الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تركيا للبابا فرنسيس: وصف مجازر الارمن بالابادة خطاً أحمر

المصدر: "أ ف ب"
تركيا للبابا فرنسيس: وصف مجازر الارمن بالابادة خطاً أحمر
تركيا للبابا فرنسيس: وصف مجازر الارمن بالابادة خطاً أحمر
A+ A-

 


رسمت تركيا خطاً احمر برفضها الضغوط الدّولية والاعتراف بالمجازر التي تعرض لها الارمن أبان الحرب العالمية الأولى في تركيا، ابادة، في الذكرى الـ100 لتلك المأساة.


وأظهرت تركيا تشددها بشأن هذه المسالة، الأحد، في رد فعل شديد اللّهجة على استخدام البابا فرنسيس كلمة "إبادة" في وصف تلك المجازر، واستدعت ممثل الفاتيكان الى وزارة الخارجية لابلاغه احتجاجها، كما استدعت سفيرها من الفاتيكان.


وفي هجوم غير معتاد من مسؤول كبير على الحبر الأعظم، ذهب رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الى حد اتهام البابا "بالإنحياز" وبأنه تصرّف بصورة "غير لائقة" وبتجاهل معاناة المسلمين في الحرب العالمية الاولى. وزاد ذلك من حدة التوتر قبل الذكرى الـ100 لمجازر الارمن في 24 نيسان.


وحتى قبل ان يصبح البابا طرفاً في الجدال، اتّهم الأرمن تركيا بالسعي الى التغطية على احتفالاتهم في "ذكرى الإبادة" من خلال تنظيم احتفالات في اليوم نفسه في ذكرى معركة شنق قلعة سافاشلاري او "معركة غاليبولي"، التي تعرف في الغرب باسم معركة مضيق الدردنيل الشهيرة.


وكتبت صحيفة "ستار" اليومية المقربة من الحكومية على صدر صفحتها الأولى "اهتم بشؤونك الخاصة ايها البابا"، وعنونت "ايدينليك" من جانبها "الحرب الصليبية الجديدة".


وقال مصدر حكومي ان أنقرة "فوجئت حقا" باستخدام البابا لكلمة "إبادة" خلال قداس الاحد في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان.


وتؤكد أرمينيا وأرمن الشتات ان نحو مليون ونصف مليون أرمني قتلوا على أيدي القوّات العثمانية خلال حملة نظمت بأمر من قيادة الجيش العثماني للتّخلص من السكان الأرمن في الأناضول في شرق تركيا اليوم، وهي رواية تبناها عدد من البرلمانات الاوروبية.


لكن لدى تركيا رواية مختلفة تماماً للمأساة بقولها ان مئات الالاف من الاتراك والأرمن قتلوا أثناء محاربة القوات العثمانية للقوات الروسيّة لمنعها من احتلال شرق الاناضول خلال الحرب.


ولا يبدي الرئيس رجب طيب اردوغان وحزبه الاسلامي الحاكم اي ليونة في هذا الجدل، رغم الدعم الذي يقدّمانه للاقليات الدينية في تركيا. وعبّر اردوغان عن تعازيه للأرمن في 2014 ولكن ذلك لم تستتبعه خطوات أخرى بل استمرّ الخطاب نفسه وزاد حدّة.


وقال الباحث الزائر في مركز كارنيغي الاوروبي مارك بيريني، انه من غير المتوقع ان تغيّر تركيا موقفها بعد تصريح البابا، وخصوصاً مع اقتراب الانتخابات التّشريعية في 7 حزيران، حيث تعتبر أصوات القوميين حاسمة.


واضاف ان الموقف التركي "المتعنت قد يفاقم التوتر بين تركيا والدول الغربية" قبل ذكرى 24 نيسان.


ويرفض قسم كبير من الاتراك تحميل مسؤولية أخطر جريمة في نظر القانون الدولي للقوات العثمانية تحت قيادة من يعتبرون اليوم الآباء المؤسسين لتركيا الحديثة في 1923. لذلك يفضلون التركيز على معركة شنق قلعة ومقاومة القوات العثمانية لهجمات التحالف التي سبقت ولادة تركيا الحديثة التي تحتفل بذكرى قيامها في اليوم عينه تقريباً مع بدء مجازر الأرمن.


وقال وزير الشؤون الاوروبية التركي فولكان بوزكير "ليس في تاريخ تركيا فترة تدعو للخجل" واصفاً تصريح البابا بانه "لاغ وباطل".


وتشكل ذكرى المجازر التي يؤرخ الأرمن بدايتها مع اعتقال وجهاء المجتمع الارمني في اسطنبول في 24 نيسان 1915 مصدر قلق كبير في تركيا، حيث تعمل الحكومة على بدء حملة دبلوماسية قوية.


واحتج الارمن على تنظيم احتفالات في ذكرى معركة الدردنيل في 24 نيسان وليس في 25 نيسان كما هي العادة، ما يشكل إحراجاً لقادة العالم حول الفعالية التي سيشاركون فيها.


وتخشى تركيا من اعتراف الولايات المتحدة بالمجازر باعتبارها "إبادة" لا سيما وان 44 مشرعاً اميركياً قدموا في 18 اذار قراراً حثوا فيه الرئيس باراك اوباما على ذلك.


وقال المعلق مراد يتكين في صحيفة "حرييت" اليومية ان الاستراتيجية الرئيسية لارمن الشتات كانت في تشجيع الولايات المتحدة على الاعتراف بذلك ليس فقط لما له من تأثير سياسي ومعنوي، ولكن كذلك بسبب "تبعاته القانونية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم