الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

" داعش" تعكّر الأجواء بين حزبي "الاتحاد" و"الديموقراطي" في كردستان

بغداد – فاضل النشمي
" داعش" تعكّر الأجواء بين حزبي "الاتحاد" و"الديموقراطي" في كردستان
" داعش" تعكّر الأجواء بين حزبي "الاتحاد" و"الديموقراطي" في كردستان
A+ A-

برغم إفراج السلطات الأمنية في إقليم كردستان عن قائد قوات "حماية شنكال" الايزيدي حيدر ششو قبل يومين على خلفية تأسيسه لقوة عسكرية لمحاربة "داعش"، الا ان عملية الاعتقال تسبّبت بتعكير الاجواء بين الحزبين الرئيسين في إقليم كردستان، حزب "الاتحاد الوطني" بزعامة جلال طالباني، و"الديمقراطي" بزعامة رئيس الإقليم مسعود البارزاني.


وكان تنظيم "داعش" احتلّ قضاء سنجار الذي تسكنه اغلبية ايزيدية في مطلع شهر آب 2014 وقامت بقتل وأسر وسبي العديد من الرجال والنساء الايزيديات.
وتعود قصة التوتر بين الجانبين الى بداية الشهر الجاري، حين أقدمت سلطات الإقليم على اعتقال القائد الايزيدي حيدر ششو في الخامس من الشهر الجاري، بذريعة انه يقوم بتأسيس "مليشيا" خارجة عن إطار قوات البيشمركة الكردية، الامر الذي لا تسمح به قوانين الإقليم. وعلى ضوء عملية الاعتقال تلك، اصدر حزب "الاتحاد الوطني" الذي ينتسب اليه ششو، بيانًا شديد اللهجة أدان فيه ما سمّاه عملية "الاختطاف" التي قامت بها "قوة تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني ليلة 5 / 6 من الشهر الجاري لعضو المجلس المركزي عضو مجلس النواب السابق وقائد قوات حماية سنجار حيدر قاسم ششو من مجمع خانكي التابع لقضاء سميل بمحافظة دهوك واقتادته الى جهة مجهولة".
كما اصدرت قوة "حماية شنكال" عقب حادث الاعتقال بيانًا قالت فيه ان: "اعتقال قائد قوتنا هو اعتقال سياسي بالدرجة الأساس، الهدف منه هو النيل من إرادة الإيزيديين وكسرها من خلال كسر إرادة أحد أبرز قادتها الميدانيين". وأكّد بيان قوّات الحماية على انهم لا يرغبون بأن يكونوا "قوة إيزيدية تحت الطلب" وهم غير "مستعدّين لتحويل القضية الإيزيدية إلى شماعة لتمرير أجندات حزبية" في اشارة الى التقاطع الحاد بين الحزبين الكرديين (الديمقراطي، الاتحاد) بشأن قضية القوات الايزيدية التي تحارب تنظيم "داعش".



مسعود البارزاني
رئيس إقليم كردستان وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، دخل على خط الازمة، وأصدر بيانًا ردّ فيه على مذكرة لكتلة الاتحاد الوطني الكردستاني بشأن اعتقال ششو وطلب اطلاق سراحه، وأكّد فيه ان "لا علاقة للموضوع بالسياسة ولا علاقة له بالحزب الديمقراطي الكردستاني". معتبرًا انه "لا يسمح بوجود اي قوة خارج وزارة البيشمركة وتسلّم مبالغ مالية من دون علم الإقليم وتحدّي سلطات كردستان".
وتابع "تم منح مهلة شهرين لهذه القوة بالانضمام إلى وزارة البيشمركة ولتزويدها بالإمكانيات اللازمة، ورفضت هذه القوة أن تكون ضمن تشكيلات وزارة البيشمركة".



زوجة جلال الطالباني
وعقب بيان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وجّهت السيدة هيرو ابراهيم احمد زوجة الرئيس السابق جلال طالباني والشخصية النافذة في حزب "الاتحاد الوطني" رسالة غاضبة الى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وضعت له عنوان "إناء الاتحاد الوطني امتلأ... لا تجعلوه ينضح" وحذّر فيه من ان "ما تحقّق بدماء الشهداء مهدّد بأن يمتزج بالدم والحرب" في اشارة الى الهدوء الذي طبع علاقات الحزبين في السنوات الاخيرة بعد سنوات طويلة من الصراع.
واضافت "أقول لرئيس الإقليم: لا تتعامل كرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، بل كرئيس للإقليم، ضع حداً للذين يتهجّمون على حزب الشهداء". وتابعت" لحم الاتحاد الوطني مر ولم يتمكن أحد ان يبتلعه". وختمت رسالتها بالقول: "لن نسامح إسالة الدم من إصبع طفل في الاتحاد الوطني فكيف الحال مع أحد قياديه". في إشارة الى اعتقال حيدر ششو.
مصادر حزب الاتحاد الوطني نفت صدور رسالة السيدة هيرو ابراهيم برغم نشرها في العديد من وسائل الاعلام الكردية، فيما تؤكدها بعض المصادر، وترى ان عملية النفي صدرت بعد ان حقّقت الرسالة غرضها وتم اطلاق سراح حيدر ششو.
على اي حال، الصدام الاخير بين حزبي "الاتحاد" و"الديمقراطي" لا يمكن عزله عن سياق التنافس الحزبي الطويل بينهما. لكن الجديد في الموضوع هو التأثير الذي تركه تنظيم "داعش" على الجانبين، فلولا وجودهما على مقربة من حدود الإقليم وسيطرتهما على المناطق التي يسكنها الايزيديون، لما اضطر حيدر ششو الى تأسيس قوة مسلحة خارج اطار قوات البيشمركة.
والواضح ان تأسيس هذه القوة خضع ايضًا، لاعتبارات حزبية متنافسة بين الحزبين، ذلك ان حيدر ششو احد اعضاء حزب "الاتحاد الوطني"، اما عمه قاسم ششو الذي اسس، هو الاخر قوة ايزيدية منذ الايام الاولى لاحتلال "داعش" لمدينة سنجار ولم يلقَ الاعتراض نفسه من حكومة الإقليم، اذ انه احد اعضاء "الحزب الديموقراطي" بزعامة مسعود البارزاني.
وتقول بعض المصادر الايزيدية، ان حيدر ششو عاد من مقر اقامته في المانيا واسس، "قوة حماية شنكال" بعد ان شعر ان قوات البيشمركة "غير معنية" بحماية الايزيديين، وقد درج حيدر ششو على انتقاد القوات الكردية وحكومة الإقليم بشدة خلال الاشهر الاخيرة.
وربما تنتظر بغداد خلافًا مشابهًا بين مختلف جهاتها السياسية، لما حدث في الإقليم حول قوات "حماية شنكال" وسيكون موضوع خلاف القوى العربية هو تشكيلات الحشود الشيعية والسنية المشكلة مؤخرًا للحرب ضد "داعش".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم