الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

قهوجي وعن يمينه روكز: المؤسسة العسكرية فوق كل الاعتبارات

هدى شديد
قهوجي وعن يمينه روكز: المؤسسة العسكرية فوق كل الاعتبارات
قهوجي وعن يمينه روكز: المؤسسة العسكرية فوق كل الاعتبارات
A+ A-

فيما يستمرّ الصراع السياسي متدحرجاً من الشغور الرئاسي ،وصولاً الى الخلاف الذي يكبر بشأن المراكز الأمنية القيادية التي ستبدأ اول حلقة شغور فيها في الخامس من حزيران المقبل مع استحقاق خروج اللواء ابرهيم بصبوص على التقاعد، حدثان محوران تصدّرا المشهد السياسي : اللقاء المطوٰل الذي عقد اخيراً بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله والعماد ميشال عون، والزيارة التفقدية التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي الى فوج المغاوير ملبياً دعوة قائد الفوج العميد شامل روكز.


التزامن لا يعني ان الحدثين مترابطين ورغم ذلك لا يمكن فصلهما في المضمون، وهذا ما ستبيٰنه الأيام المقبلة، خصوصاً وان التكتٰم يحيط باللقاء السياسي للحليفين في مكان ما ، كما بالزيارة العسكرية الى رومية.


واذا كان موقف "حزب الله" محسوماً لصالح العماد عون [في الترشيح الرئاسي، فإن ما ليس واضحاً هو موقف الحزب من التعاطي مع الشغور الداهم في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ومن ثمّ في قيادة الجيش ورئاسة الأركان، وقبلهما مع استحقاق خروج العميد روكز على التقاعد في مطلع تشرين الاول المقبل.


صحيح ان الحزب يريد التعيين في قيادة الجيش كما في كل المراكز الأمنية القيادية، ويجاهر به كمبدأ في معالجة هذه القضية، ولكن ما ليس واضحاً هو خيار ما بعد فشل محاولات التوافق على التعيين الذي يحتاج الى اكثرية الثلثين في مجلس الوزراء، وهذا ما لا يمكن ضمانه الا بصفقة سياسية غير متوافرة العناصر حتى الساعة.


الصورة التي أطلٰ بها قائد الجيش في فوج المغاوير في رومية والى جانبه العميد روكز، قد تبدو اكثر من عادية فيما لو كانت المرحلة عادية. ولكنها تشكٰل مفارقة مع حملة العماد عون على العماد جان قهوجي،التي تركت تداعيات كبيرة على العلاقة بين العماد والعميد ، وأثٰرت سلباً على الصداقة التي تربط بين الرجلين. حتى انه نقل عن العماد قهوجي في وقت ليس ببعيد قوله إنه يعتبر العميد روكز من أفضل الضباط، وأبلغه أسفه لكون السياسة تكاد تغرق العلاقات الشخصية كما المؤسساتية والعسكرية بالكثير من الاساءات.


زيارة قهوجي لفوج المغاوير والتي جاءت إثر الكلام الناري للعماد ميشال الذي وصل الى حدّ الطعن بشرعية تواقيع قائد الجيش ، هذه الزيارة تمٰت تلبية لدعوة وجٰهها روكز الى قائد الجيش من اجل افتتاح مسبح في مركز فوج المغاوير في رومية، وعلم ان قائد الجيش رحٰب على الفور ولم يتردٰد في الحضور . وبالرغم من العلاقة الملبٰدة بين قائد الجيش وقائد الفوج. كانت المصافحة بينهما ودٰية ،لم نقتصر على التحية العسكرية بل تبادلا القبلات. وصحيح ان اي خلوة لم تتمّ بين الرجلين ، ولكنهما ترافقا في جولة على الفوج أعقبها مأدبة غداء أقامها العميد روكز على شرف قائد الجيش، وشارك فيها عسكريون ومدنيون.


ومن الواضح ان قائد الجيش كما قائد المغاوير يعلم كل من موقعه أن عليهما ان يكونا "مغوارين عسكريين " في المؤسسة التي يزجٰ بها في السياسة كما في مواجهة اخطار أمنية وعسكرية داخلية وعلى الحدود. وصورتهما معاً تتصدٰر الصحف ومحطات التلفزة لم تكن الا لتأكيد حرصهما على ابعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات والصراعات السياسية. وكلام قهوجي كان واضحاً لجهة التأكيد على قوة الجيش وقدرته على مواصلة مهامه في مواجهة عدوّين: اسرائيل والارهاب، مع تنويهه بأداء فوج المغاوير، وبتضحيات ضباطه وعسكرييه، وتشديده على "اهمية تكثيف التدريب النوعي في الجيش والاستعداد القتالي لمواجهة مختلف الاخطار والتحديات المرتقبة".


ولم يغفل قائد الجيش الإشارة الى الشرعية التي تتحصّن بها المؤسسة العسكرية والقائمة على "الالتفاف الشعبي العارم حول الجيش والثقة الدولية المتزايدة بدوره وورشة التسليح والتدريب الناشطة فيه...".


طبول "معركة القلمون" تقرع، وما بعدها لن يكون كما قبلها


بغض النظر عن الصراع على القيادة الذي يتحكٰم بموقع كل من قهوجي وروكز، فإن اطلالتهما معاً كانت بالشكل والمضمون رسالة واضحة في المناقبية العسكرية : "مؤسسة الجيش هي فوق كل الاعتبارات السياسية والشخصية، ولا خيار امام قادتها سوى المضي في المعارك المفتوحة ، وعدم الخروج منها الا بـ"الانتصار على الأعداء للعبور بالوطن الى بر الامان والاستقرار"، والكلام هذا لقائد الجيش بالأمس،وهو القائل في وقت سابق، رداً على سؤال اذا كان سيمدّد للعميد روكز قبل بلوغه سن التقاعد في مطلع تشرين الثاني المقبل، ان "كل شيء في أوانه. لا احد يسألني عن الغد، لأن أحداً منٰا لا يملكه".
طبول "معركة القلمون "تقرع وما بعدها لن يكون كما قبلها لا في السياسة ولا في الحسابات العسكرية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم