الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

استعادة الأنبار كاملة هدفٌ بعيد المنال في الوقت الحاضر

المصدر: (أ ف ب)
استعادة الأنبار كاملة هدفٌ بعيد المنال في الوقت الحاضر
استعادة الأنبار كاملة هدفٌ بعيد المنال في الوقت الحاضر
A+ A-

تشكل استعادة محافظة الانبار في غرب العراق بالكامل من تنظيم الدولة الاسلامية والتي اعلن رئيس الوزراء العراقي انها ستكون "المعركة المقبلة"، مهمة شاقة اقرب الى هدف بعيد المنال راهنا، بحسب ما يرى محللون.


وتعد هذه المحافظة الغربية كبرى محافظات العراق، وهي خليط من المدن والاراضي الصحراوية والزراعية الواسعة، وتتشارك حدودا طويلة مع سوريا والاردن والسعودية. وشكلت الانبار تاريخيا ميدانا مضطربا شديد الصعوبة.


وعلى رغم ان القوات العراقية تحاول الافادة من ارتفاع معنوياتها نتيجة استعادتها أخيراً معظم محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت، الا ان تكرار هذا التقدم في الانبار دونه معوقات.


ويقول كيرك ساويل، ناشر دورية "انسايد ايراكي بوليتكس" المعنية بالشؤون العراقية، ان "الانبار تختلف عن مدينة تكريت ومحافظة صلاح الدين بشكل عام لان تنظيم الدولة الاسلامية متجذر بشكل اكبر فيها".


والتنظيم الذي كان يعرف باسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، يحظى بموطىء قدم في الانبار منذ مطلع العام 2014، قبل اشهر من هجومه الكاسح في شمال العراق وغربه في حزيران.


ويعتبر ساويل ان معركة الانبار "يجب ان تكون محدودة الاهداف لتكون ناجحة".


بعد استعادة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مطلع نيسان، كان الهدف المقبل المتوقع مدينة الموصل (360 كلم شمال بغداد)، مركز محافظة نينوى وهي اولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم في حزيران.


الا ان رئيس الوزراء حيدر العبادي قال من قاعدة الحبانية العسكرية غرب بغداد في الثامن من ابريل/نيسان ان "وقفتنا ومعركتنا القادمة ستكون هنا من ارض الانبار لتحريرها بالكامل، وسننتصر (...) كما انتصرنا في تكريت".


وتمتد المحافظة التي يعبرها نهر الفرات، من حدود محافظة بغداد شرقا حتى الحدود السورية والاردنية والسعودية. ومنذ مطلع 2014، يسيطر الجهاديون على اجزاء من الرمادي مركز المحافظة، وكامل مدينة الفلوجة.


وكثف التنظيم هجماته في الرمادي منذ تصريح العبادي، وتمكن من التقدم نحو مناطق اضافية في المدينة والمناطق المحيطة بها، بحسب مصادر امنية عراقية.
ويرى الخبير في معهد واشنطن للدراسات مايكل نايتس ان "عملية الانبار ستكون على الارجح عملية للرمادي".
ويوضح ان "مفتاح السيطرة على الرمادي هو السيطرة على بساتين اشجار النخيل ومزارع وادي الفرات المحيطة بالمدينة، وهذا ما فشلت القوات العراقية في تحقيقه مرارا لاكثر من عام".


ووسع التنظيم سيطرته في المحافظة منذ الصيف على رغم غارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن. في المقابل، تسيطر القوات الامنية وعشائر سنية على مناطق عدة، ابرزها مدينة حديثة المجاورة لسد مائي مهم. وتضم الانبار مراكز عسكرية ابرزها قاعدة الاسد حيث يوجد مدربون اميركيون.


ويرى محللون ان الفلوجة ستكون المعركة الاصعب، حيث احتاجت القوات الاميركية قبل عقد من الزمن، الى عشرة آلاف عنصر للسيطرة عليها.
وتقول الاستاذة في الجامعة الاميركية في مدينة دهوك (باقليم كردستان) فيكتوريا فونتان "الانبار، ولا سيما الفلوجة، هي اقرب الى قرية استيريكس"، في اشارة الى قرية ضمن السلسلة المصورة الشهيرة "استيريكس واوبيليكس"، يحاول الغزاة مرارا السيطرة عليها دون جدوى.


وتذكر فونتان بان شرارة الثورة ضد الحكم البريطاني في العراق في العام 1920 انطلقت من الانبار.


وتضم الانبار عددا كبيرا من المقاتلين المتمرسين، وينقسم ابناء عشائرها بين من يقاتل الى جانب التنظيم، وآخر بجانب الحكومة. وتعد مشاركة ابناء المحافظة العارفين بجغرافيتها المعقدة، اساسا لنجاح اي عملية عسكرية.
وبدأت قوات عراقية الثلاثاء التقدم نحو مركز قضاء الكرمة شرق الفلوجة.


ويرجح مسؤول عسكري في احدى دول التحالف الدولي، ان يكون هدف العمليات العسكرية للقوات العراقية في الانبار التضييق على الجهاديين. ويوضح ان "القوات العراقية لن تطهر الفلوجة. الرمادي ستكون صعبة، وحتى الكرمة غير مضمونة".


ويضيف "سيحاولون التضييق على مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية. يريدون استعادة القدرة على الحركة وصولا الى هيت (150 كلم غرب بغداد)".
وتشكل الحدود المفتوحة بين مناطق الجهاديين في سوريا والعراق، مع ما تؤمنه من سهولة في التنقل والامداد، عائقا امام نجاح اي عملية عسكرية.


ويقول ضابط عراقي برتبة عميد ركن في الجيش يتولى مسؤولية ميدانية في عملية الكرمة، ان "الانبار ثلث مساحة العراق، وثمة عمق لها هو سوريا".
ويضيف ان "قطع الامداد على يد القوات البرية غير ممكن"، مؤكدا ان "الطيران (التابع للتحالف والجيش العراقي) هو القادر على قطع خطوط الامداد".
وتشكل تركيبة القوات التي ستقاتل في الانبار مسألة شائكة.


فبعد انهيار قطعات من الجيش في حزيران، تعتمد القوات الامنية بشكل كبير على مسلحين موالين غالبيتهم من فصائل شيعية. وقد يثير قتال هؤلاء في الانبار، حساسية سكان من المحافظة ذات الغالبية السنية.
كما يثير تنامي دور هذه الفصائل المدعومة من طهران، حفيظة واشنطن.


واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال استقباله العبادي الثلثاء، ان على هذه الفصائل ان تعمل بامرة الحكومة وان "تحترم سيادة العراق".
ويقول ساويل ان هذه الفصائل "فاعلة في الاطراف الشرقية من الانبار، لكن لا ارى انتشارا كبيرا لها في اماكن اخرى" من المحافظة.


وتحذر فونتان من ان معركة واسعة في الانبار قد تتيح للتنظيم تنفيذ عمليات مباغتة في مناطق اخرى كبغداد او المناطق الحدودية، لان "خطوط التماس ستذوب، وتستبدل بحرب غير متجانسة".


وتضيف ان الحكومة "واهمة للتفكير بالقدرة على استعادة الانبار. تاريخ المحافظة يؤكد انه عندما تعتقد ان الامور انجزت (...) يتبين انها ليست كذلك".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم