الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبنان يتألق بعرس مريمي في حزيران ويحظى بحماية سيّدة فاطيما

المصدر: "النهار"
باسكال عازار
لبنان يتألق بعرس مريمي في حزيران ويحظى بحماية سيّدة فاطيما
لبنان يتألق بعرس مريمي في حزيران ويحظى بحماية سيّدة فاطيما
A+ A-

يتمزّق الزمان والمكان ليخلق ذاك النوع من التلاحم بين لبنان الـ2015 وبرتغال الـ1917 لتشكّل والدة الإله محور هذا الترابط والحدث. ففي 13 أيار 1917 ظهرت مريم العذراء للمرة الأولى في فاطيما على 3 أولاد هم جسنتا وفرانسيسكو ولوسيا، سلّمتهم أسراراً نبويّة تعتبر من الأهم في تاريخ الكنيسة، وطلبت منهم التكرّس لقلبها الطاهر والمواظبة على تلاوة المسبحة الورديّة يوميّاً لإحلال السلام في العالم وارتداد الخطأة. وفي حزيران 1929، سألت العذراء الرائية لوسيا الطلب إلى البابا بأن يجتمع مع الأساقفة من كل العالم في الصلاة من أجل تكريس روسيا لقلبها النقي ووعدت بحفظ روسيا في حال قاموا بذلك، كما وعدت كل الدول التي تتكرّس لقلبها بالسلام والخلاص من الحروب والإحتفاظ بالإيمان الحقيقي. وهكذا كان، فقد سقط الإتحاد السوفياتي الذي كان يهدد الكنيسة والعالم، وكانت البرتغال، الدولة الوحيدة التي استجابت لنداء مريم وتكرّست لقلبها، الوحيدة بين دول أوروبا الغربية التي لم تطلها شرور الحرب العالمية الثانية، إذ لم تعرف طلقة رصاصة واحدة طيلة أعوام الحرب.


ويشبه لبنان في ظروفه اليوم أوضاع البرتغال في الأمس، فالحرب المشتعلة في المنطقة تحيط به من كل حدب وصوب، وقد استجاب أبناؤه منذ عامين لنداء مريم في فاطيما فكرّسوا لبنان لقلبها الطاهر ليكون لبنان البلد الثاني في العالم الذي يتكرّس لقلب مريم بعد البرتغال. ويربط كثر من المؤمنين والكهنة عدم اشتعال الحرب في لبنان رغم كلّ الظروف السيئة بهذا التكريس وبحماية مريم الخاصة له. غير أن تجديد تكريس لبنان هذه السنة سيكون مميّزاً ببعد رمزي لافت، فتمثال سيّدة فاطيما سيحضر إلى لبنان من البرتغال في 12 حزيران، ليكون حاضراً بين المؤمنين فتجول معهم مريم من منطقة إلى أخرى موزّعة نعمها وبركاتها على الجميع ولتخصّ لبنان واللبنانيين بحماية خاصة من قلبها، هي التي قالت لهم في ظهورها في لبنان على الرائية ميريانا في الفوروم دو بيروت في العام 2012: "قولي لهم أنا أمكم وأحبّكم، لا تخافوا".


ويشرح الشماس عمانوئيل لقلب مريم الطاهر من أبرشية صور المارونية والمنسق العام لزيارة تمثال سيّدة فاطيما إلى لبنان خصائص هذه الزيارة وأبعادها ويقول: "منذ عامين تمّ تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر في قدّاس إلهي ترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ولبنان هو البلد الثاني الذي يقوم بهذا التكريس بعد البرتغال التي ظهرت فيها العذراء في قرية صغيرة تدعى فاطيما خلال الحرب العالمية الأولى، وطالبت بتكريس العالم والدول والأبرشيات والرعايا لقلبها الطاهر فتساعدهم على الخلاص". وأضاف "شدّد البطريرك خلال عظته في 16 حزيران 2013 على أن يوم التكريس هذا هو يوم تاريخي حاسم للبنان فقد بدأت فيه مسيرة خلاصه بقيادة سيّدته مريم مشيراً إلى أن مناسبة التكريس سوف تكون سنويّة. وقد تألفت إثر ذلك اللجنة البطريركية لمتابعة تكريس لبنان يرأسها مطران أبرشية صور للموارنة شكرالله الحاج كما أنني عضو في هذه اللجنة، وقررت اللجنة هذه السنة أن تجعل الحدث أكثر تميّزاً خصوصاً في هذه الفترة الحرجة والمصيريّة التي يمرّ بها لبنان، فطلبت تمثال سيّدة فاطيما المتجوّل الذي يزور لبنان والشرق للمرّة الأولى".


وسينتقل إلى البرتغال على ما أوضح "وفد برئاسة بطريرك السريان الكاثوليك يوسف يونان في 10 حزيران ليرافق تمثال سيّدة فاطيما على متن طائرة خاصة على أن يصل إلى لبنان يوم الجمعة 12 حزيران خلال فترة بعض الظهر ليتوجّه فوراً إلى بكركي حيث سيكون في انتظارها استقبال شعبي وتراتيل خاصة بالزيارة. وبعد كلمة ليونان، سوف نعرض وثائقي يتحدّث عن ظهورات فاطيما وأهمية تكريس لبنان لقلب مريم ليحتفل الراعي بعد ذلك بالقداس الإلهي. وبعد استراحة صغيرة وتشارك لقمة محبّة مع المؤمنين سوف تشهد ساحة بكركي مهرجاناً مريميّاً، وتنتقل العذراء بعد ذلك إلى دير سيّدة الكرمل في حاريصا". وأضاف: "في 13 حزيران تنتقل السيّدة صباحاً إلى سيّدة المنطرة غي مغدوشة وبعد الظهر إلى مقام سيّدة زحلة والبقاع حيث يشترك المؤمنون بليلة صلاة من أجل السلام في لبنان وسوريا والشرق. أما يوم الأحد 14 حزيران تصل سيّدة فاطيما إلى مزار سيّدة لبنان في حاريصا حيث يكون في انتظارها استقبالا كبيراً ومسيرة شعبيّة تنطلق من غسطا – درعون إلى حاريصا للإحتفال بقداس تجديد التكريس لقلب مريم الساعة 11:00 صباحاً في حضور كل البطاركة".


وينتقل التمثال يوم الأحد بعد الظهر "إلى مزار أم المراحم في مزيارة، ويتضمّن اليوم الأخير من الزيارة أي 15 حزيران، زيارة التمثال لبطريركيّة سيّدة بزمار للأرمن حيث يحتفل بالقداس الإلهي على نيّة أرواح من استشهدوا في الإبادة الأرمنيّة. ثمّ ينتقل إلى دير سيّدة الشرفة في حاريصا حيث بطريركية السريان الكاثوليك ويحتفل بالقداس الإلهي على نية العراقيين والسوريين المهجّرين، ثمّ ينتقل إلى بطريركية الروم الملكيين في عين تراز ويعود التمثال إلى فاطيما في 16 حزيران".


أبعاد الزيارة ورمزيّتها


أكد الشماس عمانؤيل أن "مريم العذراء وعدت في ظهورات فاطيما بالخلاص الأبدي لكل من يقوم بتلاوة المسبحة الورديّة يومياً وتكريس نفسه لقلبها الطاهر، كما تعد كل الدول التي تتكرس لقلبها بحماية خاصة وهذا ما حصل في البرتغال التي تكرّست في العام 1938 فنالت الوعود الثلاث التي وعدت بها وهي: حماية البرتغال من الحرب التي وقعت على حدودها والحرب الأهلية، حمايتها من نيران الحرب العالمية الثانية، واحتفاظ البرتغال بالإيمان السليم فلا تفقد إيمانها". وأضاف: "سينال لبنان بهذا التكريس هذه الوعود الثلاث، وعلى اللبنانيين ألا يمكثوا مكتوفي الأيدي بعد التكريس بل عليهم تعزيز صلواتهم ومضاعفتها خصوصاً أمام القربان من أجل نيل الخلاص للنفوس وإبعاد الحرب عن لبنان. سوف نصلي كثيراً في هذه الزيارة على نية السلام في لبنان والشرق وانتخاب رئيس للجمهوريّة، وفي النهاية لبنان معروف جداً بحبّه وإخلاصه لوالدة الإله فمنشأ جماله هو حبّه وإكرامه لها وهي قوّة هذا الوطن وشعبه".


[email protected]
Twitter: @azarpascale

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم