بلبلة ومراجعات رافقت صدور نتائج "البريفيه" لأربع محافظات نسبة النجاح تخطت 77 % ووقفة احتجاجية لهيئة التنسيق

صدرت أمس نتائج الامتحانات الرسمية لشهادة "البريفيه" لمحافظات بيروت والشمال والجنوب والنبطية، وسط بلبلة رافقت العملية التي اشرف عليها وزير التربية الياس بوصعب من مركز التصحيح والفرز في مجمع بئر حسن التربوي، وتاخر نشرها حتى المساء.

برر وزير التربية التأخر باصدار النتائج بمشكلات تقنية، شارحاً كيف يتم تعليق نتائج أحد المرشحين الذي يخطىء في كتابة رقم ترشيحه أو يكتبه بالمقلوب فتعود اللجنة إلى التدقيق بالرقم الوهمي لتنصف المرشح وتضع له العلامة بعد تصحيح رقمه الأساسي .
ولفت بوصعب إلى ان اللجان لا تزال تعمل بصورة بدائية تتكل على الجهد البشري للأساتذة ولكنها تؤدي عملها بدقة بالغة وفي ظروف صعبة، لكننا سوف نعمل على تطوير البرنامج ونقوم بإجراء إمتحانات مختلفة. وأكد أن الدورة الثانية ستتم في منتصف آب المقبل، حتى لو لم يجتمع مجلس الوزراء وذلك بالإعتماد على الموافقة الإستثنائية لرئيس الحكومة.
وتزامناً مع اصدار أولى النتائج، سجلت هيئة التنسيق النقابية، خارج مركز التصحيح، قبالة ثانوية زاهية سلمان في المجمع، وقفة إحتجاجية. وجاء الإحتجاج إظهاراً لحرص الجسم التعليمي والإداري على مصلحة التلامذة والشهادة الرسمية من جهة، والمطالبة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب من جهة ثانية.
وأعرب بوصعب عن اسفه للظروف التي رافقت الاساتذة في عملية التصحيح بسبب عدم توافر الامكانات اللازمة والمراكز المجهزة لتأمين راحتهم، لافتا الى "ان الوزارة ستعمل في الفترة المقبلة على تحسين اماكن العمل"، ومشيرا الى أن "الامتحانات حصلت بشكل طبيعي وناجح، وتعلمت كثيرا في الفترة السابقة، واطلعت على المصاعب، وسنعمل على تحسين الاوضاع للسنة المقبلة لتوفير الجهد واصدار النتائج بسرعة وبطريقة متطورة أكثر".
وقرأ بو صعب ملخص نتائج "البريفيه"، مشيرا الى ان نسبة النجاح في بيروت بلغت 77.92 في المئة، وفي الجنوب 73 في المئة، وفي الشمال 69 في المئة، وفي النبطية 73 في المئة.
وأفصح عن أول عشرة اسماء من الناجحين بامتياز في محافظة بيروت، وهم جنى موصلي، تتيانا حوحو، رامي حافظ، زينة شيت، حكمت محمود دوغان، زينة شحادة، هنا التقي، محمد شبارو، اية النقيب، موجّها التهاني اليهم والى اهاليهم.
وأوضح ان تعليق نتائج بعض الامتحانات سببه الاخطاء التي ارتكبها المرشحون للامتحانات في كتابة ارقامهم، الامر الذي بدا وكأن هذه الارقام متصلة ببعضها وغير واضحة، ما يحتاج الى تدقيق من الاساتذة في هذا الموضوع حرصا على تعب هؤلاء".
وكشف بو صعب ان نتائج امتحانات الشهادة الثانوية بفروعها كافة منتصف الاسبوع المقبل، على ان تصدر تباعا في المحافظات. وأعلن أنه إبتداءً من السنة المقبلة سترسل نتائج الامتحانات إلى كل تلميذ عبر البريد الالكتروني.
وفي الوقفة الاحتجاجية لهيئة التنسيق، تحدث رئيس رابطة أساتذة التعليم الأساسي محمود أيوب، فأكد أن "الطبقة السياسية الحاكمة متّفقة على قهر اللبنانيين ذوي الدخل المحدود". وقال: "حققنا عاماً دراسياً من دون اضرابات وأثبتنا أن السلطة السياسية هي من يتحمل مسؤولية الغاء الشهادة العام الماضي".
واعتبر رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي، عبده خاطر أن "السلطة اقترحت علينا إقرار سلسلة غير عادلة، ومع هذا لم تتمكن من إقرارها، ونحن اليوم نطالب بمحاكمة هذه الطبقة السياسية الفاسدة والهادرة للمال العام ونأمل في إنتخاب رئيس جمهورية قوي ونزيه يعطي الشعب حقوقه".
وأكّد نقيب المعلمين نعمة محفوض لـ"النهار"، "أننا بادرنا بإيجابية كبيرة تجاه السلطة السياسية والشعب اللبناني، محقّقين عاماً دراسيًّا ناجحًا من دون اضرابات وذلك للمحافظة على الشهادة الرسمية. ولكن السلطة السياسية لم تبادر بأي خطوة إيجابية مقابلة، بل على العكس هم من يضربون قطاع التربية ويقودون البلد نحو الهاوية". أضاف: "عندما تسمح الظروف بالعودة إلى الشارع سوف نعود، لكن لدينا أولوية كبيرة وهي البلد والوضع الدستوري والفراغ الذي نشهده، ولهذه الأسباب نحن مترددين في اللجوء إلى التظاهر في الوقت الحاضر، بإنتظار أن يتحمل السياسيون مسؤولياتهم ويقروا سلسلة الرواتب ومعها حقوق المعلمين".
وأشار رئيس رابطة الموظفين في الإدارات العامة، محمود حيدر إلى "أننا نخوض منذ سنوات معركة الحفاظ على البلاد ومحاربة الفساد في كل مرافق الدولة، ومناهضة النظام الضريبي الجائر ومحاولات نهب المال العام عبر زيادة الأقساط المدرسية، وهذا ما حض الهيئات الاقتصادية على مواجهتنا".
وأكًد أستاذ الرياضيات، إدمون خوري "أننا لن نيأس من المطالبة بحقوقنا فلا يموت حق وراءه مطالب، ونحن قمنا بواجبنا تجاه التلامذة والدولة وعلى الأخيرة أن تقوم بواجباتها تجاهنا".