الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

غادة عيد غير المتفرّجة تخشى تسييس القضاء

فاطمة عبدالله
غادة عيد غير المتفرّجة تخشى تسييس القضاء
غادة عيد غير المتفرّجة تخشى تسييس القضاء
A+ A-

أطالت غادة عيد استراحة المواسم، وعادت بعدما نفد الصبر وبات لا يُحتَمل تأجيل الملفات. تريد لـ"الفساد" ("الجديد") وَقْعاً بحجم تحديات القضايا وتنامي ثقافة الجريمة. لعيد مقاربة مختلفة، بعدما نصّب الجميع (تقريباً) نفسه صاحب الكلمة الفصل.


تطلّ عيد بنظارات تشي بالهيبة في الظرف الطارئ، وعبوس هو كناية عن الإفراط في الجدية. لطالما مَسَّ "الفساد" ملفات تطرّق إليها الآخرون على عجل، فإذا بِعيد تنقّب في الخفايا وتبحث في الخلفيات. ما عادت قضايا الفساد تقتصر على برامج تشترط التخصص والخبرة، إذ أمسى بعض الإعلاميين قضاة في معظم الوقت. حَطَّ ملف النائب وليد جنبلاط ورجل الأعمال بهيج أبو حمزة، في "الفساد"، ولعلّ المراد الانطلاق بقضية حامية. لِعيد رأيٌّ تُبديه، تارة بحدّة أقل، وتارة بحدّة أكثر. لا يحبّذ البرنامج التزام الحياد البارد. قضاياه تتطلّب موقفاً، خَبِرت عيد كيفية إعلانه وبأيّ نبرة. لم يحضر محاميا الطرفين في قضية جنبلاط- أبو حمزة، عملاً بمبادئ نقابة المحامين الداعية الى عدم التصريح، فحلَّ مَن يمثّل الجهتين معنوياً. ملفٌ تشوبه ألغازٌ مستورة، ولا يُفنَّد بساعة. طرحت عيد تساؤلات غرضها إزالة اللُبس، وواجهت ضيفَيْها بما يُحكى عن "ثغر قانونية". حَضَر الرأيان، فإذا بِعيد تسأل عن الكيل بمكيالين والحلقة الأضعف. ليس المطلوب من مقدّمة "الفساد" طَرْح السؤال وانتظار جواب الضيف مع هَزّ الرأس طوال الوقت. ولا أن تكفّ بذريعة "النأي بالنفس" عن تصويب ما تراه "انحرافاً". دورها ألا تكون متفرّجاً، وهي كذلك. المطلوب تدخّلٌ لا يعرّض الصدقية للانزلاق نحو نصرة طرف ومقاضاة آخر فقط لأن العواطف تتحرّك. تبدو عيد يقظة، "تشطح" قليلاً في الانفعال، وفي اللحظة المناسبة تضبط النفس.
قضايا لا تقل إثارتها أهمية: مقتل سيلين ركان وخفايا اللقاح الفاسد، وقانون السير والجهات المستفيدة. تحضر الفرضية ويغيب الجزم، والعين على العدالة. العين الأخرى على القضاء حرصاً عليه من السياسة.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم