الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ناصر فقيه: مضحك الناس... لا يضحك

المصدر: "دليل النهار"
جورج حايك
ناصر فقيه: مضحك الناس... لا يضحك
ناصر فقيه: مضحك الناس... لا يضحك
A+ A-

عندما يحقّق أي عمل فني نجاحاً كبيراً، نتحدث عن جندي مجهول يقف وراءه. أما في برنامجي "ما في متلو" و"هيدا حكي" فيصحّ الكلام على ضابط ايقاع مجهول، هو المخرج والكاتب ناصر فقيه الذي خلق أجواء مميزة في عالم الكوميديا لا تشبه أجواء أي من البرامج الأخرى التي تُعرض في التلفزيونات المحلية.


كثر يضحكون لاسكتشات عادل وعباس ونعيم ورولا وأنجو في "ما في متلو"، لكنهم لا يعرفون ان هذا الفريق يصنع الأفكار في "مطبخ" يتضمن الكثير من الارتجال والعفوية، يضيف إليه "الشيف" ناصر بعض التوابل الظريفة التي تجعل الاسكتشات ذات نكهة طيّبة تفتح الشهيّة على الضحك والسعادة ليلة كل خميس.


كلمة حق تُقال ان "ما في متلو" يُعتبر البرنامج الأكثر نجاحاً على صعيد البرامج الانتقادية الساخرة، و"هيدا حكي" الذي يقدّمه عادل كرم شكّل حالة تلفزيونية منتظرة ليلة كل ثلثاء، ولا شك في ان تناغم كرم وناصر فقيه، بالتعاون مع المعدّ عماد موسى، حقق هذا التميّز اللافت.


• ماذا تغيّر من "لا يملّ" إلى "ما في متلو"؟
- أمور ثلاثة أساسيّة: أولاً، كانت مدة برنامج "لا يُملّ" طويلة لا تقل عن 45 دقيقة، فقصّرناها إلى 25 دقيقة. ثانياً، ابتعدنا عن السياسة وصار البرنامج يجذب كل الناس. ثالثاً، لعبت شاشة mtv دوراً ايجابياً فيما كانت نسبة مشاهدة تلفزيون "المستقبل" منخفضة في الفترة الأخيرة، رغم ان برنامج "لا يملّ" كان الأكثر مشاهدة عندهم.


• هل تكتفي بالإخراج أم تتولى الإعداد أيضاً؟
- فعلياً، أنا في الأساس كاتب. في "هيدا حكي" لدينا فريق اعداد يجمع المواد على مدى اسبوع كامل، ثم أتولى كتابته بالتعاون مع عماد موسى، وحتماً يضيف عادل كرم بعض الأمور بعفويته. أما في برنامج "ما في متلو" فنعتمد على الإرتجال أكثر، ويمكن القول ان اسلوب اعداده يتمّ جماعياً، فنتعاون أنا ونعيم حلاوي وعادل كرم وعباس شاهين ورولا شامية وانجو ريحان في وضع الأفكار والمواقف، ثم نعتمد خلال التمثيل على الإرتجال. هذا امر صعب، لكننا بتنا متمرسين به مما يضفي أجواء عفوية على التمثيل، ويشعر المشاهدون ان الممثل قريب منهم.


• يقال ان من الصعب إضحاكك...
- أنا بشكل عام لديّ كاراكتير في حياتي الطبيعيّة يميل إلى الكوميديا السوداء، فلا أضحك بسهولة ولا أحب انتقاد الناس. بمعنى آخر، لديّ كوميديا سوداء مغلّفة بالحزن وشخصيتي تجعلني أضحك على وجعنا وليس الضحك لمجرد الضحك. أحب "التنقير" بسخرية، لكني اعترف بأن كاراكتيري جديّ نسبياً.


• ما الكاراكتير الذي يضحكك شخصياً؟
- بصراحة، أكثر كاراكتير يضحكني هو "فريد" الذي يؤديه عادل. كاراكتير عفويّ، لا يهاب أحدا، لئيم، يحب الفليبينيات. كاراكتير غير مألوف وظريف.


• ما نقاط القوة لدى كلّ ممثل في فريق "ما في متلو"؟
- عادل يتميّز بأمرين أساسيين: جانب "الستاند أب كوميدي" الذي لا تجده لدى كثير من الممثلين اللبنانيين وقد استثمرنا موهبته في "هيدا حكي"، والكاريزما أمام الكاميرا التي لا تجدها كثيراً لدى ممثلين كوميديين. عباس شاهين يتميّز بالعفوية الشعبيّة، وهو بارع في التقليد. نعيم حلاوي يتميّز ببرودته المضحكة. أنجو نجحت في كثير من الأدوار وخصوصاً "جميلة" القبيحة رغم انها ممثلة جميلة، إلا انها كانت مقنعة بهذا الدور بسبب موهبتها، وتتمتع بخبرة درامية. وأخيراً رولا، اكتسبت خبرة كبيرة لأنها كانت في الفريق منذ ايام "اس ال شي"، وهي قادرة على اداء ادوار جريئة وقاسية.


• شاركت في بعض الاسكتشات تمثيلياً، ألم يجذبك التمثيل؟
- (يضحك) نحن في الحقيقة نتسلى في العمل، وأحياناً يكون هناك نقص في أحد الكاراكتيرات الثانوية فأتطوّع لأدائها والهدف لا يتجاوز التسلية. أما عملي الأساسي فيبقى الكتابة والإخراج. لم أفكر بتاتاً في التمثيل لأني لا أعتبر نفسي ممثلا محترفا.


• لماذا تتجنبون الانتقاد السياسي رغم انه مغرٍ؟
- الناس، بشكل عام، ملوا السياسة. خلال فترة 2005 كان الوضع يستوجب التطرق إلى السياسة لأنها مرحلة طغت عليها الأجواء الثورية والحماسة السياسية. لكن بعدها تغيّر الوضع وشعرنا بأن الناس قرفت السياسة وباتت تعاني احباطاً من جميع السياسيين. من جهة أخرى، بات تقليد السياسيين مستهلكا ومكررا، فقررنا أن نبتعد عن هذه الأجواء رغم ان ما نفعله أصعب، لأننا لو أردنا أن نتابع الأحداث السياسية في البلاد، لكان الأمر أسهل من محاولة خلق أفكار اجتماعية جديدة، وهذا ما ميّزنا عن سوانا وخصوصاً ان الموضوعات الاجتماعية تجذب الناس كلهم.


• كم يستغرق تصوير الحلقة الواحدة؟
- "ما في متلو" يُقسم قسمين: برنامج تلفزيوني وعمل مسرحي. تلفزيونياً، نخصص يوماً للإعداد ويوماً ثانياً للتصوير ويوماً ثالثاً للمونتاج. أما مسرحياً، فنعرض كل خميس وجمعة وسبت.


• لماذا أنتم غائبون عن السينما؟
- لا ينجح في السينما سوى أفلام المهرجانات. وأرى ان بعض التجارب، كتجربة نادين لبكي وغيرها من المخرجين، تمكنت من الحصول على تمويل خارجي ونجحت في تنفيذ أفلام جيّدة شاركت في المهرجانات. مبدئياً، تحتاج إلى عدد كبير من المشاهدين، كما مصر والهند، لتنتج فيلما سينمائيا وهذا ما ليس متوافرا في بلدنا الصغير. أضف الى أنه ليس في لبنان ثقافة سينمائية، وتنتشر فيه قرصنة الأفلام الجديدة ولا أحد يستطيع حمايتك، لذا اعتبر ان مشروع السينما ليس محبذاً من الجانب التجاري. نحن نركّز على التلفزيون أكثر.


• هل تعتبر ان ثمة منافسين لبرنامج "ما في متلو"؟
- بصراحة، لا. نحن صنعنا حالة خاصة لا تشبه سواها، حتى أصبحت العبارات التي يستخدمها الممثلون متداولة بين الناس، صرنا في وجدان المجتمع والناس.


• ماذا عن مطبخ "هيدا حكي"؟
- يستغرق تحضير "هيدا حكي" أسبوعاً كاملاً، لدينا فريق اعداد نتداول معه بداية في المواد، ثم ننصرف الى الكتابة أنا وعماد موسى ويساعدنا طارق كرم. وبعد تركيب الحلقة نقوم بتصويرها يوم الاثنين، وأخيراً المونتاج صباح الثلثاء قبل أن يُعرض على الشاشة مساء.


• هل تجد وقتاً لحياتك الخاصة أم تكرّس نفسك للعمل؟
- أنا اعمل 15 ساعة في اليوم، لكني أحرص على تخصيص وقت للعائلة وخصوصاً اني متزوج ولديّ ابن اسمه هادي في الخامسة من عمره. ومهما يكن لديّ من أعمال، فإني أمضي مع هادي ساعة أو ساعتين كل يوم، لأن هذا الأمر يكسبني روحاً وحيوية.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم