الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

خمس "مؤامرات" محتملة لسقوط الرمادي بيد "داعش"

المصدر: "النهار"
بغداد – فاضل النشمي
خمس "مؤامرات" محتملة لسقوط الرمادي بيد "داعش"
خمس "مؤامرات" محتملة لسقوط الرمادي بيد "داعش"
A+ A-

أشاع تقدّم تنظيم الدولة "داعش" في الانبار وسيطرته على مركزها الرمادي شعورًا عامًا بالإحباط، دفع الى بروز تفسيرات مختلفة لما حدث، والبحث عن الاسباب التي أدّت الى تراجع قوات الجيش امام عناصر التنظيم المتطرف. ومثلما هو شائع في مجمل الهزائم والانتكاسات العربية عمومًا والعراقية على وجه الخصوص، شغلت مقولة "المؤامرة" بقوة الفضاء العراقي في غضون الاسبوع الاخير. ويلاحظ انها لم تنسب "الانتكاسة" الاخيرة في الانبار إلى "مؤامرة" واحدة دبّرتها أطراف محدّدة، بل اتسعت دوائر التدبير والتآمر لتصل الى اربعة سيناريوهات تآمرية تتحدّث عنها أطراف النزاع المختلفة تبعًا لميولها ومصالحها والزاوية التي تنظر منها.


أميركا
أحد أبرز وجهات النظر المتداولة في الأوساط العراقية المتأثرة بقوة في "انتكاسة" الانبار الاخيرة، هو تأكيدها على مسألة "المؤامرة الاميركية" المرتبطة بمشروع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن تقسيم العراق، حيث يقولون ان "انتكاسة" الانبار تعود في مجملها الى "التردد" الأميركي الواضح في توجيه ضربات جوية فاعلة ومؤثرة على عناصر "داعش" من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وذلك التردّد انعكس بشكل إيجابي على حركة عناصر "داعش" بحيث سهّل مهمة هجومها على الرمادي وانتزاعها من قبضة قوات الامن العراقية، ويميل البعض الى القول ان أميركا "تتآمر" على العراق، عبر السماح لـ "داعش" في التمدّد والسيطرة على حدود المدن السنّية تمهيدًا لفصلها عن سيطرة حكومة بغداد المركزية، وتاليًا وضع الشيعة أمام واقع جديد يمهّد لتقسيم العراق، او تحويله الى كانتونات طائفية وقومية متنازعة في افضل الاحوال.


السنّة
فيما ترى بعض الاصوات السنيّة المعارضة لمشاركة عناصر الحشد الشعبي الشيعية، ان انهيار القوات الحكومية في الرمادي "مؤامرة" يراد من خلالها تأكيد ضعف القوات الحكومية وعدم قدرتها على مواجهة "داعش"، وتالياً إبراز دور "المليشيا الشيعية" والتمهيد لعودتها في معارك الأنبار كما حدث في معارك تكريت، الأمر الذي رفضته قطاعات واسعة في الانبار. ويذهب أصحاب هذا الرأي الى تآمر جهات معينة على الجيش وتقويض قدراته للسماح لقوات الحشد ان تحلّ محله في الانبار بذريعة تخليصها من التنظيم المتطرّف. ولا يغيب عن بال المتبنّين لوجهة النظر هذه التشديد على الدور الايراني الذي يقف خلف مشهد تراجع الجيش والتورط بأضعاف قدراته، في مقابل دعم الجماعات المرتبطة بها وإشراكها في معركة الأنبار لتمديد نفوذها من جهة، ولضرب الممانعة الأميركية في إشراك جماعات الحشد الشيعي في معركة الأنبار من جهة اخرى.


حكومة العبادي
اما الجماعات المناوئة لحكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، التي تساند رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي على أمل قيامه بإصلاح ما خرّبه سلفه المالكي، فيذهبون الى ان جماعات "الدولة العميقة" ممثلين بالمقربين من المالكي، من كبار القادة العسكرين "يتآمرون" على حكومة العبادي لإطاحتها والقفز مجدداً الى السلطة ويرون ان التآمر على حكومة العبادي يأخذ اشكالاً متعددة، منها التأثير على قادة الجيش والشرطة وتوريطهم بعدم إطاعة الاوامر الصادرة من حكومة العبادي، وتحريضهم على الهروب وعدم المواجهة في جبهات القتال، ومنها جبهة الرمادي. الأمر الذي أدى الى تقدم عناصر "داعش" في الانبار.


الحشد الشعبي
غير ان جماعات الحشد الشعبي تصرّ على ان "المتآمرين" على استقلال العراق ووحدته، من دون ان تسمّيهم، وبالتعاون مع الولايات المتحدة كانوا وراء منع قوات الحشد الشعبي من القتال في الرمادي، الأمر الذي أخلّ بمعادلة القوة هناك وسمح لـ "داعش" بالتمدّد والسيطرة على الرمادي، اذ انهم يعتقدون ان قوات الجيش العراقي بمختلف صنوفها ونتيجة لفسادها واختراقها من جماعات البعث، غير قادرة على الانتصار وكسب المعركة. كما يرون ان مشاركتهم في معارك تكريت هي التي حسمت الامور وحققت الانتصار على "داعش"، ولا يمكن تحقيق نصر مماثل في الانبار الا بمشاركتهم.
والى جانب "صنوف التآمر" الاربعة الآنفة، هناك وجهة نظر شائعة تتبناها الطبقات الشعبية وبعض الساسة تذهب الى ان "الجميع" متآمرين ومشتركين في "بيع" الانبار والاستفادة من سيطرة "داعش" عليها.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم