الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

في قلب نيبال المنكوب الحمير توقفت عن العمل

المصدر: "أ ف ب"
في قلب نيبال المنكوب الحمير توقفت عن العمل
في قلب نيبال المنكوب الحمير توقفت عن العمل
A+ A-

في بلدة سيرديباس في غرب النيبال ادى الزلزال الى قطع المنفذ الوحيد المؤدي الى اقرب سوق التي يحتاج الوصول اليها رحلة على ظهر الحمار تستغرق ثلاثة ايام...ويخشى السكان حلول موسم الامطار الوشيك اذ انه سيؤخر اصلاح هذه الدرب الحيوية لاشهر عدة.
وتوضح لاني غورونغ وهي امرأة ستينية اتت مع نحو مئة من سكان البلدة الاخرين لعرض وضعهم على منسقة الامم المتحدة في المنطقة سوزان روبرتسون "لم نعد قادرين على الوصول الى السوق المحلية ولم يعد تاليا بامكاننا شراء الارز وزيت الطبخ".
في هذه البلدة المعلقة على منحدر تلة والتي تضررت الغالبية العظمى من منازلها جراء الزلازل، ستتفاقم معضلة التزود بالمؤن مع حلول موسم الامطار.
فقد تسبب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 25 نيسان واسفر عن سقوط 8700 قتيل، بحوادث انزلاق تربة وقطع الدرب الوحيد المؤدي الى السوق على مسافة حوالى عشرة كيلومترات على ما يوضح احد العسكريين النيباليين السبعة والثلاثين المنتشرين في سيرديباس في اطار اعمال الاغاثة.
وتنقل المؤن الغذائية عادة على ظهور الحمير. وقد حاول السكان المرور عبر طريق قديم الا انه مقطوع هو ايضا وفيه الكثير من المجازفة بسبب حوادث تساقط صخور.
يضاف الى ذلك ان الحمير دفعت غاليا ثمن الكارثة اذ ان 200 الى 300 من هذه الحيوانات من اصل الفين موجودة في بلدات الجوار، قضت في الزلزال على ما يفيد هيرا شيتري وهو من سكان البلدة ويعمل في هيئة حماية الطبيعة.
ويضيف مبتمسا "انما هذه مشكلة صغيرة مقارنة بما تبقى".
فالتركيز لا يزال منصبا الان على المساعدات الطارئة وتوفير المؤن عبر المروحيات التابعة لبرنامج الاغذية العالمي والجيش النيبالي وهي تشمل بضعة كيلوغرامات من الارز والسكر اسبوعيا فضلا عن خيمة لكل عائلة.
ويعمد سكان المنطقة عادة الى زراعة الذرة والبطاطاس الا ان القدر عاكسهم هذه السنة مرة اخرى، مع اجتياح الحشرات لجزء من هذه الزراعات بعد الزلزال فيما بات الوصول الى بعض الحقول مستحيلا.
ويقول رام كومار رئيس مجلس البلدة "في الاحوال الطبيعية يخزن الناس محاصيلهم في منازلهم الا انهم لم يخزنوا شيئا في ظل الظروف الراهنة".
وبسبب الوضع وغياب المؤن والسلع لا تزال مدرسة القرية مغلقة.
وتضم المدرسة 500 تلميذ من بينهم 120 يبيتون فيها لانهم يقيمون في بلدات تقع على مسافة يومين مشيا. وقد انهارت جدران بعض الصفوف وجناح النوم جراء الزلزال.
في المقابل لم تصب الالواح الشمسية التي نصبت قبل سنتين قرب المدرسة باضرار وهي تسمح بتوفير التيار الكهربائي.
وتوضح مدرسة للغة النيبالية انها ستحاول معاودة الصفوف في الايام المقبلة في ملاجئ موقتة.
وتؤكد "لكن لن يكون الامر ممكنا بالنسبة للاطفال الذين يأتون من بعيد وينبغي توفير الاكل لهم".
ومع اقتراب الامطار الموسمية الغزيرة ينبغي التركيز بشكل عاجل على بناء ملاجئ متينة. ولهذه الغاية تنقل المروحيات الواح الصفيح التي ستستخدم في بناء مساكن يوفرها الصليب الاحمر.
والامر ملح خصوصا لامرأة تهدم منزلها جراء الزلزال فيما انجبت طفلا في منتصف الشهر الحالي. وقد انجبت امرأتان منذ الزلزال في البلدة. وتعيش الكثير من النساء بمفردهن اما لان ازواجهن قضوا في الزلزال او لانهم هاجروا بغية العمل.
لكن الحياة لن تستعيد بعضا من طبيعتها الا بعد فتح هذا الدرب مع الامل بعودة محبي رياضة التريكينغ الى هذه البلدة الواقعة على مسار ماناسلو الشهير.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم