السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

يوم آخر من الفرح يعيد لطرابلس بهجتها

المصدر: طرابلس - "النهار"
رولا حميد
يوم آخر من الفرح يعيد لطرابلس بهجتها
يوم آخر من الفرح يعيد لطرابلس بهجتها
A+ A-

انطلق "بايك طرابلس الثاني" عند العاشرة صباح اليوم، بمشاركة ١٧٠٠ دراج، واتجهوا في سباق من معرض رشيد كرامي الدولي، باتجاه الشاطىء في الميناء، فعبروا مستديرة المرج أول شارع بور سعيد، باتجاه مستديرة الشراع، فقصر رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، فالكورنيش البحري وصولا إلى الملعب الأولمبي، وعبورا منه إلى مستديرة السلام، ثم منطقة الضم والفرز، وصولا إلى حديقة الملك فهد، في حضور فعاليات نظمت الاحتفال، وسياسيين، وجمهور كبير من المواطنين.


السباق هو الثاني، نظمته جمعية "سوشيل واي"، بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للاعلام، "بايك لبنان"، "بيروت باي بايك"، وبلديتي طرابلس والميناء، وبشراكة المؤسسة اللبنانية للارسال LBC.


رئيسة جمعية "سوشيل واي"- منظمة "بايك طرابلس"- وفا خوري، قالت:" انها المرة الثانية التي نقيم فيها هكذا نشاط، وكل عام يكون النجاح افضل مما نتوقعه. اليوم شارك 1700 دراج من مختلف المناطق اللبنانية، وهذا ما يميز "بايك" طرابلس".


خوري أضافت: "نحاول ان نجمع اللبنانيين كلهم على ارض هذه المدينة التي هي رمز التعايش كما كانت طول عمرها كعاصمة ثانية للبنان، وعاصمة الشمال ونحن نريد ان يحفظ اللبنانيون هذه الصورة عن طرابلس، لان كل ما رأوه من انعدام في الأمن، وظروف صعبة فقد كانت مفتعلة، ولم يدفع ثمنها الا اهل طرابلس. اليوم كلنا كطرابلسيين ولبنانيين علينا واجب تجاه هذه المدينة ان نتعب ونجتهد لنبرز صورتها الحقيقية. وصحيح ان "بايك طرابلس" هدفه بيئي ولكن عندما نتكلم عن البيئة فلا نتكلم فقط عن البيئة الخضراء والهواء النظيف والطاقة البديلة، ولكن نتكلم عن البيئة كمناخ عام وهذا ما نسعى اليه.


وقالت خوري: "اليوم من خلال الدراجة ليس لدينا مفهوم السباق اي من سيحرز المرتبة الاولى او الثانية، بل نقول للشباب انطلقوا، وعيشوا يوم فرح، ولكن احترموا المسافة بين بعضكم البعض، ونحن نعلم ما للرياضة من تأثير ايجابي على الانسان، فهي تهذب الروح، وتؤثر على الشخصية، وتعلمنا ان نتواصل مع بعضنا البعض اكثر، ونحترم انفسنا وبعضنا البعض، وهدف "بايك طرابلس" جامع ووطني وبيئي وثقافي ورياضي. ونتمنى في السنة المقبلة أن يكون العدد اكبر والنجاح اكبر لان طموحنا اكبر ورؤيتنا وطموحنا اوسع واكبر من هكذا".


راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة أعرب عن سعادته بالحدث في طرابلس، ووصفه بال"نشاط الجميل جدا لانه يعبر عن عودة طرابلس الى حياتها العادية، فطرابلس مدينة للحياة، وهكذا تعرف، وعرفت، وهي مر عليها ظروف صعبة لفترة من الزمن، ولكن ليست هذه ميزة طرابلس، وما يميزها هو العيش المشترك بين جميع ابنائها من مختلف الطوائف والفئات، والذين اليوم يضعون ايديهم بأيدي بعضهم البعض، لانه كانت هناك يد غريبة تعبث بطرابلس وتمنع أهاليها من ممارسة حياتهم التي كانوا يعيشونها قبل الحرب".


بو جودة قال إن "أهالي طرابلس، والمسلمون خاصة، منذ زمن طويل يقضون صيفهم في الجبل المسيحي، وابناء الجبل المسيحي يقضون الشتاء في طرابلس. مرت ظروف جعلت الانقسام يحصل ظاهريا، ولكن داخليا لا يزال ابناء طرابلس كما كانوا من أصالة، واحيانا كانوا يسكتون بسبب اليد الغريبة التي كانت تسيطر على مدينتهم، واليوم يخرجون الخوف الذي كان في داخلهم ليعبروا عن الصورة الحقيقية لمدينتهم".


واضاف:"انا اشارك بكل النشاطات اذا سمحت الظروف وجئت لاشارك، وابناؤنا من رعية مارمارون 40 شابا وفتاة يشاركون في الحدث، وجئت لأؤكد على الصورة الحقيقية لطرابلس. نحنا مسيحيون ومسلمون نعيش معا في هذه الاجواء الرائعة".


النائب خضر حبيب، قال: "انا شاركت بالماراتون، وانهيت 12 كلم في نصف ساعة، وانا بطبعي احب الرياضة على انواعها وامارس الرياضة كثيرا وسابقا عندما كنت في الولايات المتحدة الاميركية شاركت بأحد النوادي للدراجات، كما انني كنت اقوم سابقا قبل ان تتوتر الاوضاع الامنية في البلد بجولات على الدراجة في الصباح الباكر بحدود 30-40 كلم".


واستطرد: "اود ان اشكر جمعية "سوشيل واي" ورئيستها وهذا رابع مشروع في طرابلس من المشاريع الرياضية وتضم عشرات الآلاف كل مرة، وهذه هي طرابلس الحقيقية بمعزل عن بعض الابواق التي نراها من هنا وهناك ضد مصلحة المدينة، والعيش المشترك، فهذه هي صورة طرابلس الحقيقية. هي مدينة آمنة، ومدينة العيش المشترك، وتنعم بالامن، والاستقرار بعد الخطة الامنية التي تمت من خلال حكومة الرئيس تمام سلام وبأشراف من وزير الداخلية نهاد المشنوق ووضع الامن مستقر وطرابلس للمسلمين والمسيحيين. اتمنى على آخرين ان يقوموا بهكذا نشاطات لتكثر النشاطات في هذه المدينة التي حرمت كثيرا ولإعطاء الصورة الحقيقية عن مدينة طرابلس".


النائب محمد كبارة، قال:" هذا النشاط مميز ويوضح صورة طرابلس الابداع والتعايش والانفتاح والتاريخ والثقافة وطرابلس الحضارة والتعايش والوحدة، وهذا الحدث البيئي والرياضي المميز هو صورة حقيقية عن مدينة طرابلس لانه جمع الكل من جميع الطوائف، واتمنى ان من كان يشوه صورة مدينة طرابلس، والذي لا يزال يأخذ صورة عن طرابلس بأنها مدينة متزمتة وليست منفتحة، ولا تحب التعايش، فاليوم يمكنه أن يرى هذا الحدث وما يجمع من شباب وصبايا من كل الطوائف، يشاركون معا، ويرى هذه الوجوه الفرحة التي تعبر عن المحبة وعن لبنانيتها، واتمنى على الاعلام ان يلعب دور التقريب بين الناس واظهار الاحداث المهمة واشكر منظمة الحدث وفاء خوري".


النائب سامر سعادة قال": اليوم أشعر بفرح عارم في قلبي لان الحدث بيّن صورة طرابلس الحقيقية، هي عاصمة الشمال، وجامعة كل الشمال.... هذه هي صورة طرابلس الحقيقية. واليوم ظهر وجه طرابلس مدينة تحب الحياة وكلها فرح. انا شاركت اليوم في كل السباق، وسعيد لأشارك طرابلس في هذا الحدث".


النائب مصطفى علوش، قال:" انا انهيت السباق من بدايته الى النهاية، وضحك وقال:" بين الختيارية طلعت الاول" هذا ليس فقط حدثا رياضيا، بل حدث انساني واجتماعي ووطني لان الهدف مشاركة كل الناس وبكل الطوائف والمذاهب فيها". وأضاف: "هذه المدينة بدل ان تكون مدينة الحروب والهموم، هي مدينة الفرح، وهذا ما شهدناه اليوم، وهذا ما اكدته المدينة، وهذا ما نؤكده دائما انه عندما يكون 99% من ابناء المدينة يحبون الحياة فليس بالضرورة ان يمثل المدينة 1% من الغاضبين. اليوم المدينة تمثل اكثريتها، وتمثل الحياة الكامنة فيها، فنحن نحب الحياة".


رئيس بلدية طرابلس المستقيل نادر الغزال، قال:"هذا النشاط يؤكد ان هذه المدينة محبة للحياة، واللافت الحضور من كل المناطق، وهذا يؤكد ان طرابلس تستعيد حقيقتها مرة ثانية كعاصمة ثانية للبنان، وعلى امل ان تأخذ دورها كعاصمة لبنان الثانية بالانماء. ونحن نؤكد ان اهل طرابلس محبين للغير، واذا صار هناك اهتمام لطرابلس فهي قادرة ان تكون رافعة اقتصادية للبنان وليس فقط للشمال".


نقيب اطباء الاسنان في الشمال واثق المقدم، قال:" اليوم ممتع وهذا الحدث يدل على ان طرابلس مدينة السلام والتلاقي، وليست مدينة تعصب بل مدينة انفتاح، وهو نشاط رياضي بيئي ومن حوالي ثلاثة اشهر الى اللحظة الاخيرة فطرابلس، تشهد في كل خميس وجمعة سبت واحد نشاطات بين ثقافي ورياضي وفني وهذا يدل ان طرابلس تستعيد حيويتها، ونتمنى ان يعود مجدها الماضي كعاصمة ثانية بكل معنى للكلمة".


وعد مراد (١٣ سنة) حضر من بلدة عيون العكارية، وشارك بالماراتون، قال: أنا سعيد جدا بهذا السباق، وأنا من زمن أحب طرابلس مع انني لست منها، ولم أعش فيها، لكن عندما أقصدها مع اهلي، أشعر بالفرح يملأني. أتمنى أن تعود الحياة إلى طبيعتها بصورة دائمة لكي نبني مستقبلا أجمل لنا".


وكانت الجمعية قد نظمت "سمبوزيوم" مقابل مقهى "صح صح" في منطقة الضم والفرز، بمشاركة طلاب كليات الفنون من الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، من أجل رسم أجمل لوحة تعبر عن سباق الدراجات ليصار الى إعتمادها شعارا ل"بايك طرابلس الثالث في العام 2016".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم