الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تفاصيل عملية تحرير حسين سيف الدين من عرسال

المصدر: "النهار"
عباس صالح
تفاصيل عملية تحرير حسين سيف الدين من عرسال
تفاصيل عملية تحرير حسين سيف الدين من عرسال
A+ A-

قلما وصل مخطوفٌ الى أيدي عناصر تنظيم "داعش" وخرج حياً، أو حتى عرف لجثته أثر، الا حسين سيف الدين، كسر هذه القاعدة...لماذا؟


سؤالٌ يطرح تلقائياً مع خبر الافراج عن بائع البزورات، إبن بلدة حوش الرافقة، بعد مرور اسبوع على خطفه، وهو الذي يستقبل زواره في منزل والده منذ يومين، ويتحدث بالوتيرة نفسها، ويردد امام الجميع كما امام الاعلاميين، العبارات ذاتها، ويعيد الجُمل والكلمات، بشكل يبدو وكأنه يسمِّع درساً حفظه عن ظهر قلب.
يقول حسين للجميع ان عملية خطفه يوم الاحد في 30 آذار الماضي لم تكن لاسباب سياسية، ولا طائفية، ولا دينية ولا غيرها. ويفصح في حديث مع "النهار" ان السبب تجاري بحت، وان حقيقة الامر ان بعض الممتعضين ساءهم ان أدخل الى عرسال وأبيع فيها بزورات وبهارات وغيره للمحال، علما أنني أبيع في عرسال منذ 8 سنوات، وصرت أعرفها أكثر مما اعرف بلدتي، وسأعود اليها قريباً لأستأنف تجارتي.



نسأله ان يروي لنا الحكاية منذ تم خطفه الى النهاية السعيدة فيقول ان عددا من المسلحين دخل اليه بينما كان يبيع البزورات الى صاحب محل من آل عز الدين، في البلدة، واقتادوه بداية الى المخيم المعروف بأنه يأوي لاجئين سوريين في البلدة، بعدما قيّدوه وعصبوا عينيه ولم يعد يدري ماذا يحصل، لكنه عرف ان أهالي عرسال اعلنوا النفير العام في البلدة ضد ابناء بلدة قارا السورية على وجه التحديد، باعتبار ان خاطفيه من قارا، وعندما هددوا باقتحام المخيم لتحريره، تم نقله 4 مرات من منزل الى منزل في داخل البلدة.
وفيما كشف والد حسين، علي سيف الدين ان مصطفى الحجيري الملقب بـ"ابو طاقية" تواصل معه وأبلغه بالإفراج عن ابنه، أكد حسين انه لم يتعرض لأي تعذيب وان الخاطفين سلبوه مالاً وهاتفا خلوياً، وانه بعد تهديد أهالي عرسال بحرق مخيم بلدة قارا للنازحين السوريين اذا لم يفرج عنه، تم تسليمه للمختار عز الدين كرنبي.


عصابة وفدية


وفي هذا السياق يقول حسين انه لا يعرف أصحاب المنازل، لكن مصادر أمنية معنية أشارت لـ"النهار" الى ان كل شيء معروف في هذه القضية وحتى المنازل التي احتجز فيها سيف الدين معروفة وأصحابها معروفون بالاسماء.
وقال المصدر أن الذين خطفوا سيف الدين لا ينتمون إلى "داعش" بل هم افراد عصابة ترمي للحصول على فدية مالية، وعندما كبرت المشكلة، قالوا أن "داعش" وضعت يدها على الملف.
وتشير المصادر الامنية الى انه بعيد خطف ابنها حسين، فإن عائلة سيف الدين عمدت مباشرة الى خطف 3 أشخاص من آل كرمبي ورايد من عرسال لمبادلتهم به، لكن فاعلياتها، وبعدما علمت بما جرى في مكتب رئيس احدى الدوائر الأمنية في المنطقة، أطلقت سراحهم فوراً، فما الذي جرى عملياً؟.


تشير المعلومات الخاصة بـ"النهار" في هذا السياق الى ان فاعليات عرسالية، وفور علمها بأزمة الخطف المضاد الذي تمارسه عائلة سيف الدين تواصلت مع أحد كبار الضباط الامنيين في المنطقة، وأبلغوه بأنهم مجمعون كعائلات عرسالية معنية على رفض الخطف وأنهم سيعملون على تحرير سيف الدين من خاطفيه بالقوة ولا سيما ان عملية خطفه "محلية" ولا سيما وانهم كانوا أكثر من عانوا من عمليات خطف ابنائهم على الطرق، كردة فعل من أبناء المنطقة والقرى المجاورة على خطف ابنائهم في عرسال، وانهم لن يسمحوا بهذا بعد اليوم، ولا يريدون العودة الى تلك الأجواء بتاتاً، ولا يريدون من أبناء المنطقة بالتالي ممارسة الخطف المضاد على أبنائهم، وخاصة أن كل من يخرج من البلدة هو حكما من الابرياء، لأن المطلوبين لا يخرجون ولا يتجولون، وأبلغوه بشكل قاطع انهم سيخوضون معارك مسلحة ان اقتضى الامر في سبيل تحرير سيف الدين، ومهما كلفهم ذلك.
بعد علمها بتلك الوعود القاطعة التي قدمت لذلك الضابط، قررت عائلة سيف الدين الافراج عن مخطوفيها كبادرة حسن نية تجاه الاجهزة الامنية ووضعت الكرة في ملعب الرسميين للإتيان بإبنها.


رحلة الضغوط 
وبعد ذلك انطلقت رحلة الضغوط التي مارستها الاجهزة الاجهزة على بعض العراسلة، للالتزام بوعودهم التي قطعوها في هذا الاطار، وبدأت رحلة التحديات المشتركة، والاستنفارات التي وصلت الى حد قيام أهالي عرسال بخطف نحو 40 سورياً من بلدة قارا، والذين تم إلباسهم عملية خطف حسين سيف الدين، فيما كانت الرسائل غير المباشرة تصل الى من يعنيهم الأمر من أبناء البلدة المتورطين بعملية الخطف وبعدد من العمليات الأخرى، بأنه ستتم مواجهتهم بقسوة بعد هذا التاريخ، وان الأمور ذاهبة في اتجاه التصعيد، وأن سيف الدين هو البداية، وان تحريره سيتم بالقوة ولو كلفنا ذلك خوض معارك عسكرية طاحنة معكم، ولو أدى ذلك الى بحر من الدماء.
بعد احتدام التحدي بين أهالي البلدة الواحدة، كان ثمة من يحرص من بين الاهالي الذين تجمعوا على هذا الرأي من كل العائلات الفاعلة في البلدة، على إبعاد صبغة الانقسام العرسالي عن هذه القضية، وعلى إعطاء هذا الخلاف أبعاد أخرى من قبيل انها خلافات مع أهالي قارا وليست خلافاً بين ابناء البلدة الواحدة.
وهكذا كان الى ان رضخ عراسلة متورطون في الخطف ومتماهون مع "داعش" و"النصرة"ووعدوا طرفاً ثالثاً من ابناء البلدة باطلاق سراحه خلال أقرب ما يمكن، ولكنهم فضلوا إطلاقه بشكل لا يوحي أن ذلك حصل تحت سيف الضغوط والتهديدات، فأعطيت لهم المهلة الاولى، ثم المهلة الثانية، الى ان تم إطلاقه يوم الاحد.


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم