبته لأن الشكّ خنق أنفاسه. هل أحبّت ريم مراد من ليلة واحدة قضتها معه؟ الهجر أرحم من سقف يأوي حبيبين يتآكلهما الماضي.


ماذا يبقى لفتاة تركت أهلها وباعت نفسها فخسرت حبيبها ومنزلها الموعود؟ لا شيء سوى اللين مع مراد الذي عاندته بداية لأنها تحبّ زوجها. ستعرف ريم في نهاية المطاف أن مراد نفسه هو صاحب الكازينو ومالك شركة العقارات. هذا المهووس بالرهان هو من دبر شراء منزل أحلامها في المزاد كما دفع لها ثمنه ليثبت أن لا شيء عصيّ على الشراء حتى هي. أخيراً، يفضح مراد مكيدته ويعترف لريم أنها كانت رقماً صعباً. ثم يتركها لتعود إلى يَزن حاملة صك ملكية منزلهما وقطعة النقود التي "نقشت" فأنقذتها من فراشه في تلك الليلة التي أقلقت زوجها. إنها لَنهاية سعيدة مع منزل جديد وبنين وبنات يملأونه لاحقاً.
لكن ما همّنا كيف انتهى الأمر بريم، ألم ينتهي الحبّ لحظة وافق شابان في عزّ عطائهما على رهان مماثل؟ الحبّ لا يُقامَر به وإلا مُزّق مثل "الكمبيالات". هل نصدّق واقعية القصة؟ الممثلون أقنعونا جيداً بأدوارهم ولم نشعر بالملل مع تقدّم الحوادث. لمى بدور طبيعيّة لا تتصنّع في الأداء، تجنّ وتتمرّد وترضخ مثل أي صبيّة في سنّها. شعرنا مع معتصم النهار بألم الندم وعواصف الشك. أما بسام كوسا، في أول خماسية له في هذا الجزء الأخير من "صرخة روح"، فله أن يرقى بالعمل مرخياً عليه ثقل موهبته وخبرته أمام ممثلين شباب.


[email protected] 


Twitter: @ildaghssain

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم