الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

محطة القطار في سعدنايل نفضت عنها سكون الزمان...

المصدر: زحلة – "النهار"
دانيال خياط
محطة القطار في سعدنايل نفضت عنها سكون الزمان...
محطة القطار في سعدنايل نفضت عنها سكون الزمان...
A+ A-

دشنت بلدية سعدنايل، محطة القطار بعد ترميمها معلما من معالم البلدة، وتحويلها منتزها عاما، في اطار سلسلة من المشاريع التي نفذتها في خلال السنوات الخمس الماضية واستعرضتها في احتفال برعاية محافظ البقاع انطوان سليمان وحضوره.
بين سعدنايل وبين القطار محطات، منذ ان انشئت له محطة فيها على الخط ما بين بيروت- رياق فالشام. فالبلدة التي تتوسط البقاع الاوسط، كانت محطتها ملتقى ونقطة تبادل للمسافرين وللبضائع. وكان رجالها يفتحون الطريق الى بيروت عندما يقطع ... جراء الثلوج، اذ يستذكر نائب رئيس البلدية نديم شوباصي ان القطار كان يصل الى محطة سعدنايل، ويطلق صفارته، فيتجمع رجالها كل يحمل رفشه، وينتقلون على متنه لازالة الثلوج المتراكمة على السكة في ضهر البيدر،


ويستعيد رئيس البلدية خليل الشحيمي في كلمته يوم "انطلق القطار الاول من مرفأ بيروت الى محطة سكة الحديد في رياق، مطلع شهر آب 1895" ويضيف: "وعام 1942 جرى ربط سكة الحديد بسائر العالم العربي وصولا الى اوروبا وافريقيا. وشكّل القطار وسيلة نقل اساسية في تلك الحقبة، وبقيت حتى بداية الحرب الاهلية عام 1976. توقفت السكة، فتوقف الزمن معها، وانقطعت الاوصال، وأغلق كلٌ منطقته عليه. ولكن بقيت السكة وجدران المحطة ومكاتبها بمنأى عن التفرقة والشرذمة، تبحث عمّن يأتي لينفض عنها غبار الزمن، ويعيدها الى زمان الوصل واللقاء".


وكانت محطة القطار في سعدنايل، قد تحولت على مرّ السنوات، مكبا للردميات وللنفايات. الى ان قرر المجلس البلدي الحالي تجميلها، كباقي مساحات الاملاك العامة في البلدة، على ما يوضح نائب رئيسها نديم شوباصي شارحا بان المجلس البلدي لم ينطلق بهذا المشروع من مخطط مسبق لما ستكون عليه المحطة، "لم نكن نعرف الى اين سنصل"، راحت الصورة تتبلور خطوة خلف خطوة، وكذلك سارت الاشغال، ممولة من البلدية على طريقة البلديات الصغيرة التي تعاني من تقطير مستحقات البلديات من الصندوق البلدي المستقل، ومن ضعف جبايتها التي لا تتعدى 40 في المئة من بلدة سعدنايل و 10 في المئة من محلة العمرية. وبعد اخذ موافقة وزارة الاشغال العامة والنقل لكون المحطة تتبع لمصلحة سكك الحديد، ازيلت النفايات فبانت السكة، فقررت البلدية ان تعيد القطار الى محطته. وكان القطار قد وجد طريق العودة الى سعدنايل في عهد المجلس البلدي السابق، استقدمته في حينها رئيسها زياد الحمصي صدئا من محطة رياق، وحوله الى مكتبة وسط حديقة على الطريق العامة للبلدة. عاد القطار الى محطته وارتدى حلة جديدة سوداء مذهّبة، ازدان محيطه بالزهور التي سيّجت الارصف، وجرى ترميم المحطة، مع المحافظة على الطابع التراثي، فاعيد اليها قرميدها واستخدم الحديد بطريقة يوحي بانه رواطات من خشب في ظل تعذر الامكانات، وزودت المحطة باضاءة تبرز جمالها ليلا.


لتفتتح المحطة، بالامس، منتزها ومعلما تراثيا، مع امكانية افتتاح مقهى فيها مستقبلا. ويكون الاحتفال محطة يعلن فيها رئيس بلدية سعدنايل خليل الشحيمي وجهتها قائلا: "في زمن التفرقة والتقسيم، في زمن غلبت فيه لغة الدمار والقتل والارهاب. لغة من فتح المعاجم والقواميس ليعيد المنطقة الى عصور الجاهلية الظلماء. فتوقف الحوار، وانقطع اللقاء، فكثر الخراب من العراق الى الشام، وصولا الى اليمن والبحرين وليبيا. لكننا هنا نأبى هذا الدمار الجارف، ونرفض كل صور الفراق ولو على حسابنا في بعض الاحيان. فلا صور للعشائر والصحوات، ولا للفرق والتجمعات، ولا للجماعات الارهابية المتشددة. بل سعدنايل صورة على نمط لبنان باطيافه ومذاهبه وتياراته واديانه بحريته ومفكريه. لذلك جئنا معكم لننفض الغبار عن سكون الزمان، ونعيد الحياة بسكك معبدة بكل الاتجاهات، ونحول ما تراكم هنا الى ساحة للجمال، علّنا نعيد وصل ما جهد الكثيرون في هذا البلد قطعه".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم