حوار "المستقبل" و"حزب الله" ربط نزاع مفتوح... والحكومة أمام امتحان صعب
لا يتوقع اكثر المتفائلين ان تخرج جلسات الحوار المفتوحة بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" بمخارج واتفاقات في وجهات النظر تساعد على طوي شريط الخلافات ومساحات التباعد الشاسعة بينهما. وجاءت الجلسة التي حملت الرقم 13 مساء امس، في وقت ترتفع فيه حرارة الخطابات بين الطرفين وابرزها ما صدر عن نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم وظهر كأنه يفرض شروطاً على قوى 14 اذار للسير في مركب سياسته والاستعداد لانتخاب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية وان لا بديل منه. في المقابل لا يقصر صقور "المستقبل" في التصويب على سياسة الحزب وما يتخذه من مواقف من تأييده لعون الى الاعتراض على مشاركة مقاتليه في الحرب الدائرة في سوريا وخصوصاً في جرود عرسال. ولم يتوقف التيار الازرق عن التركيز على عرسال، على الرغم من مناخ الاطمئنان الذي عكسه السيد حسن نصرالله حيال عرسال واهلها. وكان قطب في الامانة العامة لـ14 اذار قد وصف لـ"النهار" ان الخطاب الاخير لنصرالله يحمل في طياته المزيد من عناصر الاطمئنان، الامر الذي لا يحبذ "المستقبل" تناوله.
وبالعودة الى حوارات عين التينة التي يبذل فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري اقصى جهوده للحفاظ عليها ومهما تعرضت العلاقة لانتكاسات بين الطرفين. ويؤكد مراقبون ان هذا الحوار هو "ربط نزاع مفتوح بين الجهتين وهما يحرصان على استمراره ولا يمكنهما التخلي عنه".
وبعد مرور الجولات الـ 13 ، بات السؤال الذي يطرح على فريقي الحوار التفتيش عن طرق اخرى تؤدي الى ايجاد حلول لاكثر من ازمة تعصف بالبلد واخطرها في الاسابيع الاخيرة تهديد جلسات مجلس الوزراء بعدم الانعقاد بسبب الشروط التي يفرضها وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" وتشديدهم على ادخال بند تعيين قائد للجيش على جدول الاعمال وعدم انتظار انتهاء الولاية الممددة للعماد جان قهوجي في ايلول المقبل. واصبح من الواضح ان "المستقبل" و"حزب الله" لم يستطيعا مقاربة جوهر المشكلات الاساسية في البلد من دون التقليل من المناخات الايجابية التي جرى تحقيقها طوال الاشهر الاخيرة حتى لو شقت طريقها بصعوبة في صفوف جمهورهما.
ويبقى الامتحان الصعب الذي يواجه حوار عين التينة هو كيفية اتفاق الحزب و "المستقبل" على كيفية التعاطي مع حكومة الرئيس تمام سلام ومعاودة التئام الوزراء من جديد تحت قبة السرايا الحكومية. حتى الآن لا تشير كل الاتصالات الجارية الى حصول هذا الامر الذي بات يقلق "التيار الازرق" اكثر من سلام، لان جرس صلاحيات رئيس الحكومة بدأ يقرع بقوة.