كيف تلقّى أفراد الكتيبة النيبالية نبأ الزلزال؟ دموع وأسى... وإصرار على إكمال المهمة

نكّست الكتيبة النيبالية العاملة في "اليونيفيل" علم بلادها حدادا على آلاف الضحايا الذين سقطوا في الزلزال، وبينهم اقرباء لهم واصدقاء. حال من الحزن والأسى تعيشها عناصر الكتيبة المتمركزة في بلدة ميس الجبل، ولا يزال أفرادها تحت وقع الصدمة، صدمة الخسائر البشرية وفقدان المنازل والارزاق، لكنّها تحاول تخطّي هذه الكارثة لإكمال مهمّتها في خدمة السلام في جنوب لبنان.

850 جنديا نيباليا بينهم 22 امرأة تركوا بلادهم وعائلاتهم قبل سبعة اشهر، حاملين معهم قبّعاتهم الزرق من اجل خدمة السلام في بلادنا لمدّة عام تحت مظلّة الأمم المتحدة، سيعودون بعد خمسة أشهر ليجدوا ان معالم بلادهم قد تغيّرت.
قائد الكتيبة الليوتنانت كولونيل راجندرا مانيجيري تفقّد الجنود للاطلاع على اوضاعهم، وشارك ابناء بلاده الحزن والألم، وشكر كلّ من قّدم واجب العزاء إليهم سواء من سلطات امنية لبنانية او عسكرية او اجتماعية، كذلك شكر قائد "اليونيفيل" الجنرال لوتشيانو بورتولانو الذي زار الكتيبة أول من أمس معزياً، ومؤاسياً الجنود الذين فقدوا أقرباء لهم.
وأكد مانيجيري ان عائلته بخير، لكنّ منزله تضرّر بشكل كبير ولم يعد صالحا للسكن، مشيرا الى انّه على تواصل مستمر مع الجنود، وطالباً إمكان مساعدة "اليونيفيل" والدولة اللبنانية بشأن عملية الاتصالات بسبب الضغط الحاصل حاليا، وعدم تمكّن الجميع من الاتصال بذويهم.
المسؤول الاعلامي في الكتيبة الكومندان أسهوك روى لـ"النهار" بعيون دامعة كيف عاش شخصيا تجربة تلقّيه خبر الزلزال في بلاده، وكيف يعيش افراد الكتيبة هذه الايام الصعبة، لافتا الى ان 214 من جنود بلاده فقدوا منازلهم، والبعض الآخر لم يتمكّن حتى الساعة من التواصل مع ذويه.
وأوضح أنه عندما سمع بخبر الزلزال اتّصل بزوجته التي كانت مع والدتها في المستشفى، فيما تمكن ابنه وشقيقه اللذان كانا في المنزل من النجاة قبل ان يسقط المنزل بأكمله، وهم يعيشون الآن في خيمة.
وقال الكومندان براكاش: "أشعر بالحزن لأنّ كل شعبي يبكي"، مبدياً تخوّفه كالكثيرين في بلاده من انتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا.