الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تونس تسعى إلى إنقاذ الموسم السياحي بعد هجوم باردو

المصدر: "أ.ف.ب"
تونس تسعى إلى إنقاذ الموسم السياحي بعد هجوم باردو
تونس تسعى إلى إنقاذ الموسم السياحي بعد هجوم باردو
A+ A-

شدَّدَت تونس إجراءات الأمن في المناطق السياحية، وأطلقَت حملة ترويج دولية لإنقاذ الموسم السياحي الصيفي بعدَ الهجوم الدموي في آذار الماضي على متحف باردو، في وقتٍ أعربَ فيه مهنيون عن مخاوفهم من "فشل" الموسم بسبب التأثيرات السلبية للهجوم.
والسياحة أحد أعمدة الإقتصاد في تونس، إذ تساهمُ بنسبة 7% في إجمالي الناتج المحلي، ويعملُ فيها نحو 400 ألف شخص بشكلٍ مباشر. وهي من المصادر الرئيسية للعملة الصعبة.
يُذكَرُ أنَّهُ في 18 آذار الماضي، هاجمَ مسلحان برشاشي كلاشنيكوف سياحاً أجانب عندما كانوا ينزلون من حافلات أمام متحف باردو، ثم طاردوهم داخل المتحف وقتلوا منهم 21 إضافة الى رجل أمن تونسي، قبل أن تقتلهما الشرطة.
ونسبَت الحكومةُ الهجوم إلى "كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مع أنَّ تنظيم الدولة الإسلامية تبناه.
وكانَ الهجومُ الأوّل الذي يستهدفُ أجانب في تونس منذ إطاحة نظام الرئيس زين العابدين بن علي مطلع 2011. كما أنَّهُ ثاني هجوم يستهدف سياحاً أجانب في تونس منذ 2002.
وفي 30 آذار الماضي، قالَ الأمينُ العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة طالب رفاعي خلال مؤتمر صحافي في تونس إنَّهُ "من السابق لأوانه" تقييم آثار الهجوم موضحاً أنَّ "الإختبار الحقيقي سيكون خلال فصل الصيف" باعتباره الفترة التي يتدفق فيها أعلى عدد من السياح على تونس.
توازياً، قالَ رئيسُ "الجامعة (الإتحاد) التونسية للنُزُل (الفنادق)" رضوان بن صالح لـ"فرانس برس" "أكثر ما يثيرُ القلق هو توقف حجوزات الصيف"، معبّراً عن خشيته من "موسم فاشل" خصوصاً بعدما إعلان نقابة وكلاء السفر في فرنسا (السوق السياحية الأولى لتونس) تراجع الحجوزات نحو تونس بنسبة 60%".
وقالَ رئيس "الجامعة (الإتحاد) التونسية لوكالات السفر" محمد علي التومي إنَّهُ "يجب أن نكون صارمين من الناحية الأمنية، يجب طمأنة السياح بكلّ الوسائل".
والأسبوع الماضي، أعلنَت وزيرةُ السياحة سلمى الرقيق أنَّ السلطات ستفرضُ إجراءات أمنية "استثنائية وشديدة" في المناطق السياحية، وستطلقُ حملة ترويج دولية للسياحة التونسية تشاركُ فيها "شخصيات معروفة" للحدّ من التأثيرات السلبية للهجوم على متحف باردو.
وتتمثّلُ الإجراءات الأمنية الإستثنائية بالخصوص في تعزيز الأمن في المواقع والمسالك السياحية، وتشديد المراقبة في المطارات والطرقات ووسائل النقل.
وفي ما يخص الحملة الترويجية، قالَ محمد علي التومي "لم نرَ شيئاً حتى الآن من هذه الحملة، لكن نتمنى أن تكونَ مدروسة جيداً حتى تمحو من ذاكرة الناس ما حصل".
ويقر أصحاب الفنادق ووكلاء السفر أنَّ الإجراءات الأمنية الإستثنائية والحملة الترويجية للموسم الصيفي تبقى حلولاً ظرفية، لأنَّ السياحة التونسية تعاني مشكلات هيكلية تراكمت منذ عقود وبقيت من دون حلّ.
وخلال الربع الأوّل من 2015، وقبل حصول الهجوم على متحف باردو، لم تكن هناك مؤشرات على موسم سياحي واعد في تونس، إذ تراجعَت العائدات السياحية بنحو 7%، وعدد الليالي المشغولة بنسبة 10،7%، وعدد الواصلين الى الحدود بنسبة 14،2%، مقارنة بالفترة ذاتها من 2014 بحسب إحصاءات وزارة السياحة.
وأقر محمد علي التومي "لم نكن متفائلين (حتى) قبل حادثة باردو، لأنَّ الوضع الأمني (في تونس) لم يستقر 100%، فضلاً عن مشكلات النظافة ومديونية المؤسسات السياحية. كل هذه الأمور جعلتنا لا نتوقع موسماً صيفياً جيداً".
ويرى رضوان بن صالح أنَّ السياحة التونسية تدفعُ ثمن اعتمادها بشكلٍ شبه حصري على السياحة الشاطئية. وقالَ في هذا السياق "منذ سنوات 1990 لم تكن هناك أي إرادة سياسية لتنويع المنتجات السياحية أو تحسين البنية التحتية (السياحية) الهشة".
وأشارَ في هذا الصدد إلى ضعف السياحة الثقافية والطبية واقتصار السياحة الصحراوية على بضعة واحات جنوب البلاد.
ولفَت إلى صعوبة الوصول إلى كثير من المواقع الأثرية الرومانية والبونيقية والنوميدية بسبب انعدام الطرق السيارة ووسائل النقل السريعية والفنادق في تلك المواقع.
وخلال السنوات الأخيرة، برزَت مشكلة جديدة أثرت، بحسب خبراء، على صورة الوجهة السياحية التونسية، وهي تراكم القمامة في مناطق سياحية رئيسية مثل جزيرة جربة (جنوب شرق) التي تعاني غياب نظام مناسب للتصرف في النفايات.
في السّياق عينه، قالَ رئيس النقابة الجهوية لأصحاب الفنادق في جربة جلال الهنشيري "لا يزال التصرف في مشكلة النفايات في جربة يتم بشكل موقت، لكنَّ الوضع سيتحسن مع بداية الموسم السياحي (الصيفي)".
وانتقدَ "الحديث (في وسائل الإعلام) عن القمامة والاأراض والروائح الكريهة والبعوض" لأنَّهُ لا يخدم، في نظره، مصلحة الجزيرة".
وقال محمد علي التومي "يجب التحرك، التغيير، التمويل، بلدنا جميل ويستحق الأفضل".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم