الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هكذا يتحايل لبنانيون "مشاغبون" على قانون السير!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
هكذا يتحايل لبنانيون "مشاغبون" على قانون السير!
هكذا يتحايل لبنانيون "مشاغبون" على قانون السير!
A+ A-

قبل مدّة قضّ الحديث عن "قانون السير الجديد" مضاجع اللبنانيين، اذ كيف سيُحرم كثيرون منهم من السرعة والحديث عبر الهاتف! كيف سيجبرون على وضع حزام الأمان ويمنعون من الوقوف في صف ثانٍ! وما زاد الطين بلّة ان الغرامات لم تضاعف فقط بل زادات بمئات الآلف. لكن ما إن بدأ تطبيقه حتى ظهرت وسائل التحايل عليه. فاللبناني غير معتاد على تطبيق القوانين، ويعشق البحث عن وسائل لتفادي دفع غرامات مخالفته لها. هو المتأهب عند إقرارها ليظهر للعالم مدى قدرته على ابتكار أفكار لم تخطر على بال شعوب أخرى.
ما إن نزلت القوى الامنية الى الأرض وبدأت تنفيذ القانون حتى تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر طريقة للتهرّب من رادارات السرعة التي تلتقط رقم السيارات وتغرّمها وذلك بإخفاء اللوحة من خلال غطاء أسود يتحرّك عند الضغط على كبسة زرّ فيخفي اللوحة أو يظهرها في ثوان، كما تم تفعيل مجموعة على تطبيق "واتساب" تقوم بإرسال نشرة يومية عن مكان وزمان إقامة الحواجز في بيروت وضواحيها، بالاضافة الى انتشار "تيشرت" مرسوم عليها حزام امان وغيرها العديد من وسائل محاربة القانون الجديد.



تعدّدت الوسائل
اللبناني المعروف بإدمانه على استعمال الهاتف وكتابة الرسائل النصية، شعر بضربة قوية حين حرم فجأة من استخدامه أثناء القيادة، ولأن الادمان لا يُعالج بالحرمان دفعة واحدة، لجأ العديد من الناس الى استخدام Earphones ، وقال أحد العاملين في محل Class للهواتف ان نسبة بيع Earphones ارتفعت منذ البدء بتطبيق القانون لا بل ان جهازًا جديدًا نزل الى الأسواق قبل نحو أسبوع يدعى CAR KIT يتم وضعه على مرآة السيارة بعد ان يكون تم تعريفه على الهاتف عبر "البلوتوث"، وفي حال تلقي السائق اتصالاً يمكنه نقر الزر والحديث كيفما يشاء من دون الحاجة الى سماعة في أذنه أو هاتف في يده.



من النصّية الى الصوتية
البعض استبدل الرسائل النصية بالصوتية وان كانت كل وسائل الاتصال ممنوعة قانوناً، وعن ذلك تقول ألين "ربما لمصلحتنا ان نعوّد أنفسنا على الرسائل الصوتية، فهي أسرع من الكتابة ويمكن من خلالها ان نتحدث من دون اختصار، وهذه إحدى حسنات قانون السير الجديد اننا اكتشفنا أهمية هذا النوع من الرسائل، كما ان امكانية تعرّضنا للغرامة انخفضت 80 في المئة كون مدة الوقت الذي نستخدمه لإنهاء حديثنا تقلصت". واضافت "غير ذلك لا استخدم حيلاً فأنا لا اسرع في العادة، أما حزام الأمان فأيام قليلة وأتوقف عن وضعه بعد ان تكون اندفاعة الامن لتطبيق القانون قد خفّت".



عشق "الحمراء"
على العكس من ألين لم يعجب سمير اسلوب الرسائل الصوتية لذلك ينتظر الاشارة الحمراء كي يتبادل الاحاديث عبر الواتس أب. ولفت "لم اتوقع يوما ان افرح عندما تضيء الاشارة الحمراء واغضب حين تصبح خضراء بسرعة، اصبحت اتمنى الوقوف على كل اشارة كي استخدم هاتفي بعد ان كنت اتأفف على عدد اللحظات التي اقف بها عندها". وعن جهاز CAR KIT علق "هذا الجهاز يقتصر على الاتصالات العادية اي التي لا علاقة لها بالانترنت كما ان سعره 99 دولارًا، لو افترضنا انني سأشتريته رغم ان ثمنه ليس رخيصاً من سيدفع فاتورة هاتفي".



مطفأة... فارغة
"اضع السماعات في اذني واتحدث مع كل من يخطر في بالي، وان أوقفني عنصر قوى الامن اقول اني اسمع موسيقى؟ اتكلم وقت ما اريد وكيفما اريد، يكفي ان السياسيين ينطقون باسمنا في ما لا نريد"، بحسب محمد، وعن اختراع إخفاء لوحة السيارة علق "اختراع ممتاز سألجأ اليه قريباً كي أسرع على راحتي"، واستطرد "في سيارتي مطفأة لكنها فارغة وحزام الأمان لا اعلقه جيداً، هم يفرضون غرامات ليس خوفا علينا من الموت بل لانهم يريدون ايرادات من الشعب، فلتسرِ قوانينهم عليهم، وليروني محضر ضبط سطّر باسم ابن مسؤول ولن أقول مسؤول".


فقط عند رؤية الدرك
حزام الأمان الذي يعتبر اول ما يلفت نظر قوى الأمن في حال عدم وضعه الى ان السائق مخالف يشكل عقدة لسارة حيث شرحت "اشعر اني اختنق منه لذلك لا اضعه في مكان حلقته جيدًا، وغالبا لا اضعه ابدا الا عند رؤية درك، يقولون انهم يخافون على حياتنا وهم يجبروننا على ان نخنق نفسنا بايدينا. وما يزعج اكثر ان مجرد وضعه للحظات يصبح القميص بحاجة الى كيّ، لذلك افكر في طبع صورة حزام على عدة تيشارتات بألوان مختلفة كتلك التي تم تداولها عبر فايسبوك ".


وبخلاف لبنانيين شرَعوا في التحايل على قانون السير الجديد لاعتقادهم انه ليس أكثر من "زوبعة في فنجان"، يظهر لبنانيون آخرون التزاماً وشيئاً من الرضى عن تطبيقه، وحسب هؤلاء ان في الامكان مراكمة امور اصلاحية صغيرة، علّنا نصل في يوم ما الى دولة القانون المنشودة... والبعيدة جداً!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم