الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

في اليوم الوطني للتراث... مواقع أثرية نادرة في عكار تنتظر زيارتها

عكار- ميشال حلاق
في اليوم الوطني للتراث... مواقع أثرية نادرة في عكار تنتظر زيارتها
في اليوم الوطني للتراث... مواقع أثرية نادرة في عكار تنتظر زيارتها
A+ A-

اليوم يحتفل لبنان باليوم الوطني للتراث ووزارة الثقافة عبر المديرية العامة للاثار التي اعلنت عن فتح كل المواقع الاثرية في لبنان للزوار والسياح اللبنانيين والاجانب كما جرى الاعداد لسلسلة من الاحتفالات في غير محافظة لبنانية احياء لهذا اليوم. لكن، ويا للاسف، فإن محافظة عكار كما كانت بالامس هي اليوم لم تحظ برعاية وزارة الثقافة التي تجنّبت ادراج عكار على لائحة اهتماماتها وغيبتها عن احياء هذا اليوم الوطني بامتياز، وهي التي تكتنز بكامل رقعتها الجغرافية تراثا غنيا لحضارات وشعوب عبرت او استقرت فيها منذ اكثر من 6 الاف سنة مخلدة حضورها بعشرات المواقع الاثرية والتراثية التي ما زالت بقسم اساسي منها ظاهرة للعيان "حصون وقلاع ولوحات ونقوش محفورة على الصخر معابد قديمة وكنائس ومساجد وتكايا وسرايات وبيوت ومعاصر ومطاحن وادوات منزلية الى العديد من الخانات والطرقات والجسور الحجرية المقنطرة . كهوف ومغاور ومدافن لكل منها في تاريخ هذه المنطقة قصص وروايات. منذ العصور الحجرية القديمة الى العصور الحديثة وما بينها من عصور متعاقبة كان لكل منها في ارض عكار ساحلا ووسطا وجبلا موقع واثر.


وعكار التي تنتظر اهتمام المسؤولين في هذا المجال لم تشهد مواقعها الاثرية اي رعاية جدية. علما ان 3 بعثات اثرية فقط عملت وفي نطاق جغرافي محدد على وضع دراساتها الاولية عن بعض المواقع الاثرية في عكار ومنها تل عرقة الاثري الذي ما زالت عمليات البحث والتنقيب فيه مستمرة منذ العام 1972 والتي بداتها بعثات اثرية فرنسية متلاحقة تابعة لمعهد الاثار الفرنسي في الشرق الادنى.


اما البعثات الثلاث الاخرى فهي:


الاولى: في منطقة الشيخ زناد وقبة بشمرا ورأسها الباحث الاثري الفرنسي بروسيه وكانت في العام 1924 وتكشفت عن مدافن ولقى اثرية بعضها لا يزال محفوظا في المتحف الوطني .
الثانية: في منطقة سهل عكار وقامت بها بعثة اثرية المانية من جامعة فراي في برلين عام 1997 وبينت الدراسات التي قامت بها ان ثمة 41 موقعاً في هذه المنطقة لا سيما في القرى التي تحمل اسم " تل " ( تل اندة – تلبيرة – تلمعيان – تل حميرة .... الخ ) التي كانت مأهولة منذ العصر البرونزي والحقبتين الصليبية والعثمانية .
- الثالثة : بعثة يابانية قادها العالم الاثري الياباني كين ماتسوموتو وعملت على مرحلتين خلال عامي 1997 و 1998 بمعدل 3 اشهر في كل مرحلة وشملت 52 موقعاً ما بين ضفتي النهر الكبير الجنوبية ونهر الاسطوان الشمالي بخاصة في منطقة السهل وبعض المرتفعات المحيطة بها .
وكي لا تكون الصرخة بدون اي صدى فاننا نقدم للراي العام كما للمسؤولين المعنيين لمحة مختصرة جدا عن العديد من المواقع الاثرية في عكار لنسأل: الا يحق لهذه المنطقة ان تحتفل كما غيرها من المناطق اللبنانية باليوم الوطني للتراث؟ وما السبب الذي استدعى تغييب عكار عن جدول احتفالات وزارة الثقافة كما غابت عكار عن اهتمامات الوزارة باعادة ترميم هذه المواقع وادراجها على لائحة الجرد العام للمواقع الاثرية علما ان بعض هذه المواقع يستحق ادراجه على لائحة اليونيسكو باعتبارها مواقع شكلت على مدى اكثر من 5000 عام شاهدة على حضارات عبرت هذه المنطقة، وتل عرقة الاثري هو المثال الساطع عن ذلك وغيره الكثير.


والجدير ذكره ان وزارة الثقافة وفي معرض ردها على طلب خطي كان قد تقدم به محافظ عكار عماد لبكي يطلب فيه معلومات عن النشاطات والخطط الثقافية في محافظة عكار والاماكن والمنازل الاثرية والتراثية ضمن نطاق محافظة عكار فقدمت الوزارة جدولا بالمعالم الاثرية والتاريخية الواقعة في محافظة عكار والمدرجة على لائحة الجرد العام للابنية التاريخية وهي:
قلعة عكار العتيقة، كنيسة سيدة غزراتا، سراي آل المرعبي في بلدتي برقايل والبرج، قلعة القليعات، كنيسة مار شليطا وكنيسة القديسين جرجس ودانيال في القبيات، تلة التينة في مشتى حمود، كنيسة مار ريشا ممنع، كنيسة سيدة المعين منجز، تل حميرة في سهل عكار، معبد منجز".
اذا اقرينا نظريا بأن هذه المواقع مدرجة فعلا على لائحة الجرد العام ، افلا تستحق ان تفتح كباقي المواقع الاثرية للاحتفال بهذا اليوم الوطني ؟
وتالياً فإننا ندرج هذه المواقع التي من حيث قيمتها التاريخية والاثرية لا تقل اهمية عن المواقع التي ادرجتها الوزارة على لائحة جردها العام والتي لم تحظ باي اهتمام فعلي.


- مغاور الشيخ زناد التي تعود للحقبة الفنيقية وبمحيطها آثار لابنية تراثية قديمة تعاند رياح البحر وامواجه العاتية .
- منطقة الخرايب في اكروم البلدة فيها اساسات ظاهرة لحصن روماني وجدران ضخمة من حجارة لا يزال مقلعها ظاهراً في منطقة قريبة معروفة محليا بـ " جب الدير " ويعود الحصن والمعبد الى العصر الروماني اما الدير القريب فيعود الى القرن الثالث الميلادي. واثار جبل الحصين الرومانية في بلدة اكروم التي تضم ايضا كنيسة شمشوم الجبار والتي تتميز بخورسها الشرقي المؤلف من ثلاث حنيات واسم شمشوم الجبار اطلقه الاهالي نظرا لضخامة حجارة الكنيسة واساساتها.
- دير قنية الاثري في بلدة قنية الذي لا تزال اثاره قائمة الى اليوم على الرغم من كل التعديات.
- موقع اثري قديم معروف بسيدة الدرة في قرية السهلة في جبل اكروم .
- قلعة البرج في جرمانيا في وادي خالد فيها ابراج وكنيسة عرفت بكنيسة القديس يوحنا المعمدان وتدل اثارها والصلبان والنقوش على حجارتها على انها صليبية وان الاسم الصليبي للقلعة بحسب العالم الاثري ديسو هو الـ"ميليشين".
- في بلدة الهيشة وادي خالد تنتشر عشرات المدافن المحفورة في الصخر، إضافة على عدد من الابار الارتوازية .
- في بلدة المونسة الواقعة بين منطقتي اكروم ووادي خالد بقايا معبد على عتبته كتابات سريانية تبين بان بناءه على اسم القديس يوحنا وقد تعرض لعمليات التنقيب غير الشرعي وسرقت اجزاء اساسية من محتوياته.
- مدينة جرمنايا العريقة تاريخيا في وادي خالد لا تزال اطلال منازل وبقايا المدينة البيزنطية المعروفة ظاهرة بالقسم الاكبر من معالمها وتقدر مساحتها الاجمالية نحو 200 الف متر مربع. وجرمنايا كانت مدينة بيزنطية ومركز اسقفية .
- في قرى حنيدر وحرب عارة وخربة القصر وخربة السنديان والدعيتر والتلة وقرحة في وادي خالد ايضا، اطلال لمنازل قديمة حجارتها بازلتية سوداء . ومغارة رجم خلف التي تم اكتشافها في العام 2000 تعود الى العصر البرونزي نظرا للاثار التي عثر عليها بداخلها .
- في عكار العتيقة وبالقرب من قلعة ال سيفا لا زال محراب الجامع المملوكي الذي بناه السلطان قلاوون قائما وفي حي زبود في البلدة عينها كهوف صخرية منحوتة وفي داخلها عشرات النواويس يعود تاريخ بنائها الى العصر البابلي .
- قلعة حلبا او مدينة سين التي كانت مسكنا لعشيرة السينيين الكنعانية ومن ثم مركزا لاشراف مدينة عرقة والقلعة التي اعاد ترميمها فخر الملك بن عمار وجعلها احدى دفاعات مدينة طرابلس لصد هجمات الصليبين الذين استولوا عليها .
- قلعة عروبة: في اعالي جبال عكار تشرف على منطقة القموعة كما على سهلات مرجحيم على ارتفاع 2400م عن سطح البحر. المستشرق اليسوعي الاب مارتين يقول بان القلعة بنيت في القرن التاسع قبل الميلاد لكن لم يبق منها الان سوى اطلال حجارة وفي محيطها مدافن محفورة في الصخر .
- تلة الرنتة في بلدة القرنة في جرد عكار حيث اثار غاية بالاهمية كانت مديرية الاثار قد عاينتها واعادت اقفالها .
- قلعة السلاسل في منطقة حرار على تلة مرتفعة وسط وادي جهنم بين جبلين وهي قلعة رومانية.
- قلعة السن ومعبد طيو المتجاورين: انشىئت القلعة كمخفر متقدم على تلة مرتفعة بين بلدات السنديانة والمجدل والسن وتتطل في ان على قلعة الحصن في سوريا وحصن عكار العتيقة .
- قلعة فيليكس في بلدة منجز عكار وثمة نفق يصل القلعة بمجرى النهر الكبير . عام 1142 استولى فرسان القديس يوحنا على القلعة قبل ان تسقط في يد المماليك عام 1271 .
- معبد القديسين سركيس وباخوس في وادي الحلسبان بين بلدتي القبيات وعكار العتيقة . ويتالف من كنيستين متداخلتين لكل منهما مذبحها الخاص. يعود بناؤه الى الفترة الرومانية .
- سرايا البيرة على الطريق الرئيسة بين حلبا والقبيا التي لعبت دورا متميزا ابان الحكم العثماني، بناها عبدا لقادر شديد المرعبي على انقاد قلعة رومانية قديمة. الى جانب السرايا مسجد كبير بناه محمد بك البعود المرعبي سنة 1300ه .
- المكتبة الحميدية الاسلامية في بلدة مشحا عكار وهي من ابرز المعالم الثقافية والدينية الاثرية القائمة منذ العام 1892 والتي حملت اسم السلطان عبدالحميد الذي اصدر تحريرا ببنائها فاشرف عليها ومولها قائم مقام عكار محمد باشا المحمد وتضم نحو500 مجلد ومخطوط وكتاب باللغتين العربية والتركية .
- منزل آل القدور المراعبة في بلدة الخريبة، وهو بناء حجري قديم من طبقتين اشبه بالحصون البيزنطية القديمة بطبقته السفلية اما الطبقة العلوية فقد شيدت وفق الطراز المعماري الايطالي مع بعض التفاصيل الهندسية العثمانية . وفي بلدة قته ايضا منزل لال القدور المراعبة بني من الحجارة البازلتية السوداء .
- في بلدة عيون الغزلان دارة واسعة لال المرعبي زينت واجهتها الغربية بالقناطر المحمولة على اعمدة حجرية، والى جانب القصر لا زال بناء لتنور عثماني قديم ربما الوحيد الباقي على هذا النمط في لبنان .
- في بلدة مجدلا قصرَين لعائلة الكنج المراعبة وخان قديم بني الى القرب منهما.
- منازل لاغاوات آل الدندشي في بلدتي مشتى حسن ومشتى حمود على الطريق الى منطقة وادي خالد .
- تحتل بلدة بينو صدارة البلدات العكارية وربما الشمالية بمحافظتها على جمال بيوتها التراثية التي بني بعضها قبل اكثر من 120 عاماً وقد بلغ عددها نحو 30 منزلا جميعها تتميز ببنائها الجميل وبقرميدها الاحمر .
- منزل ال الراسي في بلدة الشيخ طابا عكار وهو دارة النائب الراحل عبدالله الراسي .
- منزل الشيخ مخول الضاهر في القبيات وهو المنزل الاكبر المبني من الحجر الابيض المقصوب بطبقة واحدة وبمساحة تزيد على 900 متر مربع .
- الخانات القديمة تتوزع على العديد من قرى وبلدات عكار لا سيما حيث كانت الطرقات التجارية القديمة. بني قسم كبير من هذه الخانات منذ الصليبيين وكانت الخانات في ذلك الوقت اشبه بالفنادق اليوم وقد بلغ عدد الخانات في زمن الانتداب الفرنسي نحو30 خانا ابرزها: خان العبدة – خان الشيخ عياش - خان الصايغ في منيارة . خان ابو سليمان في سوق حلبا العتيق – خان عرقة – خان العبودية – خان الحلبية في حلبا – خان الشيخ عياش - خان البيرة . خان طنوس الضاهر في القبيات .
- المطاحن المائية والتي انشئت على امتداد الانهر الرئيسة وكانت تشكل عصب الحياة العكارية. وبنيت بمعظمها من الحجارة المصقولة البيضاء وقسم منها بالحجارة البازلتية السوداء تبعا لانواع الحجارة الموجودة في كل منطقة . وقد تميزت هذه المطاحن بقناطرها الكبيرة وقد تحول جزء منها الى منازل او الى مطاعم والقسم الاكبر منها هدم لانتفاء الحاجة اليها. وقد بلغ عدد المطاحن المائية في عكار زهاء 90 مطحنة ابرزها: منزل النائب الراحل رياض الصراف على مجرى نهر عرقة – مطحنة تلحميرة- مطحنة العبودية – مطحنة بيت الحاج وغيرها الكثير.


- تعتبر المدارس الروسية القديمة التي انشاتها الجمعية الامبراطورية الروسية الفلسطينية ايام القيصر نقولا الثاني في العام 1880 ومن ابرز المدارس التي انشاتها الجمعية في عكار من بين 114 مدرسة في لبنان وفلسطين وسوريا: مدارس بينو – ديردلوم – جبرايل – رحبة – الحاكور – منيارة.
- ثمة العديد من اطلال معامل الحرير التي كانت زراعة التوت رائجة في محافظة عكار ابرزها: معمل انشأه ابرهيم الصراف في منيارة - معمل في منطقة الجومة انشاه وديع عطية عام 1924 في بينو . معملان في القبيات وعندقت انشئا مع بداية الانتداب وذلك عام 1912 حيث قام الدكتور الايطالي اسكندر كاسيني الذي استوطن القبيات قد احتكر كليا هذه الصناعة واستمر العمل بهذين المعملين حتى عام 1958 .


انها غيض من فيض المواقع التراثية التي يجب ان يعاد ادراجها على لائحة التراث الوطني في لبنان كما بات من الضرورة على وزارة الثقافة ان تعير بعض هذه المواقع وتدريجا اهتمامها المفترض تمهيدا لتاهيلها وافتتاحها امام الجمهور بما يشجع السياحة لهذه المنطقة التي تتميز بمواقع طبيعية نادرة الى جانب مواقعها الاثرية المهمة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم