الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"الحشد الشعبي": ضربات التحالف لا تراعي مصالحنا ولم تضعف "داعش"

عباس صالح
"الحشد الشعبي": ضربات التحالف لا تراعي مصالحنا ولم تضعف "داعش"
"الحشد الشعبي": ضربات التحالف لا تراعي مصالحنا ولم تضعف "داعش"
A+ A-

ماذا جرى خلال معركة تحرير تكريت؟ ولماذا رفضت قوات الحشد الشعبي التي تشارك بقوة في الحرب الميدانية التي تشنّها القوات العراقية، على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، انضمام قوات التحالف الدولي الى عملية تحرير المدن العراقية، وأولها تكريت؟ ما هي نقاط الخلاف بين قوات الحشد الشعبي وقوات التحالف الدولي؟ ولماذا اشترطت معظم مكونات الحشد الشعبي على رئيس الوزراء العراقي الطلب من قوات التحالف الدولي وقف ضرباتها الجوية على تكريت ووقف كل أشكال المشاركة الدولية في المعركة، حتى تعيد مقاتليها الميدانيين الى ساحات القتال؟


صورة المعارك في محافظة صلاح الدين العراقية، وما جرى ويجري على هامشها من حراك سياسي وأمني وميداني ما تزال مشوّشة بمعظمها، رغم ان الجزء الذي انجلى منها أسفر عن اتهامات خطرة بفضائح كبيرة وجهت الى قوات التحالف الدولي.
والمعركة الاعلامية ما تزال في أوجها، رغم تحرير تكريت، حيث اتهمت فصائل منضوية في اطار الحشد الشعبي، التحالف الدولي بـ "دعم تنظيم داعش"، وبناء على هذا النوع من الاتهامات كان قادة قوى وأحزاب التحالف الذي يضمّ قوات الحشد الشعبي وعدد من المسؤولين الرسميين العراقيين ضغطوا على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اجتماع عقد في بيت رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ليطلب من دول التحالف إيقاف الغارات الجوية على تكريت، تمهيدًا لعودة مشاركة الفصائل في المعركة، ووعد العبادي بذلك وهذا ما حصل بالفعل.
وعلى أثر تحرير تكريت الذي شاركت فيه القوات العراقية الرسمية، مدعومة بقوات وفصائل الحشد الشعبي، وأبناء العشائر في المنطقة، أعلن العبادي خلال جولته الميدانية الاخيرة في المدينة أن "تكريت تحرّرت بدماء العراقيين وحدهم".
وللإضاءة أكثر على كافة الجوانب المتعلقة بهذا الخلاف سألت "النهار" الناطق الرسمي باسم الحشد الشعبي السيد كريم النوري ماذا بينكم وبين التحالف الدولي؟ فقال "كما يعلم الجميع ان دخول "داعش" الى العراق في التاسع من حزيران 2014 أدى الى تساقط مدن عديدة ومحافظات بأكملها، ولم نجد في حينه أيّ إجراء سريع من التحالف الدولي، يمنع انهيار المحافظات، علمًا أنهم قادرون على ذلك. ولكن كما تعلمون فإن لهم مصالحهم ويراعونها أكثر مما يراعون مصالح العراق. وبعد وصول الخطر الى أربيل، وعندما قمنا بتحرير آمرلي وفك الحصار عنها، بدأت قوات التحالف بإعلان المشاركة والوقوف مع العراق ضد "داعش"، وهذا ما رحّبنا به، وان جاء متأخراً. والحقيقة أن الرؤية كانت واضحة لنا بأن العراق لديه مصالح دولية وأهمها مصالح سياسية مع بريطانيا ومع الولايات المتحدة الاميركية، وهما الدولتان اللتان لهما الدور الابرز في إسقاط نظام صدام حسين، ولدينا أيضا اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة الاميركية، ونحن في الواقع نحترم هذه الاتفاقيات، ورئيس الوزراء العراقي هو الذي يدير هذا الملف الخطر والحساس مباشرة باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة العراقية، ولكن ضمن ما رأيناه في الواقع الميداني أن الولايات المتحدة الاميركية تراعي مصالحها الخاصة أثناء عمليات القصف الجوي وليس مصالح العراق، بمعنى انها ركزت ضرباتها على مناطق قريبة لإقليم كردستان، وان الضربات لم تكن بالمستوى المطلوب، بحيث وجدنا للأسف ان "داعش" أخذت تتمدّد في المناطق التي تكثّفت فيها الضربات الجوية للتحالف الدولي، في حين انه من المفترض ان ينحسر تواجدها وينعدم ويتخلص المواطنون العراقيون من خطورة "داعش" عليهم".


يضيف النوري: "ومع ذلك فنحن نقدر اتفاقيات الحكومة العراقية في هذا الاطار ونحترمها، ولكن ينبغي ان نكون نحن من يتولى تشخيص الحاجة في الميدان خلال سير المعارك الى الضربات الجوية التي تنفّذها قوات التحالف الدولي، او عدم الحاجة اليها، ولا سيما ان بعض القادة الميدانيين وبعض الفصائل العراقية تتوجّس خيفة من هذه الضربات وجدواها".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم