الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله": معركة القلمون قريبة جدّاً جدّاً عون محقّ في التعيين ولن نختلف ونقول كلمتنا في وقتها

رضوان عقيل
رضوان عقيل
A+ A-

تنتظر "حزب الله" اكثر من مهمة في لبنان وسوريا في الأيام المقبلة، وسيكون مطالباً بالرد على اسئلة ستطرح على طاولة مجلس الوزراء حيال التعيينات الأمنية والعسكرية، في وقت اتخذت فيه قيادته الاستعدادات المطلوبة للمعركة المقبلة والمفتوحة في القلمون السوري، "وهي قريبة جداً جداً".


وعلى عكس كل الأجواء التي ينقلها خصوم الحزب انه يمر في ارباك داخلي وخارجي بفعل مشاركته العسكرية في سوريا واعلان وقوفه الى جانب "انصار الله" في اليمن وخوضه حرباً اعلامية وسياسية في وجه السعودية، يتعاطى المشرفون على مختبره بهدوء مع رزمة من الملفات التي يعالجها بروحية الخبير الكيميائي، لأن أي خطأ في "الطبخة" التي يعدها يجعلها تنقلب عليه.
ومن معاينته لتطورات جسر الشغور في ادلب الى "عمود الشغور الرئاسي" في لبنان، لا يتوقع "حزب الله" خوض مواجهة او وقوع ازمة بينه وبين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الساعي الى تثبيت مبدأ التعيين في مجلس الوزراء وعدم قبوله بالتمديد لقادة الأجهزة الأمنية، ولا سيما منهم لقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وينظر الحزب بارتياح الى ما ينادي به عون في هذا الشأن و"الطريق القانوني متاح" الذي يعطيه كل الحق في سياسته هذه. ويردد قادته للمرة المئة ان الرجل يبقى مرشحهم للرئاسة ولم يعد هناك من داع لتأكيد هذه المسلمة. ويعتبرون أن عون محق في مطالبته الحكومة بإجراء التعيين. وثمة اتصالات في هذا الشأن بدأت بين الطرفين ومن دون ان يقول الحزب كلمته النهائية في هذا الملف، الذي يشهد سخونة زائدة في السرايا الحكومية. وعند طرحه على الطاولة سيعلن وزيرا الحزب موقف القيادة التي تتبع مقولة "كل شغلة في وقتها"، من دون الخوض منذ الآن في ترددات هذا الملف وانعكاسه على علاقته وعون. "وفي النهاية لن نختلف معه"، ولا يحبذ الدخول في مناقشات واعطاء اجوبة حاسمة عنها، قبل ان تحل مواعيدها. ويبدو كأنه يعمل "على القطعة". ولا يشاء البحث منذ الآن في الخطوات التي سيلجأ اليها عون في حال عدم تحقيقه ما يهدف اليه، فيما يستمرّ الحزب في وقوفه الى جانب الرابية في المعركة الرئاسية التي تبدو اطاراتها متوقفة، وقد تستمرّ على هذه الحال أشهراً عدة.
ويرفض الحزب من قريب او بعيد ربط الاتفاق النووي الايراني بالاستحقاق الرئاسي اللبناني وقضايا أخرى في المنطقة على عكس كل ما تردّد في هذا الشأن، في ظل اجماع عربي ودولي على حفظ الاستقرار في البلد وتشجيع استمرار الحوار القائم بين الحزب و"تيار المستقبل".
وفي غضون ذلك يتحضر "حزب الله" للمعركة المقبلة في القلمون ويعدّ لها على اكثر من مستوى نظراً الى الأهداف التي يعمل على تحقيقها في هذه المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية. وتعرف ماكينته العسكرية انها لن تستطيع القضاء نهائياً على جيوب المسلحين. ويختصر الحزب هذه المعركة المقبلة بمعادلة تحصين القرى اللبنانية والسورية الحدودية مع زوال الخطر الذي كان يهدد دمشق "وقد انتهى"، والتركيز على الانتصارات التي تحققت في الجنوب السوري.
وفي المقابل، لا يقلل الحزب في قراءاته من أهمية التقدم الذي احدثته المعارضة في جسر الشغور وإدلب، وجاء بمثابة "تحسين مواقع"، ولا يتوقع قلب المعادلة في الساحل السوري، ولن يتم الوصول الى مناطق العلويين و"دمشق آمنة".
لا يتوقع الحزب هنا فتح معركة في جنوب لبنان، وخصوصاً بعد الحديث الذي تردد في هذا الشأن بسعي من قوى المعارضة السورية الى منطقة العرقوب وشبعا بغية ارباك "حزب الله" في هذه المنطقة، لأن الاحتياطات اللازمة اتخذت، فضلاً عن عدم وجود بيئة حاضنة ومساعدة مع المسلحين، اضافة الى الاحتياطات التي اتخذها الجيش اللبناني على تخوم بلدات هذه البقعة وداخلها. وان احتمال فتح جبهة في هذه الاماكن ضعيف. ولا حل لهذه الازمة في المدى المنظور، ويعرف الروس هذا الامر جيداً رغم كل ما يبذلونه. وان سوريا موضوعة الآن في "الثلاجة السياسية"، وكل ما يحصل من مؤتمرات حوار هو لعب في الوقت الضائع.
ورداً على كل المقولات والتحليلات التي تقول ان "حزب الله" سيحجّم دوره في لبنان وصولاً الى سوريا بعد توقيع الاحرف النهائية للاتفاق النووي في نهاية حزيران المقبل، يعتقد الحزب ان هذا الاتفاق لن يؤثر على موقعه في لبنان من حيث الدور ولا من حيث الموقع السياسي الذي يحتله، لأنه ليس حليفاً قابلاً للتضحية به، ولا تعديل في مشروعه ما دامت اسرائيل قائمة وموجودة. وهو ينتظر توصل السوريين الى حل سياسي ليعود مقاتلوه الى بلدهم لأن هدفهم ليس البقاء في سوريا.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم