الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

حرب نفسية ترافق معركة القلمون المنتظرة والجميع يعد بالمفاجآت

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
حرب نفسية ترافق معركة القلمون المنتظرة والجميع يعد بالمفاجآت
حرب نفسية ترافق معركة القلمون المنتظرة والجميع يعد بالمفاجآت
A+ A-

بدأت معركة القلمون في الاعلام قبل ان تبدأ في الميدان، تعبئة عامّة لـ"حزب الله" وحشود على الحدود، إجراءات وخطوات عسكرية وجهوزية ميدانية استعدادًا للحسم، نقطة الصفر باتت وشيكة والجميع بانتظار المعركة "العظيمة".
ذاب الثلج الذي انتظره أمين عام "حزب الله" كي يبدأ الهجوم، واليوم ينتظر الجميع ان يظهر مرج القلمون وعلى ماذا سيسفر الهجوم؟ هل المعركة قائمة لا محالة؟ ومن سيرفع راية النصر في النهاية؟
اذا كانت بعض المصادر تؤكّد أن لا انعكاسات سلبية لهذه المعركة على الداخل اللبناني، فإن وزير العدل اشرف ريفي تمنّى ألاّ يذهب "حزب الله" اليها لأنها إذا وقعت ستكون غلطة إضافية للحزب ومن دون طائل أو نتيجة.
يحاول "حزب الله" إقحام الجيش اللبناني في معركة القلمون بحسب الناشط الاعلامي والسياسي السوري وابن القلمون احمد القصير، لكنه يعتقد "ان لبنان لن يقحم نفسه، لا سيما ان حكومته اعلنت اتباعها سياسة النأي بالنفس، وجرود القلمون اراض سورية، وفي النهاية معركتنا ليست باتجاه لبنان وجيشه، بل النظام السوري ومن يواليه".
ضرورة لا يمكن تجاوزها
"اهمية القلمون تجعل من المعركة الموعودة ضرورة لا يمكن تجاوزها" بحسب ما قال العميد المتقاعد امين حطيط لـ"النهار"، اما "نقطة الصفر لانطلاقها فقريبة من دون ان نستطيع القول إنها قريبة جدًّا. الشرارة الاولى للمعركة لن تنطلق قبل استكمال كل الاجراءات التي تضمن خفض مستوى الخسائر لدى القوى المهاجمة أي حزب الله والجيش السوري".
عناصر ثلاثة تعطي القملون هذه الأهمية بحسب حطيط:"موقعها وتبعاتها الجغرافية واتصالها بلبنان، هذه العناصر الثلاثة تجعل من هذه المنطقة، فيما لو فقدت الدولة السورية والقوى الحليفة السيطرة عليها، قاعدة لإزعاج العاصمة دمشق، وفيما لو توسّعت السيطرةعليها من قبل المسلحين، ان يقطع طريق دمشق عن الثقل الاستراتيجي الاقتصادي المتمثل في الساحل. وبالتالي في المقلب الآخر سيطرة الدولة السورية على منطقة القلمون تؤمن ثلاثة اهداف رئيسية، اولا إبعاد الخطر عن دمشق بشكل شبه كلّي من الناحية الغربية، ثانيا قطع اي طريق على استعمال لبنان كما يحصل الآن، ثالثا اراحة الجبهة الشرقية للدولة اللبنانية عند السلسلة الشرقية. فبالنسبة الى المصلحة السورية اللبنانية المشتركة هي بالغة الاهمية من الناحية التكتيكية والاستراتيجية من اجل ذلك اكتسبت هذه المنطقة الاهمية العسكرية والاستراتيجية، وتطهيرها سيؤثر حتمًا على مسار المواجهات برمّتها سواء المواجهات داخل سوريا، او التأثير السوري على الداخل اللبناني بشكل عام وعلى المقاومة والجيش اللبناني بشكل خاص".
من جانبه رأى القصير ان "لجرود القلمون وبلداتهابشكل عام اهمية استراتيجية بالنسبة للمعارضة السورية حيث يتوزع ثمانية عشر فصيلا من الجيش الحر في هذه المنطقة، بالاضافة الى عناصر من "جبهة النصرة" و"داعش"، وهم مستعدون منذ زمن بعيد للمعركة، فاستعدادنا هو نفسه في اي معركة، لكن نظرًا لأهمية هذه المنطقة كونها قريبة من دمشق ومنطقة صيدنايا حيث السجن الكبير،فإن المعارضة تخبّئ مفاجآت كبيرة ستدهش الجميع".
الهدف الكبير
"مساحة جبهة القتال التي ستشهد عمليات ستكون على طول يتراوح بين 32 الى 35 كلم وعمق 15 الى 20 كلم، والقلمون في المفهوم العسكري هي تحت سيطرة الجيش السوري، لكن ضمن هذه السيطرة هناك نتؤات وبؤر للمسلحين المتواجدين في الجرود والأودية والكهوف تجعل السيطرة عليها مرهقة، وما يمكّنهم من القيام بعمليات ارهابية سواء داخل سوريا، خاصة باتجاه دمشق وطريق دمشق – حمص، او باتجاه لبنان. وما يمكنهم لاحقا اذا ارادوا التوسّع ان يقوموا بخرق في البقاع الشمالي"، وفق حطيط الذي يقول ان "للمسلحين هدفا رئيسيا هو السيطرة على اربع قرى مسيحية في البقاع الشمالي لعزل منطقة الهرمل عن لبنان والتمهيد لوصل منطقة القلمون وجرود عرسالبطرابلس، والقرى المسيحية الاربعة المهدّدة هي رأس بعلبك والقاع وشليفا ودير الاحمر، فاذا استطاعوا القيام بهذا الخرق والسيطرة على هذه القرى سيتطوّر وضعهم العسكري والاستراتيجي بشكل نوعي، لذلك يعد الجيش اللبناني والمقاومة لقطع الطريق عليهم والحؤول دون تنفيذ مخططاتهم، ومن جهة ثانية يتّخذ الجيش السوريوالمقاومة اجراءات من اجل تطهير المنطقة من الاوكار والثغورات الموجودة"، في المقابل رأى القصير "ان هدف "حزب الله" من المعركة هو وقف حالة النزف التي يعاني منها منذ نهاية معركة قرى القلمون العام 2013، فجرود القلمون ومنطقة القصير اكثر منطقتين ألحقتا خسائر بميليشيات "حزب الله"، ففي القصير على سبيل المثال خسر الحزب عشرات القتلى إضافة إلى خسائر كبيرةتلقاها في القلمون".
سقف المعركة الأعلى
وعن المدة التي يتوقع ان تستغرقها هذه المعركة لفت حطيط إلى أنه "لا يتوقع أن تطول مدة المعركة لكنه يحدّد سقفًا أقصى محتملاً، فاذا انفجرت معركة القلمون أتصور ان سقفها الاعلى لا يتجاوز الشهر ونصفالشهر، وبكل تأكيد ستحسم لصالح الجيش السوري.فالمسألة تتعلق بالقرار بالبدء وليس كيف تكون النتائج، فالقدرات النارية الموجودة والبشرية عند الدولة السورية والمقاومة والجيش اللبناني تدعو المقدّر العسكري الى الطمأنينة، لنتائجها لا سيما ان المسلّحين سيوضعون في الموقع الدفاعي". من جانبه شبه القصير هذه المعطيات ب "الاوهام التي لا يزال البعض يعيش فيها"، وتساءل "لو ان للحزب قدرات بشرية وعسكرية كبيرة، لماذا انسحب من حلب ولم يستطع المساعدة في المحافظة على ادلب ودرعا، اكثر من سنة، والمعارضة متمركزة في الجرود ولم يستطع "حزب الله" والنظام السوري ان يحرّكا ساكناً"، مردفا: "زمن انتصاراتكم انتهى".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم