الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

في أبعاد تمتين العلاقة السعودية الفرنسية

المصدر: باريس
سمير تويني
في أبعاد تمتين العلاقة السعودية الفرنسية
في أبعاد تمتين العلاقة السعودية الفرنسية
A+ A-

تحوّلت باريس الحليفَ الاول للمملكة العربية السعودية بعد مواقفها الحازمة خلال مباحثات الملفّ النووي الإيراني وشكوكها بالالتزامات إيران.


تشهد المرحلة الحاضرة تزايدًا في العديد من المواضيع الخلافية بين الرياض وواشنطن من جراء موقف السياسة الاميركية من المواضيع الإقليمية، وأولها الملف النووي الإيراني والعلاقات الاميركية الإيرانية.
وتستفيد فرنسا من هذا التذمّر السعودي وتحاول ملء الفراغ الذي تركته سياسة الرئيس الاميركي باراك اوباما في المملكة والخليج العربي بشكل عام.
وهذا التفهّم الفرنسي لمواقف السعودية تجلّى خلال لقاءات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع المسؤولين السعوديين نهاية الأسبوع الماضي في الرياض، والاهمية التي أعطتها الرياض لهذه الزيارة وتوقيتها واستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وزير الخارجية الفرنسي الذي كان يحمل رسالة شخصية من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للعاهل السعودي.
فالرياض وحلفاؤها الخليجيون دخلوا في حرب محفوفة بالمخاطر في اليمن من ناحية ولم تخفِ السعودية سخطها بعد الاتفاق الاطار الذي وقّع في 2 آذار الماضي في لوزان حول البرنامج النووي الإيراني من ناحية اخرى. فتعتبر السعودية ان المطامع الإيرانية التي تهيمن على المنطقة، تحاصرها وتهددها . وانه لم يعد بإمكانها الوقوف مكتوفة الايدي امام هذه المطامع التي تهدّد بتزايد التطرّف السنّي لمجابهة المد الفارسي.
وتعتبر مصادر ديبلوماسية ان الموقف الفرنسي يتطابق تمامًا مع الموقف السعودي، فزيارة فابيوس للملكة كانت لتطمئن السعوديين ان باريس تؤكّد ان التدخل السعودي في اليمن شرعي، وقال فابيوس "انه من غير المقبول إقالة السلطة الشرعية في اليمن." موضحًا ان باريس تسعى الى "حل تفاوضي بدلا من الحرب". والديبلوماسية الفرنسية تعتبر ان العملية العسكرية الخليجية "شرعية" وهي رسالة الى طهران من اجل اعادة الاطراف الى طاولة المفاوضات.


والتقارب الفرنسي - السعودي اكثر وضوحًا حول مواقفها من الملف النووي الإيراني، فباريس لم تخفِ شكوكها بشأن الوعود الإيرانية وفابيوس الذي فاوض السلطات الإيرانية عندما كان رئيساً للوزراء عامي ١٩٨٥ و ١٩٦٨ لديه أسباب وجيهة ليكون متشكّكًا.
فالاوساط السياسية والعسكرية الفرنسية بحسب هذه المصادر تعتبر ان إيران لا تشكل عامل استقرار في منطقة الشرق الاوسط، فطهران تواصل التعبير عن شهيّتها الغير محدودة فـ "حزب الله" يقيد الوضع الداخلي اللبناني ويمنع الانتخابات الرئاسية، وسوريا بشار الاسد خاضعة لإيران وتتوقّف على مساعداتها العسكرية، وتهيمن على المليشيات الشيعية وتشرف على قيادتها من طهران اما اليمن فكاد يسقط بأيدي الحوثيين المدعومين من إيران.
وتعتبر الاوساط الفرنسية حسب هذه المصادر ان الإيرانيين الذين يشكلون أقلية إثنية ودينية عاجزة عن حل المشاكل العربية. لذلك يجب التعاون مع العرب الذين يمثلون الاعتدال كالسعودية ومصر من اجل وضع حد للمتطرفين التابعين للدولة الاسلامية في العراق وسوريا.
ويُعتبر الموقف الفرنسي تطورًا بالنسبة الى عهد الرئيس السابق ساركوزي الذي تعاون مع دولة قطر التي تدعم الاخوان المسلمين. فأعاد الرئيس هولاند العقارب الى الوراء باختياره السعودية حليف فرنسا في المنطقة كما كان ذلك سابقًا خلال عهد الرئيس السابق جاك شيراك.
والرياض التي خذلها الحليف الاميركي تقدِّر هذا التشدّد الفرنسيّ في المفاوضات حول الملف النووي. وتأمل باريس ان تحصل على العديد من العقود مع السعودية ومن أهمها في المجال النووي، حيث تم توقيع عقد لتدريب ألف سعودي على التكنولوجيا النووية المدنية. فالمملكة تطمح إلى بناء ستة عشر محطة نووية، وقيمة العقد تفوق الـ ٧٠ مليار اورو. بالاضافة الى العديد من المشاريع النهائية كبناء ميترو الرياض ومكة...
فهل ستربح باريس رهانها أم ستعيد واشنطن خلط الأوراق؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم