الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مزارعو الوزاني يتلفون محاصيلهم الزراعية بسبب إغلاق المعابر وندرة العمال السوريين

مرجعيون - رونيت ضاهر
مزارعو الوزاني يتلفون محاصيلهم الزراعية بسبب إغلاق المعابر وندرة العمال السوريين
مزارعو الوزاني يتلفون محاصيلهم الزراعية بسبب إغلاق المعابر وندرة العمال السوريين
A+ A-

تحوّل موسم القطاف في سهل الوزاني الى موسم تلف للمحاصيل الزراعية من خضر وفاكهة بسبب ندرة العمّال السوريين واغلاق المعابر الحدودية وعدم استيعاب السوق المحلّية. المزارعون استسلموا لقدرهم وأصبحت الشكوى لغير الله مذلة، فقرروا تلف آلاف الدونمات من البطيخ والمقتة والشمام والبندورة وتحويلها علفاً للماشية، متكبّدين خسائر بمئات آلاف الدولارات.


قرار الحكومة الأخير في شأن تنظيم وجود اللاجئين السوريين في لبنان واجراءات الكفالة، دفعت بمئات العمّال السوريين الى المغادرة ما أثّر بشكل كبير على القطاع الزراعي خصوصا في سهل الوزاني الذي شهد في الاعوام الماضية نمّوا زراعيا لافتا بسبب خصوبة الارض ودفء الطقس الذي كان يساهم في إنتاج المحصول الزراعي قبل غيره من المناطق، الا انّ هذه السنة يشهد أسوأ فصوله.
لا شكّ في أن موجة الصقيع والبرَد أخّرت انتاج الموسم نحو 20 يوما، ما سمح لإنتاج القاع والهرمل ان يدخل السوق أولا. ثم جاء قرار الكفالة ليخفض عدد العمال السوريين بنسبة تخطّت 70%، ما أدّى الى تأخّر القطاف وعدم قدرة العدد المتبقّي تلبية العمل فكسدت المزروعات، وخوفا من انتشار الأوبئة والفيروسات قرّروا اتلافها وجعلها علفا للحيوانات.
ومنذ اسابيع كانت كارثة الأشجار المثمرة كالمشمش والدراق والخوخ الذي سقط أرضا ولم يقطفه أحد أو يبيعه، واليوم موسم المقتة والبطيخ والشمام والبندورة متروك ارضا ومعدّ للتلف. وهذه المشكلة يعاني منها معظم مزارعي سهل الوزاني وسردا. لا ينكر المزارعون انّهم اعتادوا معاكسة الطقس لهم وايقاعهم دوما بخسارة مقبولة وهذا أمر لا يمكن التهرّب منه او معالجته، الا أنّ تراكم الأسباب هذا الموسم لم يعد يُحتمل خصوصا بعد اقفال المعابر الحدودية التي كان عبرها يتمّ التصدير للدول العربية وقرار الحكومة الأخير المتعلّق بنظام الكفالة، آملين ان يعي المسؤولون الذين اتّخذوا هذا القرار خطورته وانعكاسه على الواقع الزراعي وضرورة معالجته في ضوء المعطيات الواقعية بما يوازي بين المحافظة على الأمن وتنظيم هذا الموضوع، علما ان معظم هؤلاء يعملون في القطاع الزراعي في لبنان منذ ما قبل الأزمة، وتسجيلهم في المفوّضية هو الذي زاد الأمر سوءا.
عادل يونس أحد المزارعين الكبار في المنطقة، أطلق صرخة مدوّية علّها تصل الى آذان المسؤولين، وقال: "كما يربّون اولادهم فأنا أربّي مزروعاتي واشجاري منذ 15 عاما. لا يريدون عمّالا سوريين فليجدوا حلا بديلا. كل أشجار الفاكهة التي تنتج حاليا أسقطت ثمارها ارضا والخسائر كبيرة. في الأعوام الماضية كان لديّ نحو 300 عامل لم يبق منهم هذه السنة الا 50، فمن يقطف المحصول؟".
لا تقلّ كارثة يونس شأنا عن كارثة المهندس الزراعي نديم ابو نعمه الذي يستثمر نحو 900 دونم في سهل الوزاني وسردا. قرار مبدأ الكفالة تسبّب بخسارته نحو 400 عامل، فلم يتبقّ له سوى مئة غير قادرين على قطاف كلّ المواسم التي تتطلّب جهدا يوميا بسبب نضوجها السريع وضرورة نقلها الى الاسواق، ما ادّى الى كسادها وانخفاض اسعارها، فأصبح نقل ما تيّسر يسبّب خسائر مالية كبيرة. اكثر من 50 دونما من المقتة التي بدأت تنضج يتم تلفها عبر اقتلاعها مع ثمارها ونقلها علفا للماشية. ووفق ابو نعمه، فإنّ تركها في أرضها يسبّب تكاثر الجراثيم والفيروسات، ممّا يؤذي الارض وبقية الحقول الزراعية. لذا فضّل استخدام العدد القليل من العمّال في اقتلاعها لأنّ العملية أوفر، فضلا عن عدم توافر اسواق لتصريفها، خارجيا ومحليا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم