الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

تقرير عسكري اسباني يتّهم اسرائيل بقصف موقع اممي قرب الغجر عمداً

المصدر: "النهار " مرجعيون
ترجمة - رونيت ضاهر
تقرير عسكري اسباني يتّهم اسرائيل بقصف موقع اممي قرب الغجر عمداً
تقرير عسكري اسباني يتّهم اسرائيل بقصف موقع اممي قرب الغجر عمداً
A+ A-

تحت عنوان "إنّهم يصحّحون التصويب، يستهدفون موقعنا" نشرت صحيفة El Pais الاسبانية مقتطفات من تقرير سرّي لرئاسة اركان الدفاع في اسبانيا عن التحقيقات حول مقتل العريف فرانسيسكو صوريا(36 عاماً) خلال القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان في 28 كانون الثاني الماضي على خلفية العملية التي نفّذها حزب الله، مورداً شهادات ضباط وجنود كانوا في موقع العباسية-الغجر المعروف بـ 4-28 الذي استهدفه القصف الاسرائيلي، وفيه تأكيد أنّ القوات الاسرائيلية كانت تصحّح مسار القصف للاراضي اللبنانية من نقاط بعيدة من المركز وصولاً الى اصابته بشكل رئيسي عبر استهداف برج المراقبة وسقوط العريف الاسباني.
وفي التقرير إفادة للنقيب فرناندو باثو أغيليرا المسؤول عن الموقع انه عند العاشرة صباحاً عندما وصل الى الموقع عبر طريق SD1 كان الوضع هادئاً جداً، رغم انه منذ الثامن عشر من كانون الثاني الماضي عندما استهدفت اسرائيل موكباً لحزب الله في الجولان وأدى إلى استشهاد ستّة أفراد، كان من المنتظر ردّ انتقامي من حزب الله.
عند 10 صباحاً، استلم العريف صوريا نوبة الحرس في البرج الداخلي من زميله سيرخيو بوياتو، وعند سماع صفارة الانذار انتقل الى برج المراقبة الرئيسي الذي كان يُعتبر الأكثر أماناً بسبب الباطون المسلّح والزجاج المصفّح.
عند الساعة الحادية عشرة والنصف توجّه بوياتو الى فريق الحرس لتسليم تقريره قبل مأذونيته، سمع خبر انفجار جنوبي الخط الازرق الذي يفصل لبنان عن اسرائيل. في المدى البعيد يظهر دخان متصاعد، وبواسطة الكاميرا أمكن مشاهدة سقوط خمسة صواريخ يبدو أنّها انطلقت من منطقة الميسات في جنوب لبنان. وبعد عشرين دقيقة انطلق الرد الانتقامي الاسرائيلي.
وبعد وصول النقيب أغيليرا الى الموقع الذي يضم جنوداً إسبانيين وسالفادوريين، تبلّغ بالتفجيرات. وتلقّى اتّصالاً من غرفة العمليات في الكتيبة الاسبانية في قاعدة ميغيل دي ثربانتس في مرجعيون بتفعيل خطة Blue Porcupine، والتي تنصّ على انسحاب كل العناصر الى داخل الموقع خصوصاً التي تقوم بدورية روتينية على الطريق وإقفال الابواب. وانتشر الجنود في نقاط المراقبة داخل الموقع. وسمع الجميع الرقيب كاردونا عبر مكبّر الصوت يعلن الخطة المذكورة أعلاه وهي جدّية، والجميع يعمل ماذا يجب أن يفعل.
عند الساعة 11:40 العريف ايفان لوبيث سانشيث كان ينظّف سلاحه في غرفته عندما سمع دوي انذار حال الطوارئ، أخذ الخوذة والسترة الواقية وبندقيته والمسدس وتمركز مع زملائه في الآلية المصفّحة المتمركزة الى يسار برج المراقبة. ليس معلوماً مصدر إطلاق القذائف ولكن أمكن رؤية مكان سقوطها، وفي كلّ مرّة يقترب مكان سقوطها. "كلّ قذيفة تسقط اقرب من سابقتها اذ كانوا يصحّحون مسار التصويب بدءاً من منطقة المجيدية وصولاً الى الموقع 4-28" حيث كانوا موجودين. حاولوا إعلام الحرس ولكن لم يتمكّنوا، لذا ذهب سانشيز سيرا لاعلام النقيب باثو والرقيب كاردونا لكنّهما كانا منشغلين ولم يستطيعا الاجابة.
11.50: عاد الجندي بواياتو الى المصفّحة حيث تمترس خلف الرشاش. القذائف تسقط في منطقة المجيدية، بعضها قنابل انشطارية. "لا شكّ انّها كذلك لأنها تنفجر في الهواء على ارتفاع 500 الى 1000 متر وتتساقط شظاياها. سقط نحو 6 أو 8. كما تسقط قذائف انشطارية وأخرى مدفعية قرب ريحانة بري، ويختلف صوتها بحسب مكان سقوطها"، على حد قول بوياتو. القذائف الانشطارية محظورة بحسب المعاهدات الدولية لكن يمكن استخدامها لتعطيل الالغام الفردية، لكنّ اسرائيل التي استخدمت هذا النوع من القذائف في لبنان عام 2006 لم توقّع على هذه المعاهدات.
12:00: تولّى الرقيب خوليو خافيير غارسيا مسؤولية المصفّحة التي كانت متمركزة عند مدخل الموقع لمراقبة الطريق. ابلغ عن سقوط قذائف على بعد 500 متر الى الشمال. وبعد سقوط نحو 3 او 4 لاحظ كيف انّهم يصحّحون مسار التصويب باتّجاه الموقع. وأمر النقيب بالانسحاب الى داخل الموقع مع الاستمرار بمراقبة الطريق. استمّر بالمراقبة ولكن عندما لاحظ بوضوح انه يتم تصحيح التصويب وسقوط القذائف يقترب شيئاً فشيئاً تحصّن قرب برج المراقبة.
12:15: في البداية اعتقد الرقيب كاردونا ان القصف لا يعنيهم. كان هادئاً لأن المدفعية الاسرائيلية تستهدف شمالاً نحو بلدة عين عرب، ولكن فجأة تغيّر المسار وبدأ القصف يقرب من الموقع، من الغرب(الغجر) باتّجاههم. وقد افاده بذلك الجنود الموكلين بالحراسة، وهو ايضاً لاحظ ذلك.
12:20: من مركزه كسائق للمصفّحة، شاهد الجندي كريستيان مارتينيز كل ما جرى. "سقطت اولى القذائف خلف الجامع في منطقة المجيدية، ولكن شيئا فشيئاً بدأت تتساقط بشكل قريب. لاحظ انها قنابل انشطارية. وآخر قذيفتين سقطتا قريباً جداً من الوقع، احداها خلف جدار الموقف المصنوع من الباطون المسلّح والثانية استهدفت مباشرة برج المراقبة الرئيسي، وشعر بالحطام يتساقط كالمطر على الارض.
12:24: وكما يذكر الجندي بوياتو انه سمع صفيراً قريباً ودوياً أصمَّا أذنيه فاختبأ داخل الآلية التي كانت ترتجّ. وبعدما هدأ الصوت خرج ليعاين البرج الذي بدا أنّه أصيب وسمع صراخ زميله: "أصابوا البرج"، كان الجندي بابلو صوريا. النقيب أمر الجميع بالاختباء في الملاجئ.
12:30: الوضع كان متوتّراً جداً، والأجيدان بونيللا يحاول تهدئة زملائه. اجرى تعداداً ولم يكن العريف صوريا. وتذكّر الجندي بوياتو اّنه رآه للمرة الاخيرة يتسلّق برج المراقبة. حتى إن الرقيب كارمونا حاول مناداته عبر الجهاز لكنّه لم يجب. خرج من الملجأ ليجد أن خوذة العريف قد سقطت من البرج. ورغم استمرار القصف توجّه الى البرج والتقى النقيب باثو الذي كان طلب من العريف أستوس بأن يحضر محملاً. كان الباب مقفلاً فحاول النقيب فتحه بالقوة لكنّه لم يفلح فأطلق عليه رشقاً ناريا. كان الرقيب اول من دخل الى البرج وكان ينده صوريا صوريا من دون أن يجيب احد. وعندما وصل وجده ملقى على الارض وجهه للأسفل مصاباً بجروح بالغة اذ ان جزءاً من رأسه وجسمه قد تطاير بسبب القصف. حاولوا اسعافه ومساعدته على التنفّس، ولكنّهم أدركوا خطورة وضعه. عندها توجّه كارمونا الى النقيب قائلاً إن صوريا قد فارق الحياة.
قرروا ترك الجثّة لأن القصف كان لا يزال مستمراً، وذكر بوياتو انه اثناء خروجهم سمعوا دوي قذيفة قريبة جداً، وعندما انفجرت هرعوا الى الملجأ. في هذا الوقت ارسل كارمونا رسالة الى مقر القيادة بضرورة الإخلاء العاجل. وقبل وصول فريق الاسعاف عاد مجدّداً الى البرج للتأكّد من أن زميله قد توفّي فعلاً وانّه لا يمكن فعل شيء آخر.
13:15: أمر النقيب باثو العريف ايفان لوبيث ان يخرج مع زملائه لفتح الباب الرئيسي وتوفير الحماية للفريق الطبي الذي وصل لنقل صوريا. دخلت سيارة الاسعاف ترافقها آليتان عسكريتان. القصف لا يزال يتساقط، ولم يتم ارسال مروحية لاسباب امنية.
دخلت الملازم الطبيب ميريام رودريغيز البرج برفقة ممرضة ومسعف ورقيب آخر. تأكّدوا انّه فارق الحياة واثناء نقله عاود القصف، فتركوا الجثّة واختبأوا في الملجأ.
15:15: بدأ القصف يبتعد من الموقع باتجاه الشمال. خرج الجنود من الملجأ وبدأوا تنظيف الموقع من آثار القصف والتأكّد من عدم وجود اي مواد متفجّرة. تمكّن الفريق الطبي من نقل جثّة صوريا والتوجّه الى قاعدة ميغيل دي ثربانتس حيث وصلوا عند الساعة 16:15.


وتحت عنوان "اسرائيل اعلنت ان القصف كان خطأ"، أكمل تقرير الصحيفة ان اسرائيل لم تنفِ ان القذيفة من عيار 155 ملم التي أودت بحياة العنصر الدولي الاسباني مصدرها مدفعيتها. لا يمكن لها ذلك، لان حزب الله يفتقد الى هذا النوع من الاسلحة. تنفي اسرائيل انها استهدفت موقع القوّة الدولية عمداً مدّعية انّ الرد كان شرعياً نتيجة المكمن الذي استهدف موكبا اسرائيليا في مزارع شبعا، واذا سقطت قذيفة في الموقع فهو من طريق الخطأ لانّه في محيط الموقع كانت الميليشيا الشيعية اللبنانية تطلق صواريخ باتّجاه اسرائيل.
ويذكر كاتب المقال ميغيل غونزاليث ان تقرير الامم المتحدة اعترف بأن اسرائيل ابلغت عند الساعة 11:39 بضرورة ملازمة عناصر اليونيفيل مواقعهم وعدم الخروج، وعند طلب مزيد من التفاصيل تمنّعت. وبين 11:48 و 13:43 اطلق الجيش الاسرائيلي نحو المنطقة 118 قذيفة مدفعية و90 قذيفة هاون و5 قذائف دبابات.


 لا تعليق لليونيفيل


وسألت "النهار" مصادر في اليونيفيل عما تضمّنه التقرير، فأجابت أنّها لا تعلّق على تقارير صحافية، وهي ملتزمة ما يصدر عن الأمم المتحدة بشكل رسمي حول التحقيقات والنتائج.
كذلك رفضت مصادر في الكتيبة الاسبانية التعليق على التقرير مشيرة الى انّه تقرير غير رسمي لأنه لم يصدر علنياً عن المراجع الرسمية وتالياً فهي وحدها المخولة تأكيد صحة المعلومات أو نفيها.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم