الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

و"المثال" يجب أن يبقى مضيئاً ومُضاء

علا شيب الدين
و"المثال" يجب أن يبقى مضيئاً ومُضاء
و"المثال" يجب أن يبقى مضيئاً ومُضاء
A+ A-

كنتُ أتجوّل في الإنترنت، حين مررتُ بحائطٍ كُتِب عليه: "إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظُوهَا فقالُوا بالرَّأي فضلُّوا وأضَلّوا. الجبهة الإسلامية/مشروع أمة". ليس واضحاً أين التُقِطت صورة ذلك الحائط، لكنها في سوريا، في الغوطة الشرقية ربما حيث تسيطر الجبهة المذكورة التي تنتهي العبارة بتوقيعها. رهبة "التحذير" على الحائط ووهْرتُه، خفَّف منهما، كما ما بدا لي، توقيعٌ آخر لـ"لواء الصقور" على ما أظن، إذ الكلمة الأخيرة غير واضحة تماماً. التوقيع الثاني الذي يبدو أنه جرى تذييل العبارة به، في وقت لاحقٍ من كتابة العبارة بتوقيعها الأصليّ، أدخلَ على جوّ الحائط الرهيب قليلاً من "اللعب والخفّة". فهو مكتوبٌ بطريقة غير مدروسة، غير "أنيقة"، غير متقنة، عفوية، متعرِّجة، طالعة نازلة، وبلون أسود هشّ، حدّتُه أخفّ من حدّة سواد "التحذير"، المكتوب بطلاء أسود حالك، وباستقامة صارمة لا يشوبها مَيَلان أو انحناء أو تعرّج أو طلوع ونزول، مسدود تماماً لا يتخلّله فراغٌ أو خيوط نور ولا تخربشه هشاشة أو أدنى اتّشاح بالأبيض أو الرماديّ حتى.


وقفتُ بعقلي أمام الحائط أتأمّل. راودتني أسئلة طويلة قصيرة: أليس ما أقرأه رأياً أيضاً، وإن كان ينقصه التبصّر؟ ترى هل يدرك كاتبها أو متبنّيها أنّ ما كتبَه أو ما تبنّاه رأي. رأيه هو بالذات أو رأي مَن اقتبس منه ونقل عنه، وأنّ الرأي هذا خاضع للنقاش بدوره، بل محفِّز عليه، ومولِّد للرأي والجدل والاستفسار والسؤال، من حيث لا يدري، ومن حيث يغلق الأبواب والنوافذ كافة في محاولةٍ بائسة من شأنها أن تحرم الناس، والأجيال القادمة ربما من رأي قد يكون مهمّاً وعلى صواب؟ هل كاتب العبارة نفسه أو متبنّيها نفسه، معصوم من الخطأ لا يضلّ ولا يُضَلَّل على الرغم من حفظه "الأحاديث"؟ ثم، لنكن "واقعيين" قليلاً، هل ينجح كاتب العبارة أو متبنّيها في منْع الرأي وعزل أصحابه في زمن التكنولوجيا هذا؟!
تحثّ العبارة تلك، على معاداة أصحاب الرأي، وتحذّر منهم، عبْر تقديم حجّة واهية ترى في الرأي كسلاً وسهولة يهرع إليه أصحابه هرباً من صعوبة حفظ "الأحاديث"، وترى فيه تالياً ضلالاً وتضليلاً. لكن – وكم تبدو الـ"لكن" هذه ضرورية هنا كما دوماً باعتبارها وقفة نقدية- في العبارة نفسها ثمة كسل ووهن في همّة العقل التي تبدو الأمة في صددها أنها لا تجتمع إلا على ضلالة. فالتشديد على "الحفظ" المحض، والنقل البحت، من دون أن يكلّف المرء نفسه عناء التفكير والتساؤل حول ما يحفظه أو ما ينقله، يبيِّن كيف تناقض العبارة نفسها بنفسها، فتقع في فخ "الإعياء" ذاته الذي تدينه وتمقته.
العبارة التي نحاول هنا التفكّر فيها باعتبارها رأياً، لكن رأياً مستبدا لا يستند إلى أسس عقلية، هي في طبيعتها، مثل جلّ العبارات أو التعبيرات (الآراء) المماثلة، تدفع بالرأي لكي ينحو إلى السواد والهيمنة والسيطرة. وإذ يهفو الرأي إلى المنحى هذا، يمسي ضعيفاً من ناحية تأثيره الأخلاقي والسلوكي، لأنه بسببٍ من ترديده الآليّ أو الببغائيّ المستمر، لا يعود له أثر في النفوس. في حين تجدّد الآراء المتنوعة، الخصبة والحركية، الحيوية على مستوى العقل والعاطفة والروح والنفس والوجدان والسلوك باستمرار، ويكون تأثيرها أعمق وأرحب. الرأي الواحد هنا، المستبد الجامد الثابت، المتمسّك بالحفظ أو النقل أو الاقتباس فحسب، يصير مجرّد اعتقاد شكليّ، لا يفضي إلى شيء نبيل ولا يُرتجى من ورائه خيرٌ، ويمنع تالياً كل نموّ للعقل أو للتجربة الشخصية الفردية.
خلف الثورة السورية وأمامها وفي عمق لجّتها، هناك الكثير من الأسباب والدوافع والرغبات والطموحات والغايات والأحلام، التي أفضت إلى اندلاعها في آذار 2011، لعلّ الحرية أهمّها على الإطلاق، هذه التي تُترجم سياسياً بالدولة المدنية الديموقراطية. لقد اضطهد الأثينيون على سبيل المثل، سقراط، واضطهد اليهود المسيح، والمسيحيون أنفسهم اضطهدوا لوثر وغيره من المصلحين، وها هم المتعصبون (هنا والآن)، يواصلون مسيرة الاضطهاد، في إدانتهم الأحرار أصحاب الآراء والأفكار. في الأصل، ثار السوريون والسوريات على الاستبداد في شكله ومضمونه العسكريّ، وها هم الآن في مواجهة طراز آخر من طرز الاستبداد، هو الاستبداد الديني. الفارق بين الاستبدادَين هنا، أن الأخير يجهر في معاداته الديموقراطية من حيث هي آراء وتعدد وتنوع واختلاف وحركة وسير ومراس ومران، في حين يمعن الأول في الكذب، فيقول مثلاً إنه "ديموقراطي" أو "عَلماني"، ويفعل نقيض ذلك بفجاجة مرعبة وخسيسة. هو أيضاً يعتبر الرأي ضلالاً وتضليلاً، وكم هي كثيرة الأمثلة التي اعتُبِرَ فيها أصحاب الرأي، داخل الفروع الأمنيّة وخارجها، مجرّد مُضلَّلين ومضلِّلين، مُسمَّمين ومُسمِّمين. أما في الدولة الديموقراطية المأمولة، دولة الحق والقانون، الدولة المدنية، لا العسكرية ولا الدينية، كما في الطريق إليها ربما، فيُفترض ألاّ يكون ثمة مَن يفرض نفسه على الناس أو الشعب كمفهوم سياسيّ واقعيّ، ويحسم الأمور نيابة عنهم، إذ لا أحد ينوب عن أحد إلا على سبيل الوهم والخداع. وإن كان لي أن أقدِّم رأياً شخصياً ها هنا، حالِماً ربما، فأقول إني لستُ مع الديموقراطية غير المباشرة حتى، وأجدني أميلُ فكرياً إلى الديموقراطية المباشرة في الحكم، حيث ينعتق الناس حتى من تمثيلهم برلمانياً، ليمثّلوا أنفسهم بأنفسهم، فيكون كل فرد راشد حر مسؤولاً عن نفسه، ويمثّل نفسه بنفسه، لأن كل تمثيل عنه هو ضرب من النفاق والدّجَل. هذا في ما يخص الديموقراطية سياسياً، أما تربوياً وأخلاقياً، فهي حتماً ليس مما يمكن الحديث عنه في عجالة كهذه. في الدولة الديموقراطية المأمولة هذه، تكون حرية التفكير والتعبير، وحرية العمل وفق ما ينسجم وشخصية صاحبه واستعداداته، والحرية الجنسية المسؤولة، وغير ذلك من ضروب تحرُّر الفرد من الإكراه الأخلاقي الذي يمارسه الرأي العام، ومن قهر سلطة الحاكم وسلطة المجتمع والدين والدولة في آن واحد، بحيث يُمتنع الاقتراب من المساحة الحرة الخاصة بالفرد الشخص، حين لا تمسّ بأذى حريات الآخرين أو الحريات العامة. هذا كله وما يشابهه، يكون ربما بمثابة إعلاء للقيمة الإنسانية في ذاتها، فلا قيمة لشيء إذا ما ضاع الإنسان. وعليه، فإن تعبيرات من مثل: "قادة الرأي"، تصبح لا معنى لها في الدولة "المثال" المأمولة المحلوم بها. فالاستقامة الحادة التي يخطّها التعبير المشار إليه، والمتداوَل دونما نقد أو تمحيص حتى من "المثقفين"، تتحوّل إلى نوع من التشاركية، بحيث لا يعود هناك حكّام رأي وزعماء وقادة يحتكرون، ومحكومو رأي ينصاعون. في معنى ما، وبتفاوت، كلّنا أبناء استبداد وآباؤه، وكلّنا في حاجة عميقة للثورة على ذواتنا. وإن الاستعداد عندنا لتأليه الحاكم، لهوَ أمر موغل في القدم منذ فرعون ربما، الذي أمعن في الفرعنة كونه لم يجد مَن يردّه، وفق ما درجت عادة قوله أمام كل استبداد مسكوت عليه، وأمام كل جبن وتخاذل.
قد يثري المناقشة الآنفة الناقدة للعبارة المكتوبة على الحائط، "الرجوعُ" إلى إرث أدبيّ وفلسفي متنوّر مهمَّش دوماً ومغيَّب لصالح إرثٍ ظلاميّ ومتزمِّت فكراً ونهجاً وسلوكاً. فقد جاء على سبيل المثل، في الرسالة الثامنة من رسائل أخوان الصفا، ج2 ص316، طبعة القاهرة 1928: "أخوان الصفا يرون الكمال في الإنسان "العالِم الخبير، الفاضل الذكي المستبصر، الفارسي النسبة، العربي الدين، الحنفي المذهب، العراقي الآداب، العبراني المخبر، المسيحي المنهج، الشامي النسك، اليوناني العلوم، الهندي البصيرة، الصوفي السير، الملكي الأخلاق، الربّاني الرأي، الإلهي المعارف الصمداني". وذلك لغرض الإفادة من جميع الأديان وجميع المذاهب الفلسفية والفكرية.


المثال والواقع
الواقع الذي تدلّل العبارة محلّ النقاش آنفاً على جزء بسيط ربما من أزماته وأمراضه، هو في معنى ما، بمثابة انحراف عن "المثال" الذي اندلعت من أجله الثورة السورية، أي الحرية التي تعني سياسياً دولة مدنية ديموقراطية، لا ثيوقراطية أساس السيادة فيها زعماء الدين، أو مقسمة تقسيماً إثنياً وطائفياً. هي الدولة "المثال" المأمولة المحلوم بها كما أسلفنا. هنا، "ينبغي" عدم الخلط بين الصورة المثالية لما ينبغي أن تكون عليه الدولة المأمولة من الثورة الحقة، والصورة الواقعية التي ظهرت في سياق تاريخ الثورة السورية التي دارت في عامها الخامس منذ أواسط آذار الماضي. هنا "يجب" أن يبقى "المثال" في صراع مع "الواقع"، أن يبقى مضيئاً ومضاء، يقضّ مضجع الأمر الواقع كلّما ظُنَّ أنه استتبَّ. إذ ما من ثائر حقيقيّ يريد أن يموت الطاغية ليولد في إثره مَن هو أعتى منه ربما ولا تتوقف سلسلة الطغاة. هنا أيضاً، يمكن الإفادة – ما دمنا في صدد مناقشة استبداد إسلامويّ- من كتابٍ نوقشت فيه فكرة المثال والواقع، أعني كتاب "الطاغية"، وهو دراسة فلسفية لصوَر من الاستبداد السياسي لـ إمام عبد الفتاح إمام، الذي يدعو في الصفحة 155 من كتابه المذكور، إلى"عدم الخلط بين الصورة المثالية لما ينبغي أن تكون عليه الدولة في الإسلام، والصورة الواقعية التي ظهرت في التاريخ الإسلامي"، "بل إن من الباحثين (يتابع الكاتب في الصفحة 165) مَن يفرق في الجانب النظري نفسه بين ما يمكن أن يسمى "نظريات إسلامية" كالأفكار التي قررها علماء الفقه والكلام والمؤرخون وكانت مصادرها القرآن أو السنة أو الإجماع... وبين مجموعة النصائح والحكم والإرشادات العملية التي توجه إلى الملك أو الأمير أو الحاكم تهديه إلى أن يجعل سياسته حسنة مع الرعية، وتبيّن له الطريقة التي ينجح بها أو يستبقي بها ملكه، ويمكن أن تسمى بـ"الآداب السياسية"، وهي في الغالب مأخوذة من حكم الفرس أو الروم أو الهند".


في لغة المستبدين
تتشابه لغة المستبدين والاستبداد بوصفه فحولة وسطوة، وتتشاطر المفاهيم نفسها باعتبار هذه موضوعات للغة. هي لغة تفتقر في شكلها ومضمونها، إلى البريق واللمعان، كونها خطابية جافة تبدأ غالباً بـ"أيها الناس. أيها الأخوة والأخوات". هي أيضاً ديكتاتورية دموية وعنيفة تلتزم المجابهة والمواجهة "أوطأناه ما في هذا الغمد". مغلقة. يرتدي المستبد فيها عباءة يدّعي أنها بتفويض من الله لا من الناس "أنا سلطان الله في أرضه". تضع الناس عادة موضع احتقار واستصغار "تسعة من أصل عشرة يكرهونني؟! وما أهمية ذلك...". مهينة للعقل والكرامة الإنسانية ويعوزها الذوق والأدب "نسوسكم. أسوسكم". يعمِّدها التهديد والوعيد "إياكم وأصحاب الرأي". متعجرفة متعالية وفيها ادّعاء التفوق والامتياز على الآخر "أعيَتهم الأحاديث أن يحفظوها، فقالوا بالرأي، فضلّوا وأضَلّوا". تقدِّم الحق دوماً كـمكرمة ومنّة "لنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا ولكم علينا العدل فيما وُلّينا". قامعة كل معارَضة أو اجتهاد أو رغبة في اكتشاف طريق جديد، معتبرةً ذلك شذوذاً، كقول الحلاج: "والله لا آمر أحداً أن يخرج من باب من أبواب المسجد، فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربتُ عنقه" (الوثائق السياسية والإدارية للعصر الأموي، د. محمد ماهر حمادي، ص55).
في الخطابات التاريخية الواقعية، المستقاة على سبيل المثل، ثمة ما يدفع إلى التفكّر باستهجان في مدى تشابه العقلية اللغوية المستبدة "الجديدة" التي تقبع وراء العبارة المذكورة آنفاً، المكتوبة على الحائط، وهي، على كل حال، ليست سوى مثل واحد لُغويّ، والعقلية تلك التي تقبع وراء أمثلة أخرى لغوية مستبدة تعود إلى التاريخ البعيد، على الرغم من مرور قرونٍ من الزمن! ما يؤكّد الحاجة إلى القطع مع الماضي السلطويّ الدمويّ. القطع اللغوي على وجه التحديد، كون هذا هو أخطر أنواع القطع مع السلطة المستبدة عسكرية أكانت أم دينية أم اجتماعية ثقافية أم فكرية إيديولوجية، وأهمّها. قال زياد بن أبي سفيان مثلاً، الذي عيّنه معاوية – وكان الأخير أوّل مَن جعل الخلافة ملكية وراثية في أسرته من دون أن يكترث برأي الآخرين- والياً على البصرة في خطبته المسماة "البتراء":" أيها الناس إنّا أصبحنا لكم ساسة، وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذود عنكم بفيء الله الذي خوّل لنا. فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا ولكم علينا العدل فيما ولينا" (العقد الفريد، ابن عبد ربه، المجلد الرابع ص119-201). في حين وقف الخليفة العباسي المنصور يوم عرفة خطيباً يحدّد برنامجه السياسي، قائلاً: "أيها الناس، إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده" (الكامل في التاريخ، ابن أثير، ج 3، ص 566، دار إحياء التراث العربي، بيروت عام1989، تحقيق علي شيري). وهو القائل أيضاً: "مَن نازعَنا هذا القميص أوطأناه ما في هذا الغمد.. ومَن نكثَ بيعتَنا فقد أباح دمَه لنا" (في التاريخ العباسي، د. أحمد مختار العبادي، ص 67). أما عبد الملك بن مروان، فقال حين أعلن أنه لا يكترث برضا الناس ولا يأبه بحبّهم له: "يا معشر قريش إنكم لا تحبّوننا أبداً، وأنتم تذكرون يوم الحرة، ونحن لا نحبّكم أبداً ونحن نذكر مقتل عثمان"، "لكن ذلك لا أهمية له ما دامت الجامعة (القيد يجمع اليدين إلى العنق) عندي والسيف في يدي" (تاريخ الحلفاء، ص 215)، ما قد يذكّر بعبارة كرومويل: "تسعة مواطنين من أصل عشرة يكرهونني؟! وما أهمية ذلك إن كان العاشر وحده مسلّحاً؟" ("الديكتاتورية"، موريس دوفرجيه، ص 33، ترجمة هشام متولي). لكن الاستهجان يكون أكثر إيلاماً عادة، حين التفكّر في ممالأة بعض الشعراء للمستبدين والطغاة، كقول الشاعر ابن هانئ الأندلسيّ، ممجِّداً الخليفة الفاطميّ المعز لدين الله: "ما شئتَ لا ما شاءت الأقدار/ فاحكم فأنت الواحد القهّار"!
* * *


ها قد انتهت السطور بلغة الاستبداد، مثلما بدأَتْ، مترجِمةً بذلك واقعاً. النهاية والبداية هنا كلتاهما موت، حدّان يمثّلان أصلَين لبعضهما في حالٍ من تناوبٍ لا يعير الزمنَ انتباهاً، وانغلاقٍ تام ينبغي كسره بثورة مستمرة سائرة في الوسط (الحياة)، صاعدة منه مُضاءة بـ"المثال" بالحلم، ومضيئة له.


كاتبة سورية


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم