الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

انحسار موجة نزوح الانباريين الى بغداد

المصدر: بغداد - "النهار"
فاضل النشمي
انحسار موجة نزوح الانباريين الى بغداد
انحسار موجة نزوح الانباريين الى بغداد
A+ A-

تعد مسألة النزوح واحدة من " التراجيديات الكبرى" التي طبعت تاريخ العراق المعاصر، سواء قبل تاريخ التاسع من نيسان 2003 او بعده. وقد ذاقت جميع الشرائح والمكونات العراقية تقريبا ويلاتها، حيث ابتدأت باليهود في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ثم مرّت بالأكراد الفيلين في سبعينيات القرن الماضي ووصلت اكراد اقليم كردستان في التسعينيات، وكانت نهايتها مع الشيعة والسنّة والايزيدين والتركمان والمسيحيين بعد عام 2003. وفي سياق النزوح الاخير لمواطني محافظة الانبار الذين يقدر عددهم بنحو 200 ألف نازح، لاحظ مراقبون ان مستشار الأمن السابق وعضو مجلس النواب الحالي موفق الربيعي، أخفق حين وصف نازحي الانبار بـ "حصان طروادة" في إشارة الى إمكانية دخول بعض عناصر تنظيم "داعش" مع النازحين الى بغداد ومحافظات جنوبية أخرى. معتبرين، انها "زلة لسان" كان يجدر بالربيعي عدم الوقوع فيها في ظلّ ظروف النزوح القاسية التي تعرّض لها الأنباريون نتيجة الحرب ضد "داعش" التي تسيطر على مناطقهم.


تصريحات الربيعي أثارت استغراب البعض، لأنها بنظرهم، تتجاهل البعد الإنساني لنزوح آلاف العوائل بأطفالها ونسائها وشيوخها، وتركّز على القضية في بعدها الامني فقط، علما ان دخول بغداد غير محظور على اهل الانبار وغيرهم، سواء بعد موجة النزوح الاخيرة او قبلها. ومعروف ان "العناصر المندسّة" كما وصفها موفق الربيعي في تصريحاته، تستطيع دخول بغداد مع النازحين أو بدونهم. ومثلما يقول المحلّل الامني هشام الهاشمي، فان "داعش ليس بحاجة لحصان طروادة لدخول بغداد". ومع ذلك، وبرغم توقّف موجة النزوح الانباري لبغداد في اليومين الاخيرين نتيجة تطهير القوات الامنية لبعض مناطق الرمادي من قبضة "داعش"، الا ان القضية ما زالت تلقي بظلالها الكثيفة على مجمل الاوضاع في بغداد ومحافظات اخرى، خاصة بعد اشتراط السلطات الأمنية في بغداد وجود "كفيل ضامن" لدخول الاسرة الى بغداد، الى رفض مجلس محافظة بابل السماح لدخول الشباب الانباريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 – 50 سنة والسماح لبقية الفئات من النساء والاطفال والشيوخ فقط. ومع ان رئيس الوزراء حيدر العبادي ألغى مسألة الكفالة لدخول النازحين الى بغداد، الا ان التصريحات التي يطلقها بعض الساسة، وخاصة تلك التي أطلقها رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي حول دخول نحو 1000 عنصر داعشي مع النازحين الى بغداد وغيرها، تغذي الهواجس الامنية وتزيد مخاوف بعض البغداديين من ان يؤدي ذلك الى كسر الهدوء النسبي الذي تعيشه بغداد في الاشهر الاخيرة، برغم استبعاد بعض المصادر الامنية دخول هذا العدد من عناصر "داعش" مع النازحين.
ومع ذلك، وإذا كانت بعض القوى السياسية السنيّة او الشيعية تسعى الى اللعب على ملف النازحين او استغلاله، فقد أظهرت الازمة الاخيرة نوعًا من كسر قاعدة الخوف بين السنّة والشيعة على المستوى الشعبي، حيث أقدم كثير من الشيعة على مساعدة النازحين، وكانوا محل ترحيب في الكثير من مناطق بغداد.


تطورات ميدانية


الى ذلك، أفادت مصادر أمنية وأعضاء من مجلس محافظة الانبار، ان القوات الأمنية من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر، تمكّنوا اليوم من تطهير ثلاث مناطق شمال الرمادي(110 كم غرب بغداد) كان يسيطر عليها تنظيم "داعش". وقتل أثناء الاشتباكات 17 عنصرًا من "داعش". وبحسب المصادر، فإن المناطق هي: "حي الشركة، والحي الصناعي، والطريق الدائري حول الرمادي".


ومع وصول الكثير من التعزيزات العسكرية الى الانبار في غضون اليومين الماضيين والدعم الجوي الذي يقوم به طيران التحالف الدولي، تشير الانباء الواردة من الرمادي الى تقدم القوات الامنية الى عمق المناطق التي يسيطر عليها "داعش" في مناطق البو فراج والبو عيثة والحوز والبو غانم ومناطق أخرى. ومع ذلك، تتوقع مصادر امنية ان تستغرق عملية طرد "داعش" من محافظة الانبار مدة ليست بالقصيرة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم