الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مناع لـ"النهار": حوار جنيف فسحة أمل في الأزمة السورية

موسى عاصي
مناع لـ"النهار": حوار جنيف فسحة أمل في الأزمة السورية
مناع لـ"النهار": حوار جنيف فسحة أمل في الأزمة السورية
A+ A-

المشهد واضح جداً بالنسبة لهيثم مناع، سوريا تعيش أوضاعا كارثية، ولا بصيص أمل في الأفق لحل سياسي يضع حداً للمأساة المستمرة في سنتها الخامسة، ولا رهان على الميدان الذي يراوح في معارك كر وفر تنتقل فيها السيطرة العسكرية على هذه المدينة أو تلك القرية بين فريق وآخر بلمح البصر، ثم تعود الى الفريق ذاته قبل أن يخسرها لمصلحة طرف ثالث.


وأمام هذا الواقع، تأتي مبادرة المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دو ميستورا، لتعيد للمناع شيئا من الأمل، وهو الذي وجه قبل ايام من دعوة دو ميستورا نداءً للمجتمع الدولي من أجل تفعيل وثيقة جنيف، وعليه، باتت الاولوية الاستعداد لهذا الحوار الطويل عبر تشكيل مجموعة عمل موحدة من "معارضين يلتقون على مشتركات سيادية اساسية"، عماد هذه المجموعة لقاء القاهرة " الذي سيعُقد اثناء حوار جنيف وهناك سنحاول جمع اكبر عدد ممكن من المعارضة السورية والشخصيات الوطنية على برنامج مشترك ورؤى مشتركة وتشكيل لجنة سياسية قادرة على متابعة النتائج التي نتوصل اليها".
ويؤكد مناع ان حوار جنيف المنتظر ضروري جدا خاصة انه يأتي بتوصية من الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون وبعد طلبات قدمت له لفترة اشهر، و"المبعوث الدولي بحاجة لأن يكتشف ما تريده المعارضة جيدا وما تريده السلطة جيدا وما يريده المجتمع الاقليمي والدولي وفي هذه الحالة يمكنه ان يتقدم بأجندة ما او خريطة طريق تخرجنا من حالة الفراغ الحالية".


وعلى السقف المنخفض الذي حدده دو ميستورا نفسه لهذا الحوار، فإن الامر له أهمية مطلقة في ظل غياب مساعي الحل السياسي "نحن في مرحلة تدمير كامل للدولة والجيش والمجتمع فلذلك نتمسك بأي مبادرة يمكن ان تعطي الامل للناس، نحن في مجتمع خيرة شبابه تذهب اليوم في زوارق الموت لتعيش او لتموت في البحر، ولم يبق في سوريا غير التونسي وابو البراء البلجيكي وابو محمد الفرنسي والمحيسني (السعودي عبد الله المحيسني أحد قادة جبهة النصرة في ادلب) الذي دخل ادلب ويقرر طريقة الحياة فيها وهو محكوم في بلده، هذا المجرم الارهابي هو من يحمل شرف تحرير ادلب، والاعلام احتفل والبعض صنع الشعيبيات لان المحيسني اصبح بريمر ادلب والحاكم الفعلي فيها".


لكنه يربط إحراز أي تقدم في مهمة دو ميستورا بضغط جدي على المجتمع الدولي "الذي يضعنا في الثلاجة" من أجل تحريك الحل السياسي. وهنا يرد المناع على موقف أميركي من هذا الحوار سرب في جنيف أن واشنطن "لا ترى ما يوحي في مبادرة دو ميستورا بأن الامور قد نضجت ووصلت الى الحل" ويكشف: ان روبرت فورد (السفير الاميركي السابق في دمشق) كان يقول لنا في الامس اننا في هذه المحطة نحن بحاجة الى من يقاتل، وبالتالي يهمني اكثر حضور الجيش الحر في جنيف اكثر من اي جهة، وهذه العقلية اعطت العسكري دورا فوق السياسة او مواز له او على حسابه وهي التي اوصلتنا ليكون هناك في الطرف المقابل عسكري غير قابل للسيطرة وغير قابل بوجود الحل السياسي نهائياً".


وقال: "اظن اننا ندفع ثمن اخطاء من سموا انفسهم بأصدقائنا، النظام لديه صديقين او ثلاثة لكنهم اخلصوا له وقدموا ما استطاعوا، الذين سموا انفسهم اصدقاء الشعب السوري كانوا يتسلون بنا بالتجربة والاخطاء، فروبرت فورد امضى وقتا مع الجبهة الاسلامية اكثر مما امضى مع هيئة التنسيق الوطنية او مع المنبر الديموقراطي او اي قوة ديموقراطية أخرى . واليوم اذا خرج احدهم بمبادرة يقولون لن تنجح، لكن ماذا لديك انت وما الذي يقترحه الاميركي؟ الاميركي ينتظر ويستمع ويا للأسف لم يعط شيئاً، يا للأسف السياسة الاميركية الان كما قال روبرت فورد نفسه فشلت في سوريا، لذلك فليتركوننا بحالنا علنا ننجح حيث فشلوا".


تحديث وثيقة جنيف


يؤكد مناع ان اساس الحل في سوريا يبقى وثيقة جنيف، "لأن التخلي عن هذه الوثيقة يعني العودة الى نقطة الصفر وليس لدينا كسوريين رفاهية العودة الى الصفر"، لكن شرط تحديثها بما يتلاءم مع المستجدات ، و"يجب أن لا نكون سذجا كي نعتبر هذه الوثيقة نصا قرآنيا وجب تطبيقه بحرفيته، فعندما خرجت هذه الوثيقة في 30 حزيران 2012 لم يكن هناك داعش، ولم يكن مصير الاسد مطروحا كما هو مطروح اليوم، وكل هذه المسائل والمستجدات يجب أن توضع على الطاولة من أجل رسم خريطة تفاوض جديدة وفق هذا التحديث ولكن دائما في اطار جنيف".


ثلاثية نجاح الحوار


يضع مناع ثلاثة شروط اساسية لنجاح أي عملية تفاوضية خصوصا في الوضع السوري:
1- أجندة زمنية واضحة للعملية التفاوضية.
2- التزامات دولية.
3- تعهد الأطراف المشاركة في المفاوضات بتطبيق ما نصل اليه، وهذا التعهد لضمان عدم التلاعب كالقول مثلا ان هذه الفقرة بحاجة الى استفتاء شعبي، وتلك يمكن تطبيقها فورا، المطلوب هو التوصل الى التزامات في ما بيننا نحن السوريين ضمن أجندة محددة.


"الاخوان" مشكلة


ويستفيض مناع في الحديث عما ارتكبه "الاخوان المسلمون" بحق الثورة السورية، ويؤكد أن ثلثي المعارضة السورية التي شاركت في لقاءات القاهرة لا يريدون "الاخوان" "لانهم اكلوا المجلس الوطني في وضح النهار ، واختطفوا الائتلاف ، وسقطوا في لعبة المذهبية وفي لعبة التمويل ، وسرقوا خيرات قُدمت باسم الثورة وبنفس الوقت قاموا بعمليات مشتركة وأوصلوا السلاح الى مجموعات بالنسبة لنا تكفيرية لا يمكن الا ان تمزق المجتمع السوري". ويكشف عن نقرير يقول ان "الاخوان المسلمين" نفذوا 250 عملية مشتركة مع هذه المجموعات، و"على مواقعهم الالكترونية يحيون عمليات يقوم بها ارهابيون بالتعريف الدولي والاوروبي وحتى اليوم لعدد كبير من الدول العربية".


لا ينفي مناع صعوبة الحل السياسي في سوريا "الذي يجب أن يكون سيادياً سوريا نحن اصحاب القرار فيه لا المصري ولا السعودي ولا الروسي ولا الايراني". وحتى الآن كل الشعارات صعدت وهبطت الا مسار واحد لم يتراجع هو العنف "وهذا المسار كلما ارتفع كان على حساب السياسة والمدنيين والاعتدال وعلى حساب القدرة على التوفيق ما بين اطراف النسيج المجتمعي السوري وكل هذه العناصر مدمرة . وبعدما كانت الفكرة الاساسية من هذا الحراك ان لا يكون فقط لاصلاح سياسي انما لحركة نهضة وتنوير للمجتمع تشعر ان العكس هو ما حصل نحن امام حالة توحش وتطرف تسود الساحة من الشبيحة الى ضباط صدام حسين السابقين الذين يديرون داعش، ومن هذا المنطلق العملية السياسية تحتاج لكثير من الجهد والحكمة والخبرة".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم