The Forger عصابة عائلية لمهمة مستحيلة
في لبنان اعتدنا الوراثة المهنية، بحيث أن ابن الطبيب يصبح طبيباً، ونسيب المحامي محامياً، وحفيد الزعيم زعيماً ووزيراً ونائباً. في هوليوود، وفي الثريلر الدرامي The Forger، لا يختلف الأمر كثيراً، فاللصوصية هي التي تورّث من جيل الى جيل، والجد كريستوفر بلامر وابنه جون ترافولتا وحفيده تاي شيريدان يلتقون مجدداً ويشكلون فريقاً واحداً من اجل مهمّة اخيرة يديرها المخرج فيليب مارتن.
يروي الفيلم حكاية راي كاتر (جون ترافولتا) اشهر مزوّري اللوحات الفنية، الذي يوافق على ابرام اتفاق مع احدى العصابات للحصول على افراج مبكر من السجن من اجل تمضية وقت اطول مع ابنه ويل (تاي شيريدان) المصاب بالسرطان. الاتفاق ليس سهلاً، إذ ينص على قيامه اولاً بتزوير لوحة الرسام العالمي كلود مونيه المعلقة في المتحف، ثم سرقة الاصلية واستبدالها بالمزورة. للقيام بهذه المهمة شبه المستحيلة، يعتمد على مساعدة والده جوزف (كريستوفر بلامر) وابنه ويل.
لصوصية وثريلر ونجم الاكشن جون ترافولتا وشرطية (ابيغايل سبنسر)... لكن التوقعات ليست بحجم الواقع. الشريط ليس حافلا بالتشويق والحركة والايقاع، بل على العكس، يسير ببطء وبوتيرة مملة، رغم انه لافت بنجومه واداءاتهم الصلبة التي تعتبر أهم ما يميّز الفيلم. جون ترافولتا مثلاً مقنع في تعمقه لفهم عقلية مونيه الرسام اثناء خلقه اللوحة. ايضاً يبدو الفيلم في أفضل حالاته عندما يركّز على العلاقة بين هؤلاء الرجال الثلاثة المختلفين أشد الإختلاف، بدءًا بالجد الصارم كريستوفر بلامر الذي لم يكن يوماً والداً جيداً كما هو اليوم ابنه مع حفيده. جون ترافولتا، رغم ارهاقه وآثار العمر فيه، مؤثر في دور والد عليه طمأنة ابن على وشك ان يموت (وهي تجربة سبق وعاناها)، وهذا الابن هو تاي شيريدان الذي سبق وأثبت موهبته الكبيرة في شريطي The Tree of LifeوJoe، وهو يمنح الفيلم الكثير من الشجن من خلال تجسيده شخصية فتى يرغب في تذوّق الحياة قبل فوات الاوان.
اذن لا من اجل التشويق ولا من اجل الاكشن، بل من اجل الممثلين الثلاثة واداءاتهم المؤثرة، يستحق فيلم The Forger المشاهدة ابتداء من الخميس 9 نيسان في صالات غراند وفوكس.