الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

خلاصها... فقط بـ 5 آلاف دولار!

المصدر: "النهار"
نيكول طعمة
خلاصها... فقط بـ 5 آلاف دولار!
خلاصها... فقط بـ 5 آلاف دولار!
A+ A-

ما إن ثبّتت قدميها وبدأت تركض وتلعب مع أترابها حتى اقتحمت الحرارة المرتفعة جسدها وشلّتها في عمر السنتين والسبعة أشهر. في حينها، لم تدرك الصغيرة سميرة غانم ابنة قرية نهر ابرهيم، أنها أصيبت بشلل أطفال حرمها السير على قدميها وأقعدها على كرسيّ متحرّك، أجبرها على ملازمة البيت بدل دخول المدرسة وممارسة حياتها طبيعياً...
كيف أكملت سميرة حياتها حتى صارت اليوم في عمر الـ 43؟
في دردشة مع "النهار"، تروي سميرة: "حينما فتحت عيناي على الحياة بدأت تدريجياً استوعب ما حصل معي وسط إحاطة ودعم من عائلتي، رغم أن والدتي كانت تخاف عليّ كثيراً وتفضّل بقائي معها في البيت، وأن تهتم هي بشؤوني من أن ترسلني إلى مؤسسة تُعنى بأمثالي من ذوي الحاجات الخاصة". إلا أن سميرة رفضت واقعها وانتفضت على عائلتها وبخاصة والدتها والتحقت بمؤسسة CRC في سن العشرين. وكانت تلك المؤسسة انطلقت في لبنان بإدارة ودعم القس الأميركي الإنساني دنيس هيلغيندورف.
تعتبر سميرة أنها أقدمت في تلك المرحلة على خطوة جبارة، "انتصرتُ فيها على المشكلات التي واجهتني واستطعت تجاوزها بصبر وإيمان"، على قولها، وهي تعرف أن وجودها في المؤسسة ساهم في بناء شخصيتها من جهة، وأكسبها الكثير من المرونة من خلال الدورات التدريبية التأهيلية التي خضعت لها من جهة أخرى. "تعلّمت الخياطة، التطريز، الكروشيه والأشغال اليدوية الحرفية على أنواعها، الأمر الذي وفّر لي عملاً في المؤسسة سمح لي بجني بعض المال لأعتاش منه". وغادرت سميرة الـCRC بعد 15 سنة من الانتماء إليها، وقد انتهى عمل هذه المؤسسة بالزخم الذي أوجدها فيه المؤسس هلغيندورف، والذي كان بمثابة أب روحي لأصحاب الحاجات الخاصة. وكان والد سميرة قد فارق الحياة قبل أعوام عدّة.
ماذا بعد الـCRC؟
بإصرارها على الحياة، "طاحشت" سميرة وحدها وغامرت حتى تمكّنت قبل نحو عشر سنوات من أن تستقل في منزل عاشت فيه مع صديقة لها في البداية، ثم مع بعض العاملات الأجنبيات. تقول: "استأجرت مع عاملتين أجنبيتين منزلا في منطقة سن الفيل كي نتشارك الأيجار الذي يُرتب عليّ تسديد 200 دولار شهرياً، ما عدا فواتير الكهرباء، المياه، المأكل، المشرب وغير ذلك".
حاولت سميرة أن تعمل في مجالات عدّة كي لا تستنجد بأحد. فهي من الشابات العصاميات اللواتي لا تفارق البسمة ثغرها. روحها مرحة، وصاحبة نكتة، وفي الوقت نفسه عميقة في أفكارها ومتفائلة دائماً.
تخبر: "عملت في معمل لتزيين الشوكولا لمدة ستة اشهر، إلى التطريز ودرز الشراشف على الماكينات، بالإضافة إلى خياطة شالات من القماش واكسسوارات للفتيات، إلى تحضير أطباق من المأكولات لسيّدات المنازل". لكن القيام بهذه المهن يتطلب منها قوة في اليدين والذراعين وهذا ما لم تعد تقوى على تحملّه بعد اليوم، "لا سيّما أن أعصاب يداي تعبت كثيراً ولا أستطيع الاستمرار على هذه الحال بوجود الكرسي النقال القديم الذي أستخدمه منذ سنين، ولا مجال لتصليح القطع في داخله، وبات يعرقل تنقلي كثيراً".
تحتاج سميرة الى كرسي نقال جديد يعمل على الكهرباء يُسهّل شؤونها اليومية من دون بذل جهد قوي لتحريكه بواسطة ذراعيها المتعبتين. والحصول على هذا الكرسي ليس مستحيلاً وبعيد المنال، إلا في غياب المال الذي وحده يحول دون تحقيق ذلك.
وبسؤالها عن الكرسي الحديث على الكهرباء وثمنه، تجيب: "لا تسمح إمكاناتي المادية بشرائه على اعتبار أن تسعيرته تبدأ بالـ 5 آلاف دولار وما فوق. بكل صراحة، لم أستطع تجميع أي قرش من كلفته نظراً لمدخولي القليل الذي لا يتجاوز الـ 400 دولار شهرياً، ناهيك عن غلاء المعيشة والمستلزمات الأساسية التي أحتاجها".
من المؤكد أن مبلغ 5 آلاف دولار لا يُشكّل عائقاً أمام أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الطيبة في بلد اعتدنا أن يستجيب خيروه لكل محتاج من دون النظر إلى هويته، أو منطقته أو طائفته... فهل من يلبّي النداء؟
لمن يرغب التبرّع أو التواصل مع سميرة غانم الاتصال بها على الرقم: 03/495973
[email protected]



Twitter: @NicoleTohme


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم