الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أضعف برامج رمضان يحتاج إلى منقذ

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
أضعف برامج رمضان يحتاج إلى منقذ
أضعف برامج رمضان يحتاج إلى منقذ
A+ A-

الفكرة جيدة: استضافة مسلسل بعدما جرت العادة تبجيل الضيف بذريعة استضافته. "رايتينغ رمضان" ("أبو ظبي"، "أم تي في") فكرة جيدة وتنفيذ سيئ. لم نلمس فارقاً تتركه الأفكار الجديدة. لا نزال أمام نموذجَيْ حوار تافهَيْن: تأليه الضيف وصَبّ المديح عليه، أو حَشْر الأنوف في الخصوصية والتقديم على طريقة رجا ناصر الدين ورودولف هلال وتمام بليق. قلة تجيد حلاً وسطاً ما بين التأليه وحوار الفضيحة. وسام بريدي راقٍ قد يكون من هذه القلة، لكنّ البرنامج لا يساعد. ولا حتى زميلته في اللحظة الأخيرة ميساء المغربي. فكرة البرنامج أن نتابع استضافة ثلاثين مسلسلاً خلال ثلاثين ليلة رمضانية. اختيرت مسلسلاتٌ بين مصر والخليج ولبنان وسوريا، وبين شركات الانتاج حيث الحسابات جميعها. وأضاف البرنامج خياراً ظنّ المُشاهد متفرّغاً له: التصويت عبر الأبليكايشن. أيّ مسلسلٍ هو الأفضل؟ ممنوع التصويت من الهاتف الواحد أكثر من مرة واحدة في اليوم الواحد. حتى ميساء المغربي تعلم ذلك، رغم أنها من النوع الذي لا يُصغي. البرنامج لا يستوعب مقدّمَيْن. بريدي وحده أو المغربي وحدها، وطبعاً نفضّل الاحتمال الأول. فالمغربي لا تُنتَظر منها إضافة. حضور خليجي يناسب قناة "أبو ظبي" ولا شيء آخر.


ثمة حلقات تبدأ بمقدّمات يُستَحسن ضبط شطحاتها. مقدّماتٌ تشي بالتزلّف والتلميع، وتلك مدرسةٌ بائدة. ثم يبدأ حوارٌ يحاول بريدي خَرْق رتابته بأسئلة ذات بُعد. يسأل عن "قضية رأي عام" في المسلسل، ولا يأتيه إلا الجواب المُتوقَّع. وإن حلّت ماغي بو غصن وزوجها المنتج جمال سنان ضيفَيْن، راح يسأل عن غياب سيرين عبد النور عن الحلقة وخلافات أبطال المسلسل. حضور المنتج تكريسٌ لكون العمل محض اختراعٍ تجاري، ولا داعي لذلك. حضرت بو غصن وحضر عابد فهد، وليبقَ الحديث في الدراما والقلب. سنظلّ نرفض زجّ المنتج في البيضة والتقشيرة، وفي الخفايا والمحسوبيات والأولوية. فلتتكلّم بو غصن عن مديح القدرات وعما أسمته "أفلام سينما" أدّت بطولتها، وتترك للمُشاهد متابعة مسلسل "24 قيراط" ("أم تي في "، "أو أس أن") ومَشاهد المبالغة واضطراب الأداء. وإن سُئل ضيوف الدراما عن احتمالات المبالغة والتصرّف كأنّ المُشاهد لا يلاحظ التجاوزات، جاء الردّ على لسان أتين عامر بطلة مسلسل "بين السرايات" ("الحياة"): لا تضخيم للأحداث ولا خلاف مع باسم سمرة. لا يزال "رايتينغ" في العموميات والمألوف طرحه. كيف الحال دون ذلك وميساء المغربي لا تملك فنّ الإصغاء؟ تطرح السؤال وقد تجيب عليه أو تقاطع الضيف أثناء الإجابة. ترخي انطباعاً بأنّ البرنامج ليس مباشراً على الهواء، بل خاضعاً لمونتاجٍ ضعيف. يحضر الضيوف وعلى ألسنتهم كلامٌ يتشابه عن "الدور المختلف" و"الشخصية المختلفة". كمٌّ من الضيوف يظهر أحياناً كأنه ضيف واحد، وتُفتَقد وسط الكثرة عينٌ تدير الحوار وإن شطح مقدّماه، تتدارك الشطح. المخرج باسم كريستو يقدّم صورةً أجمل. لكنها، من فرط سوء التركيبة، تبدو كاستعراض مهارات ليست للبرنامج المناسب. جمال الشكل يفرض جمال المضمون ويحرّض عليه، والتفنن البصري وحده لا يكفي فيما الجوهر خواءٌ وكلامٌ عابر.


لعلّه من حُسن حظّ نيشان ديرهاريتونيان عدم اتمام النصيب مع البرنامج. أمكن "رايتيغ رمضان" أن يقدّم عِبرة من برامج الحوار الطافحة بالضجر، لكنه لم يفعل. يترك لميساء المغربي إضاعة البوصلة، وللضيوف مدح النفس ولوسام بريدي محاولة إرخاء أثر.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم