الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

جريمة قتل رجل الأعمال أسعد الوراق تهز عكار..و"الأقاويل" كثيرة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
جريمة قتل رجل الأعمال أسعد الوراق تهز عكار..و"الأقاويل" كثيرة
جريمة قتل رجل الأعمال أسعد الوراق تهز عكار..و"الأقاويل" كثيرة
A+ A-

انتظروه عند مفرق بلدته شربيلا، واغتالوه في كمين محكم نصبوه له. الجريمة هزّت محافظة عكار، كيف لا والضحية رجل اعمال معروف بأعماله الخيرية، هو أسعد الوراق الذي قضى بخمس رصاصات غدر وهو عائد من عمله منتصف ليل الاربعاء - الخميس الماضي.
حاولَ الدفاع عن نفسه ولم يستسلم، كيف لا ولديه ستّة أولاد بانتظاره في المنزل، خمس فتيات وشاب يبكونه اليوم بعد ان باءت محاولته النجاة بالفشل، حيث جرى تبادل لإطلاق النار بينه وبين المسلحين، فأطلق خلاله ثلاث طلقات من مسدسه. لكن المسلّحين أمطروه بالرصاص فأصابه بعض منها، فيما البعض الآخر أصاب سيّارته الرباعية الدفع.



لم يتغيّر شيء
"صنع نفسه بنفسه" الى ان بات من كبار رجال الاعمال، ولديه عدة مصالح بحسب ما قال شقيقه رؤوف لـ"النهار" "فرن ومطعم ومحطة وقود ومعصرة زيتون. ايامه الاخيرة، بحسب رؤوف، كانت عادية كذلك تصرفاته لم تتغير، ولم يكن منزعجًا من شيء، بل على العكس كان طبيعيًّا جدًّا، وآخر مرة التقيته تحدّثنا عن العمل كما العادة، ولا شيء كان يُشير الى ان امرًا ما كان يحضّر له، وأن هناك من يريد نصب كمين لقتله".


الصدمة كبيرة
مختار البلدة جورج شدرواي تحدث لـ"النهار" وهو يؤدي واجب العزاء قائلاً: "لا أزال كما الجميع تحت الصدمة لا نصدق ان يلقى اسعد نهاية كهذه، وهو المعروف عنه أنه رجل معطاء ولم يكن له يومًا أعداء، ونأمل ان تكشف الايام ماذا حصل، ومن يقف خلف هذا الاجرام".
على المصاب اجتمعوا، فقد "فقدت شربيلا اليوم يداً معطاءة لم تبخل يومًا على أحد"، بحسب شدراوي الذي شرح "لم يردّ يومًا طلب أيّ محتاج، كان حنونًا الى أبعد الحدود، يعطف على الفقراء والمساكين. واهتمامه بالآخرين لا يقلّ أهمية عن اهتمامه بعائلته، لذلك كانت المصيبة كبيرة، فهو ليس رجلاً عاديًّا لا يعرفه احد، بل ان الجميع يتحدث عن حسناته ومكارمه واخلاقه، وهو رجل اعمال ناجح، اب حنون وصديق للجميع لم يًسئ يوما الى احد".


أخبار متداولة
اخبار كثيرة تداولتها وسائل الاعلام عن الخلفيات التي تقف وراء مقتل الوراق(53 عاماً)، وتحدّث البعض عن محاولة خطفه، حيث عثرت المباحث الجنائية على رباطات لليد في المكان، وذلك بهدف ابتزاز عائلته ومطالبتها بالمال، والبعض الآخر قال ان مجموعة مسلّحة كانت تُحاول خطفه، كونه ابن عم والد ايلي الوراق الذي تمّ توقيفه في كانون الثاني الماضي من قبل الجيش، للاشتباه بانتمائه الى مجموعة ارهابية، واتهامه من قبل المجموعة التي ينتمي اليها ايلي بالوشاية عليه. لكن رؤوف أنكر ان يكون شقيقه قد تلقّى أي تهديدات وقال "العائلة لا تتّهم اي شخص، وتترك للقوى الامنية ان تكشف ملابسات الجريمة"، وأضاف "لا نشكّ بأحد، خاصة انه لا يوجد أعداء لأخي، لأنه رجل خيّر إلى ابعد الحدود ويقوم بأعمال خيرية".


قيد المتابعة
الاجهزة الامنية تدقق في كاميرات المراقبة على طول الطريق الممتد من افران منيارة وحتى بلدة القبيات، بعد ان رفعت الادلة والبصمات من مسرح الجريمة حيث عثر على مشط كلاشنيكوف تركه الجناة. وقد أكّد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" ان "موضوع جريمة القتل لا يزال قيد المتابعة، وليس لدينا اية معلومات تدل على الفاعلين، لذلك كل ما يتم تداوله ليس صحيحًا، الى حين ان تكشف التحقيقات من يقف وراء هذه الجريمة، والاسباب الكامنة التي دفعتهم لارتكابها".
"الملف مفتوح والتحقيقات مستمرة والجميع يأمل في الوصول الى الحقيقة في ايام قليلة"، قال المختار شدرواي مضيفاً: "هذا شأن الاجهزة الامنية ونحن لا نتدخّل فيه، كما ليس لدينا ادنى شك في امكانية كشف الفاعلين، فالضحية شخصية كبيرة ومن يقف خلف مقتله عصابة خطّطت ونفّذت بمنتهى الحرفية".


شربيلا اليوم حزينة، وستودع جثمان ابنها الذي منحها وسكانها ما باستطاعته، هو زرع خيراً قبل وفاته، واليوم يحصد ثمرة أعماله محبّة وحسرة على فقدانه، والجميع استنكر الجريمة وطالب الاجهزة الامنية بكشف الفاعلين ودوافع جريمتهم ومحاكمتهم ايا كانوا، فلا يجب ان تذهب دماء الوراق هدرًا من دون ان يعرف اللبنانيون من هم المجرمون الذين يعيثون فسادًا، والذين لا يعملون سوى بلغة الدم النار والبارود، للوصول الى أهدافهم والتخلّص ممن يزعجهم.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم