الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

التضييق على عرسال... هل يفجر طرابلس؟

رولا حميد
التضييق على عرسال... هل يفجر طرابلس؟
التضييق على عرسال... هل يفجر طرابلس؟
A+ A-

تحبس طرابلس انفاسها تخوفا من تداعيات معركة عرسال المحتملة على وقع طبول الحرب المنتظرة في البلدة وجرودها والتي يقرعها الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله، وفي ظل التحضيرات التي يقوم بها الحزب في البقاع، عبر اجتماعات العشائر، تحضيرا لما يشبه ما يسمى "الحشد الشعبي" في العراق و"الدفاع الوطني" في سوريا.


طرابلس تعيش حالاً من الترقب لما يمكن ان يحصل في الايام القليلة المقبلة بعد فشل "حزب الله "و"التيار الوطني الحر"في الحكومة السلامية في فرض قرار رسمي بزج الجيش في أتون الصراع السوري بذرائع مختلفة في مقدمها "تحرير" عرسال وجرودها لاعتبارها محتلة من الجماعات السورية المسلحة المعارضة للنظام السوري وحلفائه. وطرابلس التي نعمت باستقرار امني منذ العام الماضي، بعد تنفيذ الخطة الامنية، وبعد معركة الجيش مع الجماعات المسلحة التابعة لكل من شادي المولوي (فار)، واسامة منصور (قتل)، والشيخ خالد حبلص (معتقل)، مازالت تعاني تداعيات اكثر من عشرين جولة اقتتال شهدتها ما بين 2008 و2014، حيث حركتها الاقتصادية والتجارية على شفير الانهيار، وحيث البطالة هي الاعلى نسبة في لبنان، وحيث يغيب الانماء الرسمي في مدينة هي الاكثر فقرا في حوض البحر الابيض المتوسط.


هذه المدينة كانت ضحية الصراعات الخارجية وعبارة عن صندوقة بريد منذ سنوات عديدة، يخشى سكانها من اعادة زجها في صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل، خصوصا انها قابلة للانجرار وراء النزاعات وتحديدا المذهبية منها. والامثلة كثيرة، اذ كلما "غيمت "في مكان كانت "تمطر" في طرابلس التي عاش اهلها سنوات في ظل التعبئة المذهبية، فأحداث سوريا وجدت صداها في طرابلس، واحداث عبرا وجدت صداها في هذه المدينة، واحداث عرسال في السنة الماضية عاشتها طرابلس من خلال تظاهرات شعبية، وتوترات امنية ادت الى وقوع خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات، ولذلك يخشى الطرابلسيون من صدى ما يمكن ان يحصل في عرسال وجرودها في مدينتهم البائسة.


ومن يزر المدينة اليوم يلمس ما تعيشه من ترقب من خلال الحركة الخجولة في شوارعها، واسواقها التجارية شبه المشلولة.كما ان لسان حال الكثير من الطرابلسيين يردد دائما: "ماذا سيحدث غدا؟ هل نحن على موعد مع حرب مذهبية بغيضة ستكون أسوأ بكثير من حرب العام 1975، لا بل تختلف كثيرا عنها جغرافيا وادوات، ففي الحرب الماضية كان الناس في بحبوحة مادية نتيجة لما كان يغدق من اموال، اما الآن فان الفقر والحرمان والبطالة كلها ادوات مخيفة لما قد تكون عليه الصورة اذا ما انفجر الوضع من جديد.


منسق "تيار المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش قال ردا على سؤال حول تداعيات ما قد يحصل في عرسال وجرودها على اوضاع المدينة:" ان احتمال حدوث شيء طارئ في عرسال امر قد يكون قريبا وجديا. فحزب الله يتبع منطق التهويل لحشر الجيش ، ودفعه لاتخاذ خطوات لا يستطيع اتخاذها، ولكن الجيش كان واضحا في رفض المواجهة مع اهالي عرسال، ولن يقوم بحماية ظهر حزب الله في دخوله الى سوريا، والوسيلة الوحيدة هي خروج الحزب منها كي نستطيع التفاهم على اغلاق الحدود. لكن ما نخشى منه ان حزبا من نوعية حزب الله، اذا صدرت الاوامر له بالهجوم او "تهديم الهيكل" على البلد لا استغرب ان يقوم بذلك(...)".


اضاف: "القضية مرهونة ب في مدى عدائية حزب الله و قراره بالذهاب الى هكذا معركة. بالتأكيد ما يمكن ان يحصل في عرسال سينعكس على طرابلس سياسيا وسكانيا واجتماعيا، لكن لا اعتقد ولا توجد اي معطيات عن انعكاسها امنيا الا اذا توسعت الامور عسكريا وميدانيا".
و سئل اذا كانت ستحصل ردات فعل معينة في طرابلس ذات طابع مذهبي او طائفي؟ قال:" قد تحصل، فنحن نعيش في رمال متحركة ، لذلك اي حراك قد يؤدي الى الغرق. الطرابلسيون لا يميلون الى العنف، لكن قد تتصرف بعض الرؤوس الحامية، وبعض المدسوسين، وعلينا ان نأمل بأن لا يحصل ذلك. الامر الآخر هو الاعتماد على القوى الشرعية اللبنانية بأن تكون الاداة بمنع حصول هكذا شيء او تصديقه اذا ما حصل".
وبالنسبة لاستنفار "حزب الله" للعشائر في البقاع وما يمكن ان يولده من استنفار على المقلب الآخر، قال:" هل المقصود الذهاب الى حرب اهلية؟ موقعنا في تيار المستقبل اننا لن نخوض حربا اهلية او أن نكون في اجوائها. دورنا ليس الدفاع عن وجود طائفة بل عن البلد. يوجد جيش لبناني عليه الدفاع عن لبنان(...)".


بلال بارودي


من جهته يقول عضو هيئة العلماء المسلمين وإمام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي:"من يفكر أن يقدم على اجتياح عرسال، يعرض البلد كله من ألفه إلى يائه لحرب طائفية ضروس، نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي. وستكون حربا شبيهة بحرب العراق وأكثر حدة، وكذبة الارهاب التي يحاولون إلصاقها بأهل عرسال هي كذبة كبيرة، والجيش اللبناني كذبها، وإذا كانوا يدعون وجود قتلة يريدونهم إلى العدالة، فالقتلة في كل مكان، في محيط عرسال، وليس في عرسال فقط، ونعرفهم بالأسماء". ورأى أنه "من الأفضل أن يعاملوا ابناء البلد بكل فئاته بالمساواة، فهذا أفضل للبلد، وعندما التقى جعجع وعون رأينا الخطوة إيجابية، ونأمل أن يكون هناك تلاق بين الجميع منعا للفتلتان".


وتابع:" أن ثمن عرسال لن يكون أقل من ثمن طرابلس، فالمدينتان ساندتا الثورة السورية وهذا محق. أما المخيف فهي الادعاءات المستخدمة لتبرير الهجوم على عرسال، وتوريط الجيش بهذه المعركة، وهذا خطأ فادح وسيكون ثمنه أكبر من الثمن الذي دفع لاغتيال الرئيس الحريري".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم