الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"الاونيسكو" تتجاوب مع الراعي... وطريق وادي قنوبين نحو التأهيل

المصدر: خاص- "النهار"
طوني فرنجية
"الاونيسكو" تتجاوب مع الراعي... وطريق وادي قنوبين نحو التأهيل
"الاونيسكو" تتجاوب مع الراعي... وطريق وادي قنوبين نحو التأهيل
A+ A-

وادي قنوبين الى الواجهة من جديد ليس من باب التعديات او الانتهاكات، لكن من باب تجاوب الاونيسكو مع سعي البطريركية المارونية لتثبيت أهالي القرية ومساعدتهم على العيش اللائق دون المساس بشروط إدراج الوادي على لائحة التراث العالمي .
فقد أفادت المعلومات ان منظمة الاونيسكو، التي صنّفت الوادي المقدس منظراً ثقافياً في لائحة التراث العالمي سنة 1998، تجاوبت مع طلب البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي المتعلّق بتأهيل الطريق الترابية القائمة داخل الوادي بطول 4 كلم، تمتد من دير مار أليشاع القديم ناحية بشري الى مدخل قرية وادي قنوبين. وكان البطريرك الراعي على هامش المحاضرة التي ألقاها في مقر الاونيسكو باريس في 25 نيسان الماضي قد تابع ملف تأهيل الطريق، وأبلغته مديرة الاونيسكو موافقة المنظمة على مشروع التأهيل. وفق الدراسة الهندسية المعدّة من دار الهندسة (الشاعر)، والتي رفعتها اللجنة البطريركية للعناية بالوادي المقدس برئاسة النائب البطريركي المطران مارون العمّار، وفقاً للاصول الى وزارة الثقافة ومنها الى دوائر الاونيسكو المختصة.
كما كانت اللجنة قد سلّمت الدراسة لرئيس مجلس الانماء الاعمار المهندس نبيل الجسر الذي أبدى اهتماماً بالملف، واستعداداً لتنفيذ أشغال الدراسة فور تكليف مجلس الوزراء مجلس الانماء والاعمار.
والدراسة الفنية لتأهيل الطريق تلتزم الشروط والمعايير الموضوعة من قبل المديرية العامة للآثار والاونيسكو. وأهم عناصرها:
- تبليط الطريق القائمة بدون توسيع بحجر صخري تراثي.
- تأهيل مجاري المياه العمومية وأقنيتها.
- حفظ ممر للمشاة.
- تنظيم حركة المرور عليها، وحصر أعداد السيارات.
- العمل لتأمين سيارات نقل أليفة مع البيئة غير ملوثة تعمل على الطاقة الكهربائية.
وفي اطار تنظيم حركة المرور بادر اتحاد بلديات قضاء بشري الى شراء 7 سيارات نقل عصرية تعمل على تأمين نقل الزوار من مدخل الوادي الشرقي جهة مار اليشاع ناحية بشري.
كما تلحظ الدراسة اقامة مركزي استقبال وارشاد وتوجيه عصريين على مدخلي الوادي الشرقي ناحية بشري في أملاك الرهبانية المريمية، والغربي ناحية دير قزحيا في أملاك الرهبانية اللبنانية.
- كما تتضمّن إقامة 3 محطات استراحة عصرية على طول الطريق داخل الوادي مجهّزة لحاجات الزوار ولوازم حجّهم الديني الى الوادي المقدس.
ويعلق البطريرك الكردينال الراعي أهمية على تأهيل الطريق في سياق الخطة التي وضعها بعنوان إحياء الحياة الروحية في الوادي المقدس، والمحافظة على تراثه العمراني والبشري، ويرى في الجوانب الروحية والبشرية والطبيعية للوادي عناصر تكاملت لتصنيف الوادي منظراً ثقافياً في لائحة التراث العالمي. وترجمة لخطته بإحياء الحياة الروحية أعطى البطريرك الراعي التوجيهات اللازمة للجنة البطريركية للمباشرة باعداد الدراسات الهندسية المطلوبة وفق شروط المديرية العامة للآثار والاونيسكو، لتأهيل عدد من الاديار والكنائس لإقامة جماعات مكرسة للصلاة فيها. وقد أكد البطريرك الراعي موقف الكنيسة المتمسك بالمحافظة على الوجود البشري داخل الوادي، والحد من نزيف الهجرتين الداخلية والخارجية، الذي يكاد يفرغ الوادي من أهله بصورة شبه كلّية. وخلال مراجعاته مع الاونيسكو لمس البطريرك الراعي تجاوباً كاملاً وحرصاً على انعاش الحياة الروحية، وعلى أنماط الحياة البشرية التي عرفها الوادي، وأسهمت في تحصيل فرادته، وعلى قاعدة الالتزام بمضمون الفقرة الرابعة من الاتفاقية الدولية التي ترعى المواقع المصنفة في العالم، التي تعتبر هجر السكان أي موقع مصنف تهديداً بشطبه من لائحة التراث العالمي.
وكان البطريرك الراعي قد حرك الاهتمام بمجمل ملف الوادي منذ العام 2011، حين طلب اعداد دراسة هندسية شاملة أعدتها دار الهندسة ( الشاعر)، وشركة Batco لناحية تأهيل الطريق.
وقد عقدت سلسلة اجتماعات في بكركي حول الموضوع حضرها الوزراء المعنيون منهم وزير الثقافة روني عريجي، ونائبا بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز واتحاد بلديات بشري وزغرتا، وأثمرت صيغة نهائية بموافقة جميع الاطراف لتأهيل الطريق التي تلبي مطلباً مزمناً تبنّاه البطريرك الراعي تبنياً كلياً لأهالي قرية وادي قنوبين ولمسؤولي دير سيدة قنوبين حيث تقيم الراهبات الانطونيات صيفاً شتاءً.
ووفق ما وصل اليه الملف من خطوات ايجابية تضع المديرية العامة للآثار ومكتب الاونيسكو اللمسات الفنية الاخيرة ليصار بعدها الى المباشرة بالاشغال قريباً ليبارك البطريرك الراعي انطلاقتها أوائل الصيف المقبل.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم