الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الأكراد طردوا "داعش" من كوباني... والقتال يحتدم في الحسكة ودرعا

المصدر: "وكالات"
الأكراد طردوا "داعش" من كوباني... والقتال يحتدم في الحسكة ودرعا
الأكراد طردوا "داعش" من كوباني... والقتال يحتدم في الحسكة ودرعا
A+ A-

نجح الاكراد في طرد تنظيم "الدولة الاسلامية" من كوباني في شمال سوريا، واستعادوا السيطرة الكاملة على المدينة الحدودية مع تركيا حيث قتل في 48 ساعة على ايدي الجهاديين اكثر من مئتي مدني بينهم نساء واولاد. في حين استمر القتال عنيفا في الحسكة بين القوات النظامية والاكراد من جهة والتظيم المتطرف من جهة اخرى.كذلك تواصل القتال على جبهة درعا في الجنوب.


وشن تنظيم "الدولة الاسلامية" هجوما مفاجئا فجر الخميس على كوباني (عين العرب) التي تمكن من دخولها بعدما تنكر عناصره بلباس وحدات حماية الشعب الكردية وفصيل مقاتل عربي، وتمركز في ابنية عدة في نواح مختلفة من المدينة، متخذا من السكان "دروعا بشرية" و"رهائن"، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.


وتمكنت وحدات حماية الشعب من استعادة المباني التي احتلها التنظيم تدريجا، ثم نجحت في تحرير عشرات المدنيين الذين كان يحتجزهم التنظيم، قبل تنفيذ عملية عسكرية لدخول آخر مركز لهم امس.


وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع :"استعاد المقاتلون الاكراد السيطرة على المواقع التي كان احتلها تنظيم الدولة الاسلامية في كوباني"، وذلك بعد "دخول ثانوية البنين في جنوب غرب المدينة التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم".


واوضح الصحافي رودي محمد امين الذي يتابع من المنطقة الكردية في شمال سوريا الوضع في كوباني عن قرب ان "الوحدات الكردية فجرت الغاما زرعتها في محيط مبنى ثانوية البنين، ثم اقتحمته"، مضيفا "تم تنفيذ هذه العملية العسكرية بعد التأكد انه لم يبق مدنيون داخل المدرسة". واكد "عادت المدينة بكاملها تحت سيطرة وحدات حماية الشعب".


ورأى خبراء وناشطون منذ بداية الهجوم ان هدف التنظيم ليس السيطرة على كوباني انما الرد و"تحويل الانظار" عن خسائره الاخيرة في مواجهة الاكراد وكان آخرها مدينة تل ابيض في محافظة الرقة، ابرز معاقله، عبر استهداف المدنيين واثارة اهتمام الرأي العام.
وقال عبد الرحمن:"لا يمكن اعتبار هذه العملية الاخيرة هزيمة بكل معنى الكلمة، لان التنظيم نفذ ما قصد كوباني من اجله، وهو ارتكاب المجازر. لقد أبيد في كوباني، هذا صحيح، لكن بعدما ارتكب مجزرة فظيعة".
وبحسب المرصد، ارتفع عدد المدنيين الذين قتلهم تنظيم "الدولة الاسلامية" في كوباني ومحيطها منذ بدء هجومه الخميس الى 206، بعد العثور على مزيد من الجثث امس.
وذكر عبد الرحمن ان "عملية انتشال الجثث مستمرة". واضاف "تبين من التعرف على الجثث ان هناك عائلات بكاملها قتلت، الوالدان والاولاد"، مشيرا الى ان الجثث كانت مرمية هنا وهناك "في المنازل وعلى الطرق".


وبين القتلى 26 شخصا اعدمهم التنظيم في قرية برخ بوطان الواقعة جنوب كوباني والتي سيطر عليها الجهاديون الخميس لساعات.
واوقعت معارك اليومين الماضيين في كوباني ومحيطها 54 قتيلا بين الجهاديين، قضى بعضهم في تفجيرات انتحارية، و16 قتيلا بين المقاتلين الاكراد، بحسب المرصد الذي يشير الى تكتم في اوساط هؤلاء على عدد القتلى.


وفي الوقت الذي كان الاكراد يحسمون معركة كوباني، كان الائتلاف الدولي بقيادة اميركية الذي يدعم منذ اشهر الاكراد في معاركهم ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، ينفذ غارات مكثفة في الريف الجنوبي لكوباني، على مسافة اكثر من 35 كيلومترا من المدينة، مستهدفا تجمعات لتنظيم "الدولة الاسلامية"، ما ادى الى مقتل 18 جهاديا، بحسب المرصد السوري.


في شمال شرق البلاد، تتواصل المعارك منذ الخميس بين القوات النظامية وتنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يحاول السيطرة على مدينة الحسكة.
ودفعت المعارك اكثر من 120 الفا من سكان المدينة الى النزوح، بحسب ما ذكر بيان لمكتب الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة منشور على موقع المنظمة على الانترنت.


واشار البيان الى ان "لا تغيير جوهريا في الوضع العسكري على الارض"، مشيرا الى استمرار وجود نحو الفي مواطن عالقين في حيي النشوة والشريعة اللذين استولى عليهما تنظيم "الدولة الاسلامية" الخميس من قوات النظام.
وذكر المرصد ان مقاتلين اكرادا انضموا الى القتال الى جانب قوات النظام التي يتقاسمون معها السيطرة على المدينة.
وخلال اتصال هاتفي مع التلفزيون الرسمي قال محافظ الحسكة محمد زعال إن الأمور "بخير".
وناشد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي السكان حمل السلاح للدفاع عن الحسكة. وقال للتلفزيون الحكومي :"أدعو الآن كل رجل وشاب وشابة قادر على حمل السلاح إلى النزول فورا والالتحاق بالمواقع المتقدمة والتصدي لهؤلاء الإرهابيين... هذا واجب وحق الوطن علينا".
ويمثل الهجوم هناك اختبارا لمدة قدرة الجيش السوري على التمسك بمناطق بعيدة عن المدن الرئيسية التي تسيطر عليها الحكومة في الغرب. وقالت وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على المناطق الشمالية في المدينة انها لا تتعاون مع القوات الحكومية.
ويحاول تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ شهر السيطرة على الحسكة، مركز محافظة الحسكة والتي يبلغ عدد سكانها نحو اربعمئة الف شخص. وكان تقدم اليها في مطلع حزيران قبل ان يضطر الى الانسحاب في مواجهة القوات النظامية التي حظيت في حينه ايضا بدعم كردي.
في الجنوب، تتواصل المعارك بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي المعارضة مع جبهة النصرة من جهة اخرى في مدينة درعا، مركز محافظة درعا التي يسيطر المعارضون على الجزء الاكبر منها.
وافاد المرصد عن ارتفاع حصيلة قتلى المعارك منذ بدأت الفصائل المعارضة وجبهة النصرة هجوما على المدينة الخميس الى 91 هم ستون من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة و18 عنصرا من قوات النظام و11 مدنيا.


جدار تركي
وفي أنقرة، افاد مسؤولون كبار إن تركيا ترغب في تشييد مزيد من الجدران على امتداد حدودها مع سوريا لتعزيز الامن ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" والبدء في حملة للتعامل مع مشكلة المعابر الحدودية غير الشرعية.


وتشترك تركيا في حدود تمتد لأكثر من 900 كيلومتر مع سوريا واندلع قتال في الآونة الاخيرة على أعتاب أراضيها. وأقامت انقرة فعلا أسوارا تمتد لأكثر من عشرة كيلومترات على طول حدودها تعززها اجراءات اضافية مثل استخدام كاميرات حرارية.


وقال مسؤولان إن الحكومة ترغب في اتخاذ المزيد من الاجراءات وتبحث اضافة جدران خرسانية نقالة في بعض المواقع. والجدران النقالة المصنوعة من ألواح خرسانية يمكن تفكيكها وإعادة تجميعها في مواقع مختلفة.


المعلم الى موسكو
وفي موسكو، افادت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيلتقي بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو لمناقشة سبل حل الصراع في سوريا.


ونقلت إنترفاكس عن سفير سوريا في موسكو رياض حداد قوله "روسيا تقدم كل الدعم التقني والعسكري وتلتزم بكل الاتفاقات العسكرية بين بلدينا". وأضاف: "لن أقول ما نوع الأسلحة التي تقدمها روسيا لكن أشدد على أنها تقدم لسوريا كل شيء ضروري."

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم