السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

رحلة "الأمير الشاب" من القتل الى الهاوية

المصدر: "النهار"
عباس صالح
رحلة "الأمير الشاب" من القتل الى الهاوية
رحلة "الأمير الشاب" من القتل الى الهاوية
A+ A-

بالمعايير الأمنية، نجحت العملية التي نفذتها قوة مشتركة من مخابرات الجيش وقوى الامن الداخلي في شارع المئتين ليل الخميس – الجمعة، والتي كانت حصيلتها "دسمة" بأبعادها الامنية، حيث أدت نتيجتها ولكن بشكل مضاعف. باعتبار ان توقيف بلحص وحده، يعد من الانجازات الهامة على المستوى الامني، نظراً لخطورة الرجل الذي قاد عمليات تصفية مباشرة لعدد من ضباط وعناصر الجيش اللبناني في بلدة بحنين، خلال معركة الجيش الاخيرة في طرابلس، في شهر تشرين الاول الماضي، فكيف والحال اذا ترافق توقيف هذا الارهابي الخطر، مع قتل أحد أخطر الارهابيين في منطقة الشمال؟


في المبدأ لم يكن الضباط الامنيون الذين اشرفوا على العملية الامنية المشتركة يحسبون انهم سيوفقون بهذا الانجاز المزدوج عندما توصلوا الى معلومة مفادها ان مجموعة إرهابية تتهيأ لعقد اجتماع خطر، ستحضره رؤوس كبيرة في أحد المقاهي الشعبية في منطقة باب الرمل، لم يخطر في بال أحد من الضباط المعنيين ان يكون الصيد هو الإرهابي خالد حبلص، او انهم سيوفقون في قتل من هو أخطر منه الارهابي أسامة منصور.


مهمة غامضة
كانت المهمة ما تزال غامضة عند العاشرة والنصف ليل الخميس في شارع المئتين حيث كانت تتجمع القوى الأمنية، بعدما اندلعت فجأة اشتباكات لم تكن في حسبان أحد حين وصلت سيارة من نوع "كيا - بيكانتو" تقل حبلص ومعه مسلحون بينهم أمير الكردي فرمى أحدهم قنبلة على القوة الامنية بهدف تخليص السيارة التي خلفه وهي من نوع "اوبل" وتقل أسامة منصور ومرافقه أحمد الناظر، وراحوا يطلقون النار على عناصر القوة الامنية الذين ردوا على المسلحين وأردوا الشخصين اللذين كانا يستقلان سيارة ال"اوبل" على الفور وهما منصور والناظر، وأصابا آخرين في السيارة الثانية، وحبلص من بين المصابين.
وبعد التدقيق في هوية القتيلين تبين ان كلاهما يحمل هوية مزورة، الأولى باسم خالد الجنادي والثاني باسم هادي الخطيب، ووجد القتيل منصور مزنراً بحزام ناسف.
وبالمعايير الامنية نفسها، فإن منصور الذي قتل بما يشبه الصدفة، يعتبر من أخطر المطلوبين الارهابيين ذلك أنه شكل في مرحلة سابقة مع الارهابي الثاني شادي المولوي ثنائيا إرهابيا خطراً في طرابلس، بدأ بتجنيد مقاتلين لبنانيين للقتال في سورية والعراق مع تنظيمي داعش والنصرة، اضافة الى قيادتهما مجموعات ارهابية كبيرة شاركت في عمليات القتل والتصفيات الدائمة التي شهدتها طرابلس خلال السنين الاخيرة اضافة الى ضلوع تلك المجموعات باشتباكات طرابلس بين التبانة وجبل محسن، وفي الاشتباكات الاخيرة مع الجيش اللبناني في تشرين الاول الماضي، والتي أدت الى استشهاد عدد كبير من جنود وضباط الجيش، واندلعت في موازاتها حوادث بحنين التي قادها بلحص في حينه لتخفيف الضغط عن الثنائي المولوي ومنصور.


"الأمير الشاب"



القتيل منصور شرب أخيرا من الكأس التي سقى منها مئات الشبان والشيوخ، نظرا الى سجله الامني الحافل بعمليات الاجرام وقتل الابرياء في بيوتهم  وعلى الطرق، والعسكريين في مراكزهم وعلى الطرق، من خلال رمي القنابل واطلاق النار على مواقع الجيش وعلى المدنيين والمارة، وعمليات الخطف والتصفية الجسدية كما حصل مع عشرات الشبان في باب التبانة حيث كانا يقيمان دولتهما بعدما احتل والمولوي مع مجموعتهما مسجد عمر بن مسعود في التبانة، وراحا يديران من داخله عمليات التفخيخ والتفجير واعداد الانتحاريين وارسالهم الى الاهداف التي كانا يرسمانها مع آخرين في الخارج.
عناصر مجموعته ينادون منصور ابن الـ27 عاما بالـ"أمير" فهو كان بايع تنظيم "داعش" في سن مبكرة، ولعب دوراً أكبر مع بدء معركة عرسال بين الجيش والارهابيين، ورغم كل مذكرات التوقيف والأحكام العدلية الصادرة بحقه، فقد أوقف منصور سابقا في منطقة قريبة من بلدة عرسال البقاعية ثم أفرج عنه بسحر ساحر!.
ذلك غيض من فيض ما تركه الشاب الطرابلسي في السجل الأمني.
وعلم ان قوة امنية كانت تتجمع عند تقاطع المئتين، لمباغتة الارهابيين بعملية دهم حيث كان عدد منهم يعقدون اجتماعاً خاصاً لهم في احد مقاهي المنطقة، لكن خبراً سُرب للمجتمعين عن عملية الدهم، ففوجئت القوة الامنية التي كانت تنتظر الاوامر بالتحرك عند نقطة المئتين بسيارتي الـ"كيا" والـ"أوبل" وهما تسيران بسرعة جنونية وتجتازان نقطة عسكرية للجيش.
وعندما حاول بعض العناصر الأمنيين قطع الطريق على سيارة الـ"أوبل" فوجىء الجميع بإطلاق نار من سيارة ال"كيا" التي تقل حبلص ومعه ثلاثة من مرافقيه المسلحين، ما أدى الى جرح عنصرين من القوة الامنية، ووقعت اشتباكات بين الارهابيين من جهة، وبين القوة الامنية وعناصر الجيش في النقطة العسكرية من جهة ثانية وأدت الى ما أدت اليه.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم