الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فاطمة ستختنق... لكن لا حياة لمن تنادي!

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
فاطمة ستختنق... لكن لا حياة لمن تنادي!
فاطمة ستختنق... لكن لا حياة لمن تنادي!
A+ A-

براءة الطفلة فاطمة سيّد الخلف تمنعها من فهم التعقيدات الاستشفائية والمتطلبات المالية التي تحول دون حصولها على العلاج المناسب. لجأت ابنة الخمسة أعوام مع عائلتها إلى أرض البقاع اللبنانية من بلدها سوريا، لكن هواء لبنان لم يختلف عن هواء سوريا، نظراً لصعوبة تنفّسه بالنسبة إليها، ففاطمة تعاني التهاباً حاداً ومزمناً في اللوزتين.


 


 


 


فاطمة معرّضة للاختناق


يخبر والدها عذّاب الخلف "النهار"، وهو المعاني أيضاً ورماً لحمياً في أعلى ظهره، أن ابنته "تجد صعوبة كبيرة في الأكل والمضغ والبلع، ونخاف أن تُصاب قصبتُها الهوائية أو قصبة المريء عندها بالانسداد، فتختنق خلال نومها أو يصبح من المستحيل أن تتناول أي طعام".


وبالفعل، من يُجري بحثاً سريعاً عن مدى خطورة تورّم اللوزتين بالشكل الذي أصيبَت به فاطمة، يعي أن وضعها خطير جداً. فهي معرّضة في المستقبل القريب لاحتمال انسداد مجرى الهواء، وللإصابة بـ"الحمى الرئوية" التي تستهدف عضلة القلب، أو بـ"التهاب كبيبيات الكلى" ما يؤثر سلباً في الأوعية الدموية الصغيرة في كليتَيها.


 


 لماذا لم تحصل على العلاج بعد؟


يأسف والد فاطمة لهذا الواقع المرير، ويوضح لـ"النهار" في صوتٍ يغلب عليه الحزن، أن "الأمم لا تغطي هكذا حالات بما أنها لا تشكل تهديداً مباشراً على حياة الشخص كما قالوا لنا". ويسرد "رحلاته" إلى مستشفى الحريري في تعنايل وإلى مستشفى شتورة، وإلى لجوئه للجمعيات العاملة في البقاع، لكن من دون جدوى "بما أن شركة التأمين التي تتعامل معها مفوضية اللاجئين والتي تسدّد تكاليف العلاجات الطبية، لم توافق على حالة فاطمة كحالة مستعجِلة العلاج"، على حدّ قوله.



 


لا تسديد لتكاليف طبية إلا إذا كانت الحالة تهدّد الحياة


فشركة التأمين تتّبع "سياسة" علاج المرضى من اللاجئين، فقط في حال كانت حالتهم خطيرة جداً وتهدد حياتهم بشكلٍ طارىءٍ ومباشر. "فحتى من يحتاج غسيل كلى من اللاجئين لا "تغطيه" الأمم"، أجاب الطبيب المسؤول عن منطقة البقاع والمشرف على العديد من حالات اللاجئين حمزة مظلوم عن سؤال "النهار".


ووصف حالة اللاجئين بأنها "مزرية للغاية، فمهما حاولنا إيجاد مساعدات، تظلّ غير كافية، هي فعلاً مأساة إنسانية"، مؤكداً أن "على ميزانية مفوضية اللاجئين أن تكون ضخمة لتحمّل هذه الأعباء". ودعا عبر "النهار" بحسرة وغضب على السواء، أن يضغط الناس ليس على "الأمم"، بل على السياسيين والسلطات والجهات الرسمية في العالم "غير الآبهة بما يحصل من تهجير وأمراض".


 


مفوضية اللاجئين وعدت بالتحرك، لكن "محلك يا واقف"!


بالعودة إلى فاطمة، علمت "النهار" من الدكتور محمّد شدّاد الذي يتابع حالتها، أن كلفة عمليتها تبلغ تقريبا 600 دولار فقط. لكن السيد عذّاب يوفّر ما لديه من مبلغٍ مالي لدفع إيجار الأرض التي يقطنها وعائلته، ولا يمكنه تسديد تكلفة العملية لابنته، أو العملية لإزالة ورمه اللحمي.



فأكدت مفوضية اللاجئين منذ قرابة الشهر لـ"النهار" أنها ستعيد النظر في حالة فاطمة، لكن الحال لا زالت كما هي، إذ أجاب والد فاطمة اليوم أنهم "يضحكون علينا وفاطمة تتألم أكثر فأكثر". فالمفوضية أجرت تحاليل جديدة لها وكُتِبَ تقريرٌ طبيّ يؤكد مدى خطورة وضعها، لكن "محلك يا واقف"!


 


[email protected] / Twitter: @claudatanios

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم