السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ماذا حصل على الحدود اللبنانية السورية جهة المصنع؟

المصدر: حلة- "النهار"
دانيال خياط
ماذا حصل على الحدود اللبنانية السورية جهة المصنع؟
ماذا حصل على الحدود اللبنانية السورية جهة المصنع؟
A+ A-

ضجّت، ليل الاربعاء - الخميس، أجواء محلة المصنع الحدودية والقرى المحيطة جهة البقاع الغربي بأصوات دويّ قذائف وفرقعة رصاص، أنارت السماء الى جانب قنابل مضيئة فوق الجبال الفاصلة بين لبنان وسوريا، مصدرها الجيش السوري النظامي المنتشر في تلك الجبال. وفيما بات البقاع يعيش على وقع تردّدات الحرب الدائرة في سوريا، فإنها المرة الاولى التي تسمع فيها بهذه القوة وتشاهد بهذا القرب. لتؤجج المخاوف قنبلة تجازوت الجبل واستقرّت عند معمل لكبس اللبن في السهل ما بين بلدتي الصويري والمنارة في البقاع الغربي.


انشقاق؟


وفي غياب المعلومات عما حصل ليلا، كثرت التكهنات والاجتهادات. معارضو النظام السوري ينحون الى تعليل جولة إطلاق النار الليلية تلك الى انشقاق او تمرّد في الفيلق السوري المنتشر في الجبال انطلاقا من ثكنته على الطريق الدولية الى جديدة يابوس السورية. فيما يعزوها مؤيّدو النظام الى تصدٍّ لتسلّل الى الداخل السوري، وحصول اشتباك، وقد جزم بعض الاعلام بأن "المجموعة سورية ومسلحة".
وفيما الاجتهاد الاول مفعم بالتمنّيات، وفي حال صحّ يبقى شأنًا سورياً داخلياً. فإن الثاني ينطوي على ما هو أخطر، ذلك ان اية مجموعة ستتسلّل الى سوريا، يعني ان لبنان يشكلّ لها مستقرًّا، وهناك من يأويها ويحميها ويسهلّ لها العبور. وهو سيناريو في الحد الادنى من تداعياته لبنانياً، سؤ ظن بمنطقة البقاع الغربي ذات الغالبية السنّية المؤيّدة للثورة، وما تضمّه من تيارات إسلامية وسلفية. ليتحول الى خطر حقيقي، في حال أظهرت الايام صدقيته، ذلك انه زجّ منطقة جديدة من لبنان في الجبهات السورية.


تحت سيطرة النظام


تجدر الاشارة الى انه عند هذه الناحية من الحدود التي تبدأ من المصنع - مجدل عنجر فقضاء البقاع الغربي انطلاقا من بلدتي الصويري والمنارة وصولاً الى قضاء راشيا من بلدة عيتا الفخار الى ينطا فحلوى، فإنها لا تزال من الجهة السورية تحت سيطرة جيش النظام. والمنافذ من لبنان عبر مرتفعات سلسلة جبال لبنان الشرقية ووديانها، ووادي اسود ما بين ينطا وحلوى تفضي الى طريق دمشق – بيروت الدولية، وبلدة جديدة يابوس التي اعطت اسمها لنقطة الحدود السورية المتاخمة لها. وعلى تلك الطريق عند الحد الفاصل بين لبنان وسوريا عند "مقلب المياه" تتمركز ثكنة الفيلق السوري، والتي باتت الفرقة الرابعة تشغلها، على ما يقال، بعد ان شغلتها الفرقة العاشرة التي كانت منتشرة في لبنان قبل الانسحاب منه. ولا تواجد على هذه الناحية من الحدود لمواقع الحزب الذي ينتشر من المصنع باتجاه قضاءي زحلة وبعلبك.


ويؤكّد رئيس بلدية الصويري حسين عامر، القبضة السورية المحكمة لجيش النظام السوري على هذه الحدود، لافتًا الى انه حتى مالكي الاراضي في جبال الصويري المتاخمة للحدود السورية ما عادوا استصلحوا أملاكهم، ولا الرعاة سرحوا هناك بقطعانهم، لأن السوري يطلق النار على كل ما يتحرّك. وجزم بأن "لا تسلّل من جهتنا"، وبأن الصويري التي "يخدم 2500 من ابنائها في السلك العسكري، ولائها للدولة ومرجعيتها المؤسسات الشرعية". وبأن البلدة "هي التي طلبت إنشاء نقطة الجيش المتمركزة على اراضيها وترتاح الى وجوده". مشيرًا الى تدابير اتخذتها البلدية مع الاهالي لمنع اي خلل قد يحصل عبر هذه الجبال والجرود ويضرّ بمصلحة البلدة وأمنها.


لا تسلل


وكان الجيش اللبناني قد استنفر في نقاطه على الحدود ما بين المصنع والصويري في اعقاب فتح النيران من الجانب السوري. ولكن مصادره تنفي حصول اي تسلل او رصد حركة مشبوهة من جهة "وادي بروما" الحدودي بين البلدين، "فلا تدخلوا المنطقة في إشاعات". وتعزو جولة النيران السورية الى ان "السوريين يطلقون النار عند شعورهم بأي حركة او ضجيج".
يذكر انه في آذار الفائت، أعدّ الجيش اللبناني كمينًا لمهربين عبر الطرقات الجبلية فوق المصنع وقتل احدهم واعتقل آخرين. لذلك فإنه حتى عندما تسأل منتمياً الى حزب الله ماذا يظن بأنه جرى في تلك الليلة؟ فإنه يستبعد تسلل مجموعات مسلّحة، ومستشهدًا بالحادثة المذكورة آنفا، يعزّز فرضية المهربين وردّة فعل مفرطة من الجانب السوري "الذي بات منسوب التوتر والانفعالية عنده عاليًا مع اقتراب المعارك".
فما الذي حصل في تلك الليلة؟ هل كانت جهة ما تجسّ نبض الجيش السوري؟ ام على العكس كانت رسالة منه بأن النار ستفتح على كل من يتحرّك على تلك الحدود؟ وفي المقبل من الايام، إما ان تبقى هذه الحادثة يتيمة واما ان تتكرر، فنكون قد انتظرناها من الشرقي ففتحت من الغربي.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم