الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بري قلق من تباعد السعودية وايران... ويحاول

رضوان عقيل
رضوان عقيل
بري قلق من تباعد السعودية وايران... ويحاول
بري قلق من تباعد السعودية وايران... ويحاول
A+ A-

في خضم ارتفاع الحرب الاعلامية والسياسية المفتوحة بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" والتي ازدادت حرارتها اكثر بعد اشتعال الحرب الدائرة على ارض اليمن وتسليط الاول سهامه في اتجاه ايران وعدم تقصير الثاني في الرد على السعودية، انقسم جمهورا الطرفين أكثر الى درجة تبدو، وكأنه لم تعد تنفع جلسات الحوار بينهما في عين التينة التي يسهر عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري ويخشى عليها من العراقيل التي تعترض طريقها. ولم يكن ينقصها الا الغرق في "عاصفة الحزم" ورد "انصار الله" وجماعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.


وامام هذا الانقسام بين الحزب و"المستقبل" الذي تتسع حدوده بعد ازمة اليمن يقف بري في موقع الوسط ولا يوفر وسيلة تساعد في رأب الصدع بين اللبنانيين اولا والسعودية وايران الا ويعمل على استغلالها "حتى آخر نقطة".


ويركز على هذا الأمر، كلما التقى سفيري البلدين علي عواض عسيري ومحمد فتحعلي على ضرورة ايصال الملف اليمني الى الحوار وتحميلهما رسائل في هذا الخصوص الى قيادة بلديهما.


وكان قد عرض فكرة عقد مؤتمر حوار بين الأفرقاء اليمنيين المتنازعين على ارض سلطنة عمان – التي تتمايز عن بلدان الخليج في تعاطيها مع طهران – او الجزائر او بيروت.


وفي المعلومات انه تلقى ردا ايجابياً من فتحعلي وهو في انتظار سماع جواب عسيري او بالأحرى من دولته.


ويكشف بري أمام زواره انه كان قد تواصل مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم قبل تفاقم الازمة في اليمن وانهما طرحا فكرة القيام بجولة على الجهات المعنية بهذا الملف في صنعاء وخارجها، إلا أن الرد العسكري كان اسرع من تحرك الجميع. وهو على استعداد اليوم أن يقوم بهذا المسعى في حال توفر الظروف الملائمة وتلقيه اشارات مشجعة لتقوم "الديبلوماسية البرلمانية" في هذه المهمة رغم صعوبتها لأن المعطيات تظهر انها اصبحت شبه مستحيلة في ظل تصاعد التهديدات وعدم التراجع من هنا وهناك، إلا أن بري لن يتوقف عن محاولاته هذه. وترجع هذه الحيوية لديه الى انه يمثل موقع الشخصية المحورية في الاطار الوطني والذي عرف كيف يتعاطى مع "الاشتباك اليمني" على ارض لبنان. ويجهد كعادته على مواصلة حفاظه على سياسة الوصل مع كل الاطراف. ويملك اسباباً تدفعه الى اعلان تمايزه عن موقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي أطل أمس في "خطابه الثالث" منذ بدء غارات "عاصفة الحزم" على اليمن واستهدافه الحوثيين. وما يحصل عند "الثنائي الشيعي" ليس تبادل ادوار، بل لدى كل فريق طريقته و"نبرته" ولن يؤدي هذا الامر الى وقوع خلاف بينهما حيال اليمن.


ولكل هذه الأسباب يلجأ بري في اسلوبه الى عدم اتخاذه مواقف حادة ليحافظ أولاً على لغة الحوار والسعي الدائم على تطبيقها بين اللبنانيين من جهة والبلدان العربية وايران من جهة أخرى.


وتنبع هذه السياسة لديه من "الارث المتراكم الذي اقامه من العلاقات مع الدول العربية من سوريا الى السعودية وما بينهما من فروق. وحرص طوال مسيرته البرلمانية على الابقاء على هذه العلاقات مفتوحة بين المجموعة العربية والابتعاد من لغة المحاور.


وينطلق بري من مسلمة وهي حفاظه على علاقات طيبة مع القيادات العربية من ملوك ورؤساء وامراء فضلا من رؤساء البرلمانات وهذا ما يعكسه في المؤتمرات وزياراته الرسمية وتشديده على التقارب العربي والايراني مهما كان حجم التحديات ومساحة الخلافات بين الطرفين.


ويطبق الاسلوب نفسه مع الفلسطينيين انفسهم وتحذيره لهم من اخطار الانقسامات بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "حماس" واستفادة اسرائيل منها. وقبل ايام تلقى اتصالين من رئيس السلطة محمود عباس وخالد مشعل وكان تحذيره لهما بعدم انخراط الشارع الفلسطيني في اي محور عربي او اعلان العداء ضد أي شعب، والتنبه من اطلاق بعض التصريحات والمواقف بغية عدم تكرار تجربة وقوف الفلسطينيين الى جانب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في غزوه للكويت.


وتأكيداً على تضامن الجسم الفلسطيني في لبنان اخذت فصائله تعرف سلفاً ان بري لا يستقبل قادتها الا اذا كانوا في عداد وفد واحد.


لا يقف بري عند هذه الحدود ولا يمنعه حديثه عن التقارب الذي يحرص على ابقائه بين العرب من الوقوف والقول انهم اخطأوا عندما عمدوا الى تجميد مقعد سوريا في الجامعة العربية مع سعيه الدائم الى الابقاء على التواصل العربي – الايراني نظراً الى الانعكاس المباشر والايجابي على شؤون العرب والمسلمين، لأنه يعي جيداً ان التباعد بين الرياض وطهران سيؤدي الى المزيد من الانقسامات، وكلما لمس أي اشارة تقرب بينهما في الاعوام الاخيرة كان يكيل فيها المدائح ويدبج من بيروت رسائل التهنئة لأنه يرفض سياسة القسمة والطرح ويفضل الجمع عليها وهو لن يستسلم في محاولاته ويدرك جيداً ان الرهان على الوقت ودوراته الحوارية قد تساعد في فتح كوة ضوء في وسط هذه الظلمة السياسية التي تلف المنطقة من بيروت الى صنعاء ومروراً بدمشق وأكثر من عاصمة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم