الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

جوانّا تمسّكت بالحياة مع "أنت أخي" \r\nرسالة انسانية تخفف آلام المصابين بإعاقة

فيفيان عقيقي
جوانّا تمسّكت بالحياة مع "أنت أخي" \r\nرسالة انسانية تخفف آلام المصابين بإعاقة
جوانّا تمسّكت بالحياة مع "أنت أخي" \r\nرسالة انسانية تخفف آلام المصابين بإعاقة
A+ A-

الجسد ليس أكثر من زيّ ترتديه الروح. تختلف التصاميم وتبقى الروح روحاً. أجساد فانية عبارة عن تراب تدخله روحاً نابضاً فيحيا، لكنه يعود تراباً متى قرّرت هجره. أجساد إذا عرّيت من زيناتها، وسُلبت روحها النابضة، أمست أصنامَاً لا قيمة لها. حقيقة عرفتها جوانا بعدما بات هاجس الانتحار خلاصها. أدركتها عندما تقرّبت ممَن خلق السماء والأرض، وأرسل ابنه الوحيد متجسّداً بإنسان، وفداه من أجل خلاص العالم. يومها تغيّرت حياتها، تبدّلت نظرتها، باتت الحياة جميلة هي ملكتها، ترى جمالها من دون الحاجة إلى مرآة كاذبة.
ولدت جوانا كنعان منذ 25 عاماً، إبنة كبرى في تلك العائلة العكاريّة التي نزحت إلى كسروان وعانت منذ ولادتها من شلل دماغي نتيجة نقص الأوكسيجين في الرأس، مرض تحوّل إعاقة مزمنة. وقفت عاجزة وطرحت العديد من الأسئلة: "ليش أنا عايشة؟ بتحرز عيشتي؟". لم تتقبّل جوانا نظرة الآخرين إليها، فقرّرت وضع حدّ لحياتها. تقول جوانا لـ"النهار": "لم أعد أريد العيش. كانت حياتي صعبة جداً. فضّلت الموت لأتخلّص من العذاب ومن الصعوبات. كنت أنزعج من نظرات الناس وتؤثّر بي كلماتهم. لم أعد أريد رؤية أحد. إنزويت في غرفتي. وبات الانتحار خلاصي الوحيد".


هكذا تعرّفت إلى معنى الحياة
في سنّ الرابعة عشرة، اكتشفت جوانا إعاقة المجتمع دون أن تدرك. مجتمع معوق وعنصري. يركّز على الاختلاف ليصنع منه خلافاً. لم يتمكّن أهلها رغم رعايتهم واهتمامهم بها، واحتضانهم الدائم لها، من تخفيف آلامها. لم تبدّل جوانا نظرتها إلّا بعدما تعرّفت إلى الله في "أنت أخي": "ساعدتني المؤسّسة في تخطّي إعاقتي من خلال التنشئة الوجوديّة. كان لديهم أجوبة لكلّ الأسئلة التي أطرحها. ووجدت فيها حلولاً للصعوبات التي ولدت نتيجة الإعاقة. جلّ ما تتمناه جوانا "أن لا ينظر المجتمع إلى الشخص المصاب بإعاقة نظرة شفقة، وأن لا يردّدوا كلمة حرام، بل أن يعتبروه شخصاً عادياً لا أكثر ولا أقل".


"أنت أخي" ...أكثر من رسالة!
تأسست جمعيّة "أنت أخي" في عام 1992 لتقديم خدمة وحياة كريمة للشخص المصاب بإعاقة، وفق الرسالة التي تركتها إيفون شامي مؤسِّسة "سيزوبيل" التي تعنى بالأولاد المصابين بإعاقات جسديّة وفكريّة ويعانون من التوحّد، رسالة استنبطتها من خلال العيش مع هؤلاء الأولاد، عندما كان أهلهم يكبرون وهم يكبرون معهم، خاضتها بعدما استمعت لعذاب الأهل ومسحت دموعهم وهم ينظرون إلى مستقبل أولادهم من بعدهم. تأسست "أنت أخي" لاحتضان أولاد "سيزوبيل" عندما يكبرون، فتهتمّ بهم وتكون عائلتهم الثانية أو البديلة.
وتستقبل "أنت أخي" 64 شاباً وصبيّة لديهم إعاقات عقليّة أو جسديّة ويعانون من أمراض تراجعيّة، أو متعدّدي الإعاقات، وفق ما تقول المديرة العامّة للجمعيّة، رلى نجم، لـ"النهار": "نهتم بالشبيبة الذين يدخلون إلى البيت في سنّ التاسعة عشرة، ويبقون فيه لمدى الحياة إلى حين انتقالهم إلى أحضان الله. نستقبلهم وفق أربعة برامج، الأوّل داخلي يضمّ الذين يعيشون في المركز في صورة دائمة، الثاني خارجي يأتي إليه من الصباح حتى فترة ما بعد الظهر، من لديهم استقلاليّة وما زال أهلهم قادرين على الاعتناء بهم. الثالثة تضمّ من يقصدون المركز خلال نهاية الأسبوع. والرابع مخصّص لنادي الشباب الذي يضمّ أطفال "سيزوبيل" الذين سينتقلون قريباً إلى "أنت أخي" فيقصدون المركز يوماً في الأسبوع ليتأقلموا مع حياة الجماعة وليقوموا بالنشاطات التي يعجزون عن ممارستها في بيوتهم".


نشاطات وتمويل
نشاطات ورعاية تحتاج إلى تمويل، خصوصاً وأن تكلفة العناية بالشبيبة مرتفعة، وتقول نجم: "العذراء مريم، أم هذا البيت وسيّدته، هي العين الساهرة علينا، والمموّل الأوّل لنا، إضافة إلى برامج التوأمة التي تقضي بالتبرّع بقيمة 10 دولارات شهرياً لتبني شاب أو صبيّة في الجمعيّة، والمساعدات التي تأتي من لبنانيين يعيشون في الخارج ويقومون بنشاطات يعود ريعها للجمعيّة. وهناك النشاطات الدوليّة والنشاطات المحليّة التي ينظّمها الملتزمون وتقوم على بيع التومبولا وإقامة موائد العشاء، وهناك أيضاً هيئة السيّدات السند الأكبر للجمعيّة التي تنظّم نشاطين خلال السنة، وآخرهم عشاء سيقام في الثالث عشر من أيار الجاري في المندلون، يعود ريعه إلى الجمعيّة التي ترتكز ميزانيتها عليه.
ووفق إيفون الشامي، مشروع "أنت أخي" تخطّى عالم الإعاقة ليردّ للإنسان إنسانيّته.
للانضمام إلى عائلة "أنت أخي" :
صندق البريد: 70164 أنطلياس – لبنان
هاتف: +961 4 415365
الموقع الالكتروني: www.antaakhi.org
البريد الالكتروني: [email protected]
الحساب المصرفي: لبنان لدى بنك عودة - جل الديب
IBAN: LB45 0056 0001 6520 8461 0010 1630 / بالدولار الأميركي
IBAN: LB57 0056 00016520 8461 0010 1601 / بالليرة اللبنانيّة
فرنسا لدى بنك عودة – سردار
IBAN: FR76 1808 9000 0111 5178 9745 121 / باليورو

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم