الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

إذا حلّ كيم جونغ اون في لبنان...فماذا يحصل؟

المصدر: "النهار"
شربل أبي منصور
إذا حلّ كيم جونغ اون في لبنان...فماذا يحصل؟
إذا حلّ كيم جونغ اون في لبنان...فماذا يحصل؟
A+ A-

قد يصعُب على عقلٍ تصديق إعدام شخص بطلقات مدفع مضاد للطائرات، فنحسَب أنفسنا امام فيلم أميركي من أفلام "الوسترن" أو أفلام الخيال العلمي أو الرسوم المتحرّكة، أو قصة من قصص ملحمة حديثة العهد تفوق حوادثها وخوارقها الإلياذة والأوذيسة. لكن لا، هي من صلب الواقع، من كوريا الشمالية تحديداً، من "مملكة" كيم جونغ أون الذي أمر بإعدام وزير دفاعه هيون يونغ شول الذي غالبه النعاس أثناء عرض عسكري. تباً، أيُعقل في القرن الحادي والعشرين أن نشهد مثل هكذا حوادث تفوق القرون الوسطى همجية ووحشية؟ إنها "الأونية" الجديدة (نسبة إلى أون) التي تحاكي "الستالينية" في محاولة لإعادة نظام الحاكم الأوحد. فحوى الحديث ليس هنا، بل تساءلت في قرارة ذاتي لو أن كيم جونغ أون حلّ في رحاب بلدنا حيث المسؤولون يغطّون غطيطاً عميقاً، إذ إننا على أبواب الذكرى السنوية الأولى للشغور الرئاسي، ولا قوانين تُناقش أو تُقرّ، عندئذٍ فما ستكون ردّة فعله؟ هل يكتمل النصاب في جلسة انتخاب الرئيس أقلّه، ونشهد معجزة حضور النواب كافة (عقاب صقر أيضاً) وتتكلّل الجلسة بانتخاب الرئيس العتيد. مشهد سوريالي بامتياز. لكن، في ظلّ هذا الواقع الأليم، والعجز عن التغيير، لا يبقى غير الحلم، كملجأ للهروب.


يبدو أن الشعب تحت تأثير الأفيون، إرادته الوطنية مخدّرة، لا يستثيره أو يحرّكه غير العصبية والمذهبية والقبلية، أم أن ينظّم تظاهرة واحدة للمطالبة بانتخاب رئيس أو إقرار قانون انتخاب عصري، فهذا لا من شيمنا أو عاداتنا! أحياناً في بلدان، ويا للأسف، كبلادنا، تبدو كلمة "ديموقراطية" فضفاضة بعض الشيء، أو طوباوية في مجتمع تحكمه "شريعة الغاب"، فبتنا كمن يُجرّ إلى الديكتاتورية أو نترحّم عليها. يا لسخرية القدر. إنها مهزلةُ المهازل. غفا وزير الدفاع فأُعدم، أما مسؤولونا الأجلاء فهم في غيبوبة يبدو أنهم لن يستفيقوا منها. استطابوا الجلوس على هذه المقاعد الوثيرة ولا شعب يوقظهم أو يحاسبهم أو يقصيهم. لعلّنا ننتظر، نحن بسطاء القلوب والنيات، استقالة النواب أو أقله رؤساء الكتل أو الأحزاب، كونهم لم يكونوا على قدر توكيل الشعب، كما حصل في الانتخابات البريطانية بعد تقديم ثلاثة رؤساء أحزاب استقالاتهم.
أغنيّة يتردّد صداها في ذهني "قوم فوت نام وصير حلام إنو بلدنا صارت بلد". تصلح نشيداً وطنياً، كونها فيها من الصدقية والواقعية والحقيقة أكثر من نشيدنا المفدّى. "الزعماء عم يستغلّوا الشعب والشعب معتّر"، مقولة لا شك تؤكد رؤيوية زياد، ولكن تحقيقها يكون بنقضها والانتفاض عليها وتغييرها. يا خيّي، طالما أننا شعب يحبّ التقليد والمحاكاة فلمَ لا نعاقب من تُسوّل له نفسه أن تأخذه الإغفاءة عن مصالح وطنه، وأن يهمل واجباته في التمثيل والتشريع وإحقاق الحق والعدالة. لكن إعدامهم يكون ديموقراطياً، وعبر الانتخابات، عندذاك نكون ننتصر للحق ولذواتنا ولوطننا. كما تكونون يولّى عليكم. وتصبحون على وطن.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم