الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"الغارديان": إصابة البغدادي بجروح خطيرة في الهجمات الجوية

المصدر: "الغارديان"، ترجمة نسرين ناضر
"الغارديان": إصابة البغدادي بجروح خطيرة في الهجمات الجوية
"الغارديان": إصابة البغدادي بجروح خطيرة في الهجمات الجوية
A+ A-

 لم يعد زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، أبو بكر البغدادي، يتولى الإشراف اليومي على التنظيم الإرهابي فيما يتعافى من الإصابات التي تعرض لها خلال هجوم في آذار الماضي، بحسب مصادر صحيفة "الغارديان" البريطانية والتي أكدت ان الأخير أصيب بجروح خطيرة في هجوم جوي في غرب العراق.


فقد كشف مصدر في العراق على صلة بالتنظيم الإرهابي أن البغدادي أصيب بجروح بالغة خلال هجوم شنّه الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في آذار الماضي. وأضاف أن إصابات البغدادي كانت من النوع الذي يهدّد الحياة في البداية، لكنه يتعافى ببطء. إلا أنه لم يستأنف إشرافه اليومي على التنظيم.
وبعد إصابة البغدادي، عقد قادة "داعش" اجتماعات طارئة، فقد اعتقدوا في البداية أنه سيموت وبدأوا التحضير لتعيين زعيم جديد للتنظيم.
وأكّد مسؤولان - ديبلوماسي غربي ومستشار عراقي - بصورة منفصلة وقوع الهجوم في 18 آذار الماضي في قضاء البعاج في محافظة نينوى على مقربة من الحدود السورية.


يشار إلى ظهور تقريرَين في تشرين الثاني وكانون الأول الماضيين يتحدثان عن إصابة البغدادي، إلا أنه ثبت لاحقاً عدم صحتهما.
من جهته أكّد الديبلوماسي أن هجوماً جوياً استهدف موكباً من ثلاث سيارات في آذار الماضي بين قرية أم الروس والقرعان. وقد استهدف الهجوم قياديين محليين من تنظيم "داعش"، ويُعتقَد أنه أسفر عن مقتل ثلاثة رجال. لم يكن المسؤولون يعلمون في ذلك الوقت أن البغدادي موجود في إحدى تلك السيارات.
قال هشام الهاشمي، وهو مسؤول عراقي يقدّم الاستشارة للحكومة في بغداد حول تنظيم "داعش"، لصحيفة "الغارديان": "أجل، أصيب في البعاج على مقربة من قرية أم الروس في 18 آذار مع مجموعة كانت برفقته".
يُعتقَد أن البغدادي كان يمضي الجزء الأكبر من وقته في البعاج، على بعد نحو مئتي ميل غرب الموصل، معقل "داعش". قال مصدر مطّلع على بعض تحركات البغدادي: "اختار هذه المنطقة لأنه كان يعلم من مسار الحرب أنه ليست للأميركيين تغطية كبيرة هناك. فمنذ عام 2003، بالكاد يملك (الجيش الأميركي) وجوداً هناك".
لقد ظلت منطقة العباج القبلية السنية لفترة طويلة خارج سيطرة الدولة حتى في ظل نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وتُعتبَر ملاذاً آمناً للجهاديين منذ عام 2004.
ولطالما استخدم سكّانها شبكات التهريب فضلاً عن الوديان الصغيرة والدروب الترابية لاستيراد السلع من سوريا المجاورة ونقلها أيضاً إلى مناطق سنية أخرى في نينوى والأنبار. كان تنظيم "القاعدة" في العراق وكل التنظيمات التابعة له، بما في ذلك "داعش"، تتمتع بحرية تحرك كبيرة للوصول إلى تلك الطرقات إلى أن أصبحت البعاج محط تركيز ومراقبة من الولايات المتحدة في وقت سابق هذا العام.


استعادة تكريت
واجه البغدادي خطر الموت عن كثب مرة واحدة على الأقل في السابق عندما قصفت المقاتلات الأميركية موكباً من سيارتين في ضواحي الموصل في 14 كانون الأول الماضي. وقد لقي معاونه المقرب عوف عبد الرحمن العفري مصرعه عندما سقط صاروخ أطلقته طائرة حربية على واحدة من السيارتين. يُعتقَد أن البغدادي كان في السيارة الثانية التي لم تُقصَف.
في الأشهر الأخيرة،  لقي نائب البغدادي، أبو مسلم التركماني، ورئيس العمليات العسكرية للتنظيم في بغداد مصرعهما في مطلع كانون الأول الماضي.
بعد سيطرة "داعش" على مساحات واسعة من العراق وسوريا في حزيران الماضي، وتهديده بغداد وإربيل، خسر التنظيم في الآونة الأخيرة أراضي شاسعة في البلدَين. فقد نجح هجوم شنّته الميليشيات الشيعية والجيش العراقي في استعادة السيطرة على تكريت، المدينة الرابعة في العراق، الشهر الفائت، فضلاً عن 7000 كلم مكعب في وسط البلاد.


تقدم الأكراد
وكذلك تمكّن الأكراد الذي تقدّموا من الشمال في كانون الثاني الماضي من استعادة السيطرة على نحو 20000 كلم مكعب. يبدو أن الهجومَين يمهّدان الطريق لشنّ هجوم في الموصل، مع العلم بأنه ليس متوقعاً قبل فصل الخريف. لا يزال تنظيم "داعش" يسيطر على الموصل بكاملها، فضلاً عن محافظة الأنبار والجزء الأكبر من شرق سوريا.
الحدود بين العراق وسوريا طويلة، وعلى الرغم من الهجمات الجوية، لا يزاال التنظيم يسيطر على ستة معابر تتيح تدفق الأموال والمقاتلين والأسلحة بسهولة. وكان البغدادي قد أعلن إنشاء خلافة بقيادته في الأراضي الممتدة من شرق حلب إلى وسط العراق.
فيما يفرض البغدادي سلطته كقائد ديني، دفع التهديد المستمر من الهجمات الجوية بأعضاء آخرين في قيادة التنظيم إلى اتخاذ بعض القرارات القيادية والاستراتيجية. وقد كشف المصدر المقرّب من التنظيم أنه منذ إصابة البغدادي، بات المجلس العسكري ومجلس الشورى لدى "داعش" يؤدّيان دوراً أكبر في صنع القرارات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم