هل يتكرر سيناريو تدمر في السويداء؟

جريمة راح ضحيتها أكثر من 20 درزياً. النظام السوري يحاول تضخيم الحدث وتصوير ان شبح التطهير وصل الى الطائفة الدرزية، في حين يرى معارضوه ان حادث إدلب يحصل في زمن السلم والحرب. الاقليات الدرزية تخشى من سيناريو يُحضّر لها ويشبه ما حصل لغيرها من الاقليات، لكن ما يؤكده المعارضون للنظام ان "سبب الاشكال هو رفض احد الدروز تطبيق الاتفاق الذي تمّ بين جيش الفتح وابناء السويداء على تسليم منازل مؤيّدي النظام، فحصل تلاسن مع احد قياديي النصرة واطلق خلاله مالك المنزل النار ليبدأ فتيل الاشكال، ولكن ليس هناك قرار من النصرة بقتل الدروز في إدلب".

حادثة مفتعلة
قرية قلب لوزة في جبل السماق بريف إدلب التي يقطنها مواطنون من الموحّدين الدروز كانت بالامس الحدث، الحادثة التي حصلت بحسب العضو السابق للائتلاف السوري ابن السويداء زياد أبو حمدان "مفتعلة، وتأتي في زمن حساس جداً هو تحول الرأي العام في جبل العرب نحو التخلّي وفكّ الارتباط عن نظام الأسد بشكل نهائي، وبالتالي نرى أن هناك اصابع خفية لاقحام ملف الدروز في القضية السورية، من باب جبهة النصرة وأحد قيادييها القادمين من الخارج، الذين لا يفقهون ثقافة الشعب السوري ولا مسألة التعايش التي قامت بين مكونات هذا الشعب منذ آلآف السنين. نحن ندين هذه التصرفات ونعتبرها تدخلاً في الملف السوري وملف جبل العرب والدروز، ونقف سدًا منيعًا في وجه اي تحرّكات تخرّب النسيج العربي السوري مع الدروز ومحيطهم السنّي المعتدل".
أبو حمدان اتهم "اجهزة استخبارات دولية ومتطرفين لا يفقهون من ثقافة الحياة الا الاحزمة الناسفة والجهاد والذهاب الى الجنة ولقاء حور العين بالوقوف وراء الحادث". واضاف ان "هؤلاء لا يفقهون منطق الحياة وينفذون تعليمات وأوامر لا تمت للاسلام الصحيح باية صلة، الاسلام لا يحرّض على القتل بل يدعو الى الحكمة والموعظة الحسنة والسلم. ما يقومون به هو تشويه للاسلام وموقف المسلمين المعتدلين في المنطقة وحول العالم".

تشابه السيناريوهات
النظام فشل في الدفاع عن كل مكونات سوريا سواء الاكثرية او الاقلية، وها هو ينسحب من كل الاماكن التي تتعرض لهجوم، وقد اعطى ابو حمدان امثلة "هذه تدمر مسألة حاضرة في الامس، فقد فرّغ الحامية العسكرية والسلاح والمتاحف وحتى السجون، وسلم البلدة فارغة، والآن يحدث شيء مشابه في السويداء حيث انه يفرغ الاسلحة وبعض قطاعات الجيش النظامي وبعض محاصيل القمح في المحافظة، وايضا البنك المركزي ومتحف السويداء، هناك سيناريو مشابه لما حصل في تدمر يجعل الاقلية الدرزية تواجه مصيرها، وبالتالي نحن لا نعتقد ان النظام بات قادرًا على حماية نفسه او باقي مكونات الشعب".

سلسلة متصلة
هم سلسلة متّصلة في اربع دول في بلاد الشام، سوريا ولبنان والاردن وفلسطين. هذه السلسلة لا تنفكّ عراها وتتّحد دائما عند الاخطار رغم الدعوات التحريضية التي تحدث هنا وهناك" دائما يقفون مع الحق وقد كانت هناك نشاطات سلمية في بداية الاحداث وخلال اسبوع من الثورة التي اندلعت في درعا قامت نقابة محامي السويداء باطلاق مشروع من عشر نقاط موجه الى القصر، تم تسليم نسخة منه الى نائب عام محافظة السويداء"، ولفت ابو حمدان الى انه "لو تم الاخذ بهذه النقاط العشر لما وصلنا في سوريا الى هذا الدمار والاقتتال. السلطة صمّت أذنيها عن اي خطاب عاقل لأهل السويداء. اهل الحكمة والعقل تم تحييدهم وتهميشهم عبر اجندات امنية مارسها رؤساء الاجهزة الامنية عبر السنوات الماضية، وبالتالي اصبح الآن وضع الدروز حرجًا جداً في فك ارتباطهم النهائي من النظام، لانه لم يعد هناك خيار على الاطلاق، خيارهم هو حرّية هذه المنطقة وحرّية الشعب السوري عموماً".
تداعيات ايجابية
لا شك ان لما حصل تداعياته التي ستكون "مزيدًا من التماسك والحرص بين الدروز اينما كانوا، ومزيدًا من الاتصالات مع القوى المؤثرة في الملف السوري وملف القضية الدرزية.
هذه من اهم النتائج لذلك فنحن نرى ان هناك مؤشرات ايجابية وحراكًا ايجابيًا يضع القضية الدرزية في ملف الاحداث، مع وقوف الدروز الى جانب الحقّ باستمرار. وبداية كانت حربا عبثية غير معروفة والآن تبيّن الخيط الابيض من الاسود وبدأ يكشف النظام عن عجزه عن حماية الدروز وباقي مكونات الشعب".

صولات وجولات من الكرامة
ويبقى السؤال، هل الدروز قادرون على حماية انفسهم؟ الاجابة بحسب ابو حمدان "بالتأكيد، فهم اقوياء بعقيدتهم التي تنبع من التمسّك بأرضهم وكرامتهم، وبالتالي نحن على قناعة تامة ان الاحرار من الدروز سواء كانوا نساء او رجالا هم جميعهم قلباً واحدًا ولن تهزهم اي تهديدات خارجية، في الماضي وقف الدروز سدًّا منيعا ضد الاحتلال الفرنسي ومن قبله العثماني وكان لهم صولات وجولات في الدفاع عن كرامتهم، ولن يألوا جهدا في استمرار هذا التاريخ الناصع وتسجيل مواقف الكرامة باستمرار".