الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل نفعت حملات التوعية بالحدّ من حرائق الغابات؟

باسكال عازار
هل نفعت حملات التوعية بالحدّ من حرائق الغابات؟
هل نفعت حملات التوعية بالحدّ من حرائق الغابات؟
A+ A-

تنشط الوزارات المعنيّة والمجتمع المدني منذ أعوام في نشر ودعم حملات توعيّة للحدّ من حرائق الغابات التي تقضي على مساحات واسعة من الأحراج والغابات اللبنانيّة. غير أن تكرّر اندلاع الحرائق، وفي وقت مبكّر هذه السنة يستدعي السؤال عن جدوى هذه الحملات ومدى مساهمتها في حصر أضرار الحرائق التي تندلع بين الحين والآخر.


أجابت المديرة العامة لجمعيّة الثروة الحرجية والتنمية AFDC سوسن أبو فخر الدين عن هذا الإستفسار مشيرة إلى أنه "ما من إحصاء جديد يبيّن حجم الخسائر في الغابات والأحراج التي تتسبّب بها حرائق الغابات، غير أن الأكيد هو أننا نخسر سنوياً ما بين 500 و1500 هكتار من الغابات والأحراج وغيرها، وإذا ما قارنّا معدّل الحرائق وما نخسره مع ما تحققه حملات التحريج فنحن بالكاد نصل إلى تحريج 500 هكتار، فسرعة الدمار أكبر بكثير من سرعة التأهيل".


وتعيد أبو فخر الدّين تزايد الحرائق وظهورها المبكّر هذا العام إلى "تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة، فالحرائق كانت تبدأ في شهري تموز وآب في حين أننا شهدنا حرائق كبيرة هذا العام خلال الربيع فقد تمّ تسجيل حرائق في شهر نيسان". أمّا عن أسباب محدوديّة القدرة على ضبط هذه الحرائق فتعود إلى "غياب الإدارة السليمة للغابات وهو ما يردّنا إلى الوراء. من المهمّ جداً أن يتمّ تفريغ الغابات وتشحيل الأراضي والعمل على صيانتها، ونتيجة لهذا الإهمال نلمس أنه من الصعب جداً إخماد الحرائق واحتوائها لأنها تنتشر بسرعة وتنتج حريقاً كبيراً كان من الممكن احتواؤه لو أنه يتمّ التقيّد بهذه الجوانب والتدابير التي نصرّ عليها سنوياً".


وبالإضافة إلى مشكلة سوء إدارة الغابات "نعاني من نقص في التجهيزات والمعدّات، فتجهيزات الدفاع المدني والبلديات محدودة، ونحن في حاجة إلى تجهيز البلديات وحراس الأحراج وتدريبهم لأن ضعف التجيزات يؤدي إلى تأخر إطفاء الحرائق وبالتالي وقوع أضرار أكبر وهذا يشكّل خطراً كبيراً على ثروة لبنان الخضراء".


فاعليّة حملات التوعية


في ما يخصّ نجاح حملات التوعية وتأثيرها في خفض أضرار الحرائق وعددها قالت: "لا يمكننا القول أن حملات التوعية التي يتمّ إطلاقها كل عام غير مؤثرة على الإطلاق، ومن جهة أخرى من الصعب جداً قياس تأثير هذه الحملات والوقع الذي تتركه. ولكن ما يمكنني التأكيد عليه أن هذه الحملات كانت مفيدة مع البلديات، فقد زاد اهتمامهم وارتفع طلبها على إخضاع عناصرها لحملات توعية وتدريبها على كيفيّة مكافحة الحرائق". وأضافت "المؤشر الثاني على أن هذه الحملات كان لها وقع مفيد، هو أن عدد المتطوّعين ارتفع كما أن الناس في القرى باتوا يبلّغون الجيش والدفاع المدني بوتيرة أسرع من السابق، فقبل ذلك كان الناس يشاهدون اندلاع الحريق ولا يبلّغون عنه بل يتكلون على قيام غيرهم بذلك، فيمتد الحريق الذي يكون صغيراً ليصبح حريقاً كبيرا يصعب إخماده"، موضحة "أن التبليغ بشكل أسرع يساعد على الإحتواء السريع والفعال وهذا الأثر الذي لمسناه لدى الناس يعتبر من نتائج حملات التوعية، فقد باتوا يشعرون بأنهم معنيين بما يحصل".


وفي ما يخصّ الإرشادات التي على المواطنين والبلديات التقيّد بها خلال هذا الموسم قالت: "تحمل حملة AFDC هذه السنة 3 شعارات: نضّف أرضك بس ما تولّعا، احتفل بس ما تولّعا، خيّم بس ما تولّعا"، لافتة إلى أن "التقيّد بهذه الشعارات الثلاث كاف لضبط اندلاع الحرائق، وفي الشعار الأول إشارة إلى المزارعين والبلديات لعدم إشعال الحرائق بعد تنظيف الأراضي بل ترك ما يجمعونه إلى الخريف لحرقه مع انخفاض درجات الحرارة. أما الشعار الثاني فيتوجه إلى المواطنين الذين يحتفلون بشتى أنواع المناسيات هذا الصيف، وفيه دعوة لهم للإختفال دون إشعال المفرقعات النارية التي تلعب دوراً في اندلاع الحرائق. في حين يتوجّه الشعار الثالث إلى الشبيبة الذين يحبون التخييم في الطبيعة، من الجميل جداً الحفاظ على هذا النشاط غير أن إشعال النار في المخيّم له آثار سلبية قد تؤدي إلى اندلاع حريق فيه خطر على سلامتهم وعلى الطبيعة". وختمت "إن الإلتزام بهذه الإرشادات قادر على تحقيق الكثير، وأوصي البلديات بتسيير دوريات، ومراقبة نظاقها، ومنع الناس من إشعال النار والإطلاع على نشرات الدفاع المدني التي تحدد الأيام التي فيها احتمال كبير لاندلاع الحرائق فهذه كلها خطوات مهمّة جداً فيها خدمة كبيرة لغاباتنا وأحراجنا".


[email protected]
Twitter: @azarpascale


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم